“خداع الذات” تركيا وكورونا.. هل هناك “إيطاليا جديدة”؟
حتى 3 أسابيع مضت ظلت تركيا تصر على أنها خالية من فيروس كورونا، لكن الأمر تغير مؤخرا بشكل درامي، لدرجة أن خبراء حذروا من أنها قد تواجه مصير إيطاليا، البلد الأوروبي الأكثر تألما من الوباء.
وأعلنت أنقرة في 10 مارس الجاري أول إصابة بفيروس كورونا المستجد المعروف أيضا باسم “كوفيد 19″، لشخص قالت إنه حمل الإصابة معه من أوروبا.
وقال حينها وزير الصحة التركي فخر الدين قوجة، إن “كورونا ليس أقوى من التدابير التي اتخذناها، وإصابة شخص به لا يمثل خطرا بالكلية، فقد تم عزله ومن ثم لا يوجد تهديد بالنسبة للمجتمع”.
لكن بعد يومين أطلق الوزير تصريحا مناقضا، حث فيه الشعب التركي على الصمود لمدة شهرين، الأمر الذي أثار علامات استفهام حول “الطمأنينة” التي روج لها لفترة طويلة.
وانتقلت تركيا من مرحلة “خداع الذات” في فبراير إلى الشعور بوقوع حالة طوارئ وشيكة، وذلك عبر تحليل التغيرات في تغريدات وزير الصحة، طبقا لموقع “المونيتور” الاستقصائي.
والسبت ٢٨ مارس، بلغت حصيلة الوفيات في تركيا ١٠٨ ، فيما بلغت الإصابات 5700 من جراء الفيروس.
وأثار هذا الأمر قلق الخبراء، بحسب موقع “المونيتور”، إذ إشاروا إلى أن هذا المعدل يفوق معدل الإصابات والوفيات في الفترة ذاتها من بداية تفشي الفيروس في إيطاليا، بؤرة كورونا الرئيسية في أوروبا.
وأمام زحف الفيروس الذي لا يرحم، أقر قوجة في خطاب تلفزيوني بأن كورونا منتشر في جميع أرجاء تركيا، واعترف في وقت لاحق بالحاجة إلى إجراءات أشد صرامة لمواجهة الوباء.