احتدام المنافسة على ميراث بيل جيتس رابع أغنى رجل في العالم
أشتدت حدة منافسة ميليندا جيتس طليقة مؤسس شركة “مايكروسوفت” بيل جيتس في استخدام طلاقها المثير للجدل من بيل جيتس لزيادة ميراث أبناءها الثلاثة من 10 ملايين دولار التي تعهد زوجها المنفصل عنها علنًا بمنحها لكل واحد منهم.
فقد قامت ميليندا بضم كبار محامي الثقة والعقارات إلى فريقها القانوني، حيث قامت هي وطليقها بتقسيم أصولهما المجمعة البالغة 130 مليار دولار بعد 27 عاما من الزواج.
وأصبح خبر طلاق بيل جيتس مؤسس شركة “مايكروسوفت” الأمريكية رابع أغني رجل على سطح الأرض بحجم ثروة تبلغ 126.5 مليار دولار عن زوجته ميليندا فرينش والتي تشارك زوجها السابق في رئاسة مجلس إدارة أكبر مؤسسة خيرية خاصة في العالم، والبالغ رأسمالها ما يزيد على 35.8 مليار دولار مسار اهتمام كل الأوساط في العالم.
تقارير صحفية تشير أن “إمبراطورية جيتس المالية” تشمل منازل في خمس ولايات، وأسطولا من السيارات، بما في ذلك سيارة بورش نادرة قيمتها 2 مليون دولار، ومجموعة فنية تتضمن مخطوطة لدافنشي بقيمة 30 مليون دولار، اشتراها بيل في مزاد علني، بالإضافة إلى عدد من الطائرات الخاصة.
حياة بيل جيتس
بيل جيتس هو رجل أعمال ومستثمرو رابع أغنى رجل في العالم، أسس شركة مايكروسوفت، والتي تُعد من أكبر شركات البرمجيات في العالم، كما أنه قام بتأسيس مؤسسة بيل وميلندا جيتس الخيرية.
ولد بيل جيتس في سياتل، واشنطن عام 1955 وأظهر منذ الصغر اهتمامًا كبيرً،ا بالمطالعة.
نشأ وترعرع بيل في أسرةٍ متوسطة الغنى مع شقيقتيه كريستيان وليبي.
كان والده ويليم جيتس محاميًا، أما والدته ماري ماكسويل فقد عملت في التدريس ثم عملت مع عدة جمعيات خيرية وكإدارية في مجالس إدارة بعض البنوك والشركات.
وكان بيل في طفولته قارئًا نهمًا منكبًا على مطالعة مختلف الكتب والموسوعات، وفي الثانية عشر من عمره بدا أهله قلقين حيال دراسته، فقد بدا عليه علامات التململ من المدرسة، لذلك قام أهله بتسجيله في مدرسة ليكسايد الخاصة.
وبرع بيل في مواده الدراسية كلها وتألق في العلوم وفي الرياضيات وفي مواد اللغة والدراما، واستحوذت الحواسيب على كل اهتمام بيل حين أدخلت مدرسة ليكسايد حاسوبًا إلى قاعاتها، وتمكن بيل من كتابة برنامج بلغة البيسيك يمكن مستخدمو الحاسوب من اللعب ضد الحاسوب، وفي مدرسة ليكسايد تعرف بيل على بول ألين الذي يكبره بعامين وجمع بينهما حبهما المشترك للحواسيب.
وأمضى الصديقان في المدرسة معظم أوقاتهما في العمل على البرمجة الحاسوبية، وحين عثر بيل وألين على ثغرات في نظام تشغيل حاسوب المدرسة مكنهما ذلك من الحصول على وقتٍ إضافي في استخدام الحاسوب، مما أثار حفيظة الشركة المصممة لهذا البرنامج والتي بدورها حرمت المدرسة من استعمال نظام التشغيل لفترة من الزمن. بعد انقضاء فترة الحرمان قبلت الشركة عرض بيل وصديقه ألين بأن يقوما بمعالجة ثغرات نظام التشغيل وبالفعل تمكن الشابان من ذلك، بل واستطاع بيل أن يطور برنامج رواتب موظفي الشركة واستطاع تطوير نظام دوام خاص بالمدرسة.
وفي عام 1970 كان بيل في الخامسة عشر من عمره حين قام وصديقه ألين بتطوير برنامج حاسوبي لمراقبة حركة السير في شوارع سياتل، وبلغت أرباحهما الصافية من ذلك المشروع 20,000 دولار أمريكي.
وكان لدى الصديقان العزم على إنشاء شركتهما الخاصة، لكنّ والدا بيل أرادا لابنهما متابعة دراسته الثانوية ليلتحق بالجامعة أملًا منهما في أن يصبح محاميًا.
وأنهى بيل دراسته الثانوية في عام 1973، واجتاز اختبار القبول في الجامعة SAT بمعدل 1590 درجة من أصل 1600، وهو الإنجاز الذي تباهى فيه بيل لسنوات عدة حين كان يقدم نفسه لأشخاص جدد.
والتحق بيل بجامعة هارفرد ليدرس الحقوق، لكنه لم ينجذب لهذا المجال، فقد كان يمضي معظم أوقاته في مختبرات الحاسوب في الجامعة وكانت الحواسيب والبرمجيات قد شغلت كل تفكيره.
إنجازات بيل جيتس
كان ألين، صديق المدرسة، قد ترك جامعة واشنطن وانتقل إلى بوسطن ليعمل فيها وبقي الصديقان على اتصال مع بعضهما، وفي ذات الأيام أطلع ألين صديقه بيل على نسخة من مجلة إلكترونيات مشهورة تعرض في صفحاتها مقالًا عن حاسوبٍ صغير يدعى Altair 8800 مُعَد من قبل شركة صغيرة في نيو مكسيكو تدعى ميتس.
أدرك الشابان أن هذه فرصة عظيمة لهما، فقاما بالتواصل مع تلك الشركة مدعين بأنهما يعملان على كتابة برنامج بلغة Basic لديه القدرة على تشغيل حواسيب Altair8800. لم يكن بيل وآلن حينها قد شرعا في كتابة ذلك البرنامج حين أبدت الشركة اهتمامًا بالاطلاع على البرنامج المزعوم، مما أجبرهما على العمل حثيثًا لمدة شهرين في مختبرات جامعة هارفرد للحواسيب لكتابة ذلك البرنامج.
سافر ألين إلى مدينة ألبكيركي في نيومكسيكو لتجريب البرنامج لدى شركة ميتس، وبالفعل فقد كُللت جهودهما بالنجاح وعمل البرنامج بالشكل المطلوب وقامت شركة ميتس بتوظيف ألين ثم بتوظيف بيل الذي ترك جامعة هارفرد.
في عام 1975 أسس بيل وألين شركةً تُعنى بالبرمجيات أسمياها “مايكروسوفت” والذي يعني برمجيات الحواسيب الصغيرة.
وكانت برمجيات “مايكروسوفت” منتشرة بين الهواة الذين كانوا يحصلون على نسخ من تلك البرامج قبل صدورها في الأسواق ويوزعونها بالمجان، وبعد خلافات مع هؤلاء الهواة وخلافات مع شركة ميتس بخصوص حقوق ابتكار البرمجيات نقل بيل غيتس مقر عمليات “مايكروسوفت” إلى بيلفيو في واشنطن وذلك في عام 1979 حين أخذت الشركة بإنشاء برمجيات بصيغ مختلفة لشركات حواسيب متعددة.
بكادر مؤلف من 25 موظفًا تولّوا مهام تطوير الإنتاج والتسويق وبمدير يملك الإبداع التقني والبصيرة التجارية مثل بيل غيتس (ذو ال 22 عامًا) جنت “مايكروسوفت” قرابة 2.5 مليون دولار أمريكي في عام 1979.
كان بيل يشرف وبشكلٍ شخصي على كل سطر يُكتب من خوارزميات البرامج التي تنتجها شركته “مايكروسوفت” ويتابع بنفسه أدق التفاصيل في عمل الشركة.
وبدأت شركات تصنيع الحواسيب بالنمو، بدأ بيل يروج لخصائص وميزات البرامج التي تصدرها “مايكروسوفت”، وكان غالبًا ما يصطحب معه إلى جلسات التسويق والدته ماري التي ومن خلال معرفتها بزملائها من مجالس إدارة الشركات رتبت للقاء بيل بالمدير التنفيذي لشركة IBM.
وفي الوقت الذي كانت تبحث فيه IBM عن نظام تشغيل لحواسيبها، كان بيل جيتس قد تمكن من عقد عدة صفقات خفية مع شركات برمجية أخرى ليكسب فرصة التعاقد مع IBM.
وبالفعل فقد تمكن بيل من التعاقد مع IBM وتنامت أرباح مايكروسوفت بشكلٍ كبير بين عامي 1979 و 1981 لتصبح 16 مليون دولار أمريكي بعد أن كانت 2.5 مليون، وتوسع كادر الشركة ليصبح 128 موظفًا بدلًا من 25 وأصبح بيل رئيسًا للشركة ورئيسًا لمجلس إدارتها، وعُيّن ألين نائبًا للرئيس التنفيذي للشركة وتوسعت الشركة ليصبح لها عدة أفرع في أماكن مختلفة من العالم.
في عام 1983 أصيب ألين بالسرطان واضطر لترك منصبه في “مايكروسوفت”، لكن يقول البعض أن بيل جيتس هو السبب وراء ترك ألين للشركة.
في عام 1985 أصدرت “مايكروسوفت” بإدارة بيل جيتس نظام تشغيل “ويندوز” والذي كان مطورًا عن نظام “دوس” الذي كانت “مايكروسوفت” قد صممته سابقًا.
وكان لنظام الشغيل “ويندوز” انتشارًا كبيرًا لسهولة التعامل معه من قبل جميع المستخدمين، وعلى الرغم من خلافات بيل غيتس مع شركة آبل المنافسة إلّا أن مايكروسوفت استمرت بتطوير “ويندوز” بعدة إصدارات احتلت سوق البرمجيات، وهو الأمر الذي عاد على الشركة بأرباحٍ طائلة.
ونتيجةً للتقدم الذي أحرزته “مايكروسوفت” في إصداراتها لنظام تشغيل “ويندوز” والبرامج والتطبيقات المختلفة، فقد تنامت أسعار أسهم مايكروسوفت في الأسواق المالية وتنامت كذلك ثروة بيل لتصبح حوالي 101 مليار دولار أمريكي في عام 1999.
وبالرغم من تلك الثروة الطائلة لم تفتر همة بيل عن إدارة “مايكروسوفت” بطريقةٍ احترافية ودقيقة، فقد كان يتابع سير الأمور بشكل شخصي ويتعمق في أدق التفاصيل التقنية والإدارية وكان يسعى جاهدًا لتنمية روح الابداع والابتكار في نفوس موظفيه.
وفي عام 1987 التقى بيل ذو ال 32 عامًا مع ميلندا فرينش والتي كانت في الثالثة والعشرين من عمرها وكانت حينها تعمل كمديرة للإنتاج في “مايكروسوفت”، وتطورت العلاقة بينهما لتُتَوّج بالزواج في هاواي عام 1994.
أنجب بيل وميلندا ثلاثة أطفال: كاثرين (1996)، روري (1999)، فيبي (2002). وتعيش العائلة في منزلٍ ضخم في واشنطن.
في عام 2000 أنشأ بيل مع زوجته ميلندا “مؤسسة بيل وميلندا جيتس” والتي تُعنى بالأعمال الخيرية، ليبدأ بيل جيتس بالتفرغ شيئًا فشيئًا لمتابعة أعمال هذه المؤسسة وبالتنحي عن مناصبه العليا في “مايكروسوفت” تدريجيًا؛ ففي عام 2014 تنحى بيل جيتس عن منصبه كرئيس لمجلس إدارة مايكروسوفت ليشغل منصب مستشار تقني فيها.
استمر بيل بتخصيص المزيد من وقته وجهده لمؤسسة بيل وميلندا وتوسعت نشاطات المؤسسة الخيرية بشكلٍ هائل لتقدم مساعدات في مجالات تطوير التعليم والصحة والمنح الدراسية، وتكريمًا لأهمية الخدمات المقدمة من هذه المؤسسة الخيرية قدّم الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما لبيل غيتس وزوجته ميلندا “ميدالية الحرية”.