تفاصيل المؤامرة الداخلية لإسقاط يرماك

كشفت صحيفة “أوكراينسكيا برافدا” عن وجود تنسيق سري بين كبار مسؤولي الدولة في أوكرانيا لإقالة أندريه يرماك من منصبه رئيسا لمكتب زيلينسكي عبر “تشات” مغلق.

وأشارت الصحيفة إلى أن أعضاء نافذين في القيادة الأوكرانية أنشؤوا هذه “الدردشة الثورية”السرية لتنظيم خطواتهم ضد يرماك، دون الكشف بعد عن القائمة الكاملة لأعضائها، إذ يعتقد أنهم يمثلون أرفع المستويات في إدارة الدولة. ونقلت الصحيفة مثالا على محتوى هذه المحادثة المغلقة، حيث كتب أحد كبار المسؤولين بعد إعلان استقالة يرماك: “لا شيء يبهج القلب في الصور التي تنشر يوم السبت من مكتب [زيلينسكي]، مثل الكرسي الفارغ على يمينه”، وأضافت الصحيفة أن هذه العبارة حظيت بأكبر عدد من الإعجابات مقارنةً بأي رسالة سابقة في الدردشة.

 

ووفقا لمصادر الصحيفة، فقد دعا خلال الأسبوعين الأخيرين قبل المداهمات التي جرت في 28 نوفمبر إلى إقالة يرماك شخصيات بارزة، من بينهم: رئيس البرلمان رسلان ستيفانشوك، ووزير التحول الرقمي ميخايلو فيدوروف، ورئيس الوزراء دينيس شميغال، بل ونائب يرماك نفسه أوليغ تاتاروف. ومع ذلك، لم يقدم زيلينسكي على اتخاذ القرار النهائي إلا بعد تنفيذ المداهمات في مكتب يرماك. ولفتت الصحيفة إلى أن زيلينسكي استدعى فيدوروف شخصيا لمساعدته في إعداد الفيديو الذي قدم فيه إعلان الإقالة، والذي بث مساء 28 نوفمبر، تزامنا مع صدور المرسوم الرئاسي بإقالة ييرماك.

 

وقال مصدر مقرب من الدوائر الرسمية لـ”أوكراينسكيا برافدا”: “ما حسم القرار هو الاقتناع بعدم إمكانية تجنب هذه الخطوة، فضلا عن الدعم الواسع لها—من النواب ورجال الأمن والمجتمع الأوكراني، وحتى من الشركاء الدوليين الأساسيين”.

 

كما لفتت الصحيفة إلى أن يرماك، خلال فترة توليه منصبه، ركز بشكل مفرط على تعيين أشخاص موالين له في مناصب مختلفة عبر أجهزة الدولة، لكنه وجد نفسه وحيدا في اللحظة الحاسمة، إذ لم يدافع عنه أحد ممن ساندهم في مسيرتهم المهنية.

 

وفي لحظة إبلاغه بضرورة تقديم طلب الاستقالة، انفجر يرماك في نوبة غضب استمرت نصف ساعة أمام زيلينسكي، تضمنت شتائم واتهامات وعبارات انتقاد لاذعة. ونقل مصدر من أقرباء يرماك المقربين:

“حتى اللحظة الأخيرة، لم يصدق يرماك أن زيلينسكي سيقيله فعلا، وخصوصا بهذه الطريقة المفاجئة. ما أثار غضبه أكثر من أي شيء آخر هو شعوره بأن زيلينسكي ’تخلى‘ عنه”.

 

كما وصف مسؤول أوكراني آخر، على صلة وثيقة بالحدث، الانفصال بين الرجلين بأنه “كان مريعا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!