د. أمل قنصوة تكتب.. كفر شكر بين الإدارة الجادة وهمسة العتاب

  1. بصفتي واحدة من أبناء مركز كفر شكر، ممن عاشوا تفاصيل هذا المركز يوما بيوم، وعرفوا شوارعه وهمومه قبل أن يعرفوا عناوين الأخبار، أكتب هذه السطور بدافع الانتماء لا المجاملة، وبعين المتابع القريب لا المراقب من بعيد، فما تشهده كفر شكر مؤخرا من حراك ملحوظ على مستوى الأداء التنفيذي، يدفعنا نحن أبناء المكان إلى التوقف أمام التجربة قراءة وتقييما، خاصة حين يكون التغيير محسوسا ويمس حياة الناس مباشرة.

منذ تولي اللواء أحمد شادي رئاسة مجلس مدينة كفر شكر، بدا واضحا أن هناك أسلوبا مختلفا في الإدارة، يعتمد على الحضور الميداني، والانضباط، وسرعة التحرك، بعيدا عن النمط التقليدي القائم على إدارة الملفات من خلف المكاتب، وهو ما انعكس سريعا على الشارع الكفراوي، الذي بدأ يستعيد شيئا من النظام والاهتمام.
وقد تجلت هذه الجهود بوضوح في ملفات النظافة العامة، ورفع الإشغالات، وتحسين المظهر الحضاري للمدينة، حيث شهدت الشوارع والميادين حملات مستمرة أعادت قدرا من الانضباط، وقللت من مظاهر العشوائية التي طالما أثقلت كاهل المواطنين، كما لمس الأهالي تطورا في سرعة الاستجابة للشكاوى والتعامل الجاد مع المشكلات اليومية، وهو ما أعاد قدرا من الثقة بين المواطن والجهاز التنفيذي.
وفيما يتعلق بملف المرافق والخدمات، حرص رئيس المدينة على التنسيق الدائم مع الجهات المختصة لمعالجة أزمات المياه والصرف الصحي والطرق والكهرباء، واضعا نصب عينيه أن تحسين جودة الحياة هو الهدف الحقيقي لأي مسؤول محلي، وأن المنصب تكليف قبل أن يكون تشريفا.

ويحسب للواء أحمد شادي إدارته المتوازنة للملفات الشائكة، حيث نجح في الجمع بين الحسم اللازم لفرض هيبة الدولة، والبعد الإنساني في التعامل مع المواطنين، وهو توازن صعب لا يتحقق إلا لمن يمتلك خبرة حقيقية وشعورا عميقا بالمسؤولية تجاه الناس والمكان.
همسة عتاب
ومع هذا التقدير الواجب، لا يخلو المشهد من همسة عتاب نابعة من الحرص على الصالح العام، تتعلق بحالة طريق كفر علي شرف الدين وكفر عامر، والذي يعاني من سوء شديد وتهالك واضح وصل إلى حد التكسير، بما يشكل معاناة يومية للمواطنين، ويهدد سلامتهم، خاصة في فترات الذروة، وتزداد أهمية هذا الطريق لكونه يمر بمحاذاة أراضي طرح النيل، ما يستدعي اهتماما خاصا وضرورة إعادة الشيء إلى أصله، سواء من حيث الرصف أو المتابعة أو الحفاظ على ما تم إنفاقه من مال عام، تفاديا لتفاقم المشكلة مستقبلا.
والثقة في استجابة اللواء أحمد شادي لهذه الهمسة نابعة من سجل أداء يؤكد أن صوت المواطن حين يطرح بصدق يجد آذانا واعية، وأن الهدف المشترك يظل دائما هو خدمة كفر شكر والحفاظ على بنيتها الأساسية وكرامة أهلها.
وفي النهاية، يبقى الأمل معقودا على استمرار هذا النهج الجاد في إدارة شؤون كفر شكر، بما يحقق طموحات أبنائها ويصون حقهم في خدمات لائقة وبيئة حضارية آمنة، فالتجارب الناجحة لا تقاس فقط بما تحقق، بل بقدرتها على الاستمرار وتصحيح المسار كلما لزم الأمر، وثقة أبناء كفر شكر في اللواء أحمد شادي تنبع من إيمانهم بأن المسؤول القريب من الناس، المستمع لهمومهم، هو الأقدر على تحويل الملاحظات إلى إنجازات، وعلى أن يجعل من المنصب أداة خدمة حقيقية لا مجرد موقع إداري.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!