الجمرة الخبيثة تظهر.. استنفار صحي في العراق
بعد عدوى الفطر الأسود، يبدو أن عدوى بكتيرية خطيرة أخرى في طريقها للانتشار في العراق، فقد كشفت مديرية صحة محافظة دهوك العراقية، تسجيل 6 حالات مؤكدة بمرض الجمرة الخبيثة من بين 12 حالة مشتبها بها.
وتصنف الجمرة الخبيثة كمرض نادر وخطير، تسببه بكتيريا، ويصاب البشر بعدواها عن طريق الاتصال المباشر أو غير المباشر بالحيوانات المصابة.
وتعليقا على مدى خطورة المرض واحتياطات الجهات الصحية العراقية، يقول الدكتور نبيل حمدي المدير العام في وزارة الصحة العراقية، في حوار مع موقع سكاي نيوز عربية: “أن الجهات الصحية العراقية تتابع الوضع عن كثب، وأن مرض الجمرة الخبيثة هو من الأمراض التي يجب تسجيلها والابلاغ عن حالاتها فورا، لدى وزارة الصحة في العاصمة بغداد”.
ويضيف: “الجمرة الخبيثة مرض خطير ومعد، لكنه قديم وموجود سابقا، وباتت لدينا خبرة في التعاطي معه والسيطرة عليه، وهو لا يدعو للقلق كون الاصابات معدودة على أصابع اليدين في محافظة دهوك، لكن مع ذلك فإن مختلف مديريات الصحة في عموم المحافظات العراقية، ستعمل على اتخاذ الاجراءات الاحترازية لمواجهة أي احتمالات لانتشار المرض، وانتقاله لا سمح الله لمحافظات أخرى”.
ويتابع المسؤول الصحي العراقي: “وبشكل عام فإن انتقال العدوى من شخص لآخر ضئيل، لكن يجب الاحتياط وينبغي أن تشمل الاجراءات الوقائية تعزيز الرقابة البيطرية على المواشي ومزارعها ومراعيها، واجراء الفحوصات اللازمة للعاملين في تلك المزارع والمتعاملين مع الحيوانات، كون المرض ينتقل عبر اللحوم أيضا خاصة، وأن هذه البكتيريا لديها مقاومة ولا تموت مباشرة، حتى مع الغلي والطهو”.
ويضيف حمدي: “النوع الأسهل هو الجلدي حيث يوجد لدينا حقن موضعية مضادة له، تتوفر فقط في دوائر الصحة العراقية، لكن النوع الأخطر هو الذي يحدث عبر الاستنشاق، ويصيب الجهاز التنفسي والنوع الثالث الخطير الذي يصيب الجهاز الهضمي”.
ووفق منظمة الصحة العالمية، فإن الجمرة الخبيثة مرض تسببه جرثومة تسمى العصوية الجمرية، وقد كانت موجودة منذ مئات السنين، ومازالت تحدث بشكل طبيعي في كل من الحيوانات والبشر في أجزاء كثيرة من العالم، بما في ذلك آسيا، وجنوب أوروبا، وأفريقيا شبه الساحلية، وأجزاء من أستراليا.
وتوضح المنظمة أنه يمكن لجرثومة الجمرة الخبيثة البقاء على قيد الحياة في البيئة، عن طريق تشكيل الأبواغ، وأنها في شكلها الطبيعي الأكثر شيوعا تحدث قروحا داكنة على الجلد، تستمد منها اسمها.