رغم إرهاب إردوغان .. العليا للانتخابات تغلق باب الطعون في نتائج إسطنبول
رغم كل الضغوط، والإرهاب الذي يسوقه رجب إردوغان، إلا أن اللجنة العليا للانتخابات في تركيا، تقف حجر عثرة أمام كل محاولات حزب العدالة والتنمية الحاكم لإفساد العرس الديمقراطي، والتشكيك في إرادة الناخبين، الذين لقنوا سلطان أنقرة وغلمانه درسًا لن ينسوه، ونجحوا في استعادة السيطرة على أهم المدن مثل إسطنبول وأنقرة وإزمير وأنطاليا.
اللجنة العليا رفضت، للمرة الثالثة خلال أيام قليلة، طلب العدالة والتنمية، بإعادة فرز كل الأصوات بالصناديق الانتخابية في مدينة إسطنبول بالانتخابات المحلية الأخيرة التي أجريت يوم 31 مارس الماضي، ووجه الأتراك من خلالها صفعة قوية للحزب الحاكم الذي خسر أمام المعارضة في كبرى البلديات.
إردوغان وحزبه مازالا يتمسكان بالمماطلة، ويعطلان سير عملية فرز الأصوات، وتأخير إعلان النتائج، لمنح عصاباتهم مزيدا من الوقت، لمحو كل ما يثبت فسادهم، ومخالفاتهم، ونهبهم للمال العام، طوال سنوات السلطة. مناقصات تحسم بالمحسوبية، ومشروعات شابها الفساد، ودعم مالي بملايين الدولارات لأبنائه.. كلها أسباب دفعت النظام الحاكم للاستماتة في عدم التسليم بخسارة البلديات الكبرى خاصة في أنقرة وإسطنبول خوفًا من فضح جرائمه، فضلا عن محاولات مستميتة لتزوير إرادة الناخبين.
51 صندوقا فقط
مندوب حزب العدالة والتنمية لدى اللجنة العليا للانتخابات، رجب أوزال قال إن اللجنة قررت إعادة فرز الأصوات في 51 صندوقا فقط في 21 دائرة انتخابية بإسطنبول، في الانتخابات المحلية التي شهدتها البلاد الأسبوع الماضي.
وأضاف في تصريحات نقلتها وكالة أنباء الأناضول التركية الرسمية، اليوم الثلاثاء، أن اللجنة رفضت طلب إعادة فرز الأصوات في 31 دائرة انتخابية بإسطنبول.
وأجري استطلاع رأي عقب انتخابات المحليات عكس رأي الناخبين في كل من أنقرة وإسطنبول في معركة البلديات التي شهدتها تركيا نهاية مارس الماضي أكد فيه 70% من الناخبين بإسطنبول أنهم لا يرغبون في إعادة الانتخابات مرة أخرى، حسب صحيفة هابر دار أمس الاثنين.
محاولة للتشكيك
وفي محاولة للتشكيك على نتائج الانتخابات، خرج إردوغان أمس الاثنين ليدعي وجود “جريمة منظمة شهدتها الانتخابات البلدية بإسطنبول”، وقال: “الأمر لا يتعلق بمخالفات هنا وهناك لأن العملية برمتها مغشوشة”.
وأضاف إردوغان، في تصريحات نقلتها وكالة الأناضول، قبل توجهه إلى موسكو للقاء نظيره الروسي فلاديمير بوتين :”في إسطنبول يوجد أكثر من 10 ملايين ناخب، لا يحق لأحد أن يزعم أنه الفائز بهامش 13-14 ألف صوت”.
ويطالب مرشح حزب الشعب الجمهوري المعارض أكرم إمام أوغلو بإعلانه رسميا فائزا بانتخابات رئاسة بلدية إسطنبول، بعد فوزه على مرشح العدالة والتنمية بن علي يلدريم، ووصف مزاعم الحزب الحاكم بشأن حدوث مخالفات فيها بأنها مخزية ومهينة.
فارق 15 ألف صوت
وفي حين يجري حاليا تعداد جزئي للأصوات في إسطنبول، أكد حزب الشعب الجمهوري، أمس الاثنين، أن مرشحه لرئاسة بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو يتقدم علي يلدريم بفارق 15 ألفا و722 صوتا.
النتائج شبه الرسمية للانتخابات البلدية التركية أكدت تعرض حزب إردوغان لهزيمة غير مسبوقة خلال فترة حكمه التي تصل إلى 16 عاما مع خسارة العاصمة أنقرة، والعاصمة الاقتصادية إسطنبول، لكن حزب العدالة والتنمية كثف الطعون رافضا الإقرار بهزيمته.
حزب العدالة والتنمية الحاكم، أعلن أنه طلب من اللجنة العليا للانتخابات، إعادة تعداد الأصوات في 38 من دوائر إسطنبول الانتخابية الـ39، وإلغاء الأصوات في الدائرة الأخيرة.
سيناريو 2015
محاولات إردوغان لتعطيل عمليات فرز وإعلان نتائج الانتخابات البلدية، بسيل من الطعون والمطالبة باعادة فرز الأصوات، في عدد من البلديات، وعلى رأسها إسطنبول وأنقرة، أثارت مخاوف المعارضة من إلغاء الانتخابات برمتها.
وحذر المرشح الرئاسي السابق لحزب الشعب الجمهوري، في الانتخابات الرئاسية، التي أجريت في يونيو 2018، محرم إينجه، من إمكانية إلغاء الرئيس التركي الانتخابات المحلية الأخيرة، التي تكبد فيها حزبه العدالة والتنمية خسارة ساحقة، خصوصا في كبرى البلديات.
إينجه قال في تصريحات نقلتها صحيفة “يني تشاغ”، أمس الاثنين، إن الحزب الحاكم وصل بتركيا إلى نقطة قد تضر بمستقبل البلاد، مؤكدًا أن رفض السلطات التركية منح نائب حزب الشعب الجمهوري المعارض، الفائز برئاسة بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو، رئاسة البلدية، يعد اعتداءً على الشرعية.
وأوضح أن الموقف الراهن سيذهب بالسياسة والقانون والهياكل المؤسسية للدولة في طريق يفقدها الطابع الديمقراطي كاملا، متابعًا :طرح الحزب الحاكم فكرة فرز جميع الأصوات بإسطنبول، بعدما طالب مسبقًا بإعادة فرز الأصوات الباطلة فقط، يظهر بوضوح الرغبة التي تدور خلف الستار في عدم منح أوغلو رئاسة إسطنبول، مهما كانت العواقب.