خلال ندوة حزب الكرامة .. أمين اسكندر: القضية الفلسطينيةمن أهم ملامح التيار القومى ويجب بناء حركة تحرر من جديد
قال أمين اسكندر ، القيادي بحزب الكرامة ، خلال ندوة الحزب للحديث عن القضية الفلسطينية ، إن المستجدات الحديثة التى حدثت فى النظم العربية جعلتنا نتراجع مرة أخرى ونؤسس من جديد لمفاهيم الصراع العربى الصهيونى، مشيرا إلى أننا فى شبه هزيمة حقيقية فى القضية وانتصر المحتل نتيجة تخاذل العرب ، وهناك عدة مفاهيم للصراع العربى الصهيونى.
وأشار إلى أن التيار القومى العربى ينظر أننا أبناء شعب عربى واحد ، وشكلنا أمة عبر فترات زمنية طويلة أصبح لها ملامح الأمة لغة واحدة ومشاكلنا المستقبلية تقريبا واحدة ، ونرى أن استيطان فلسطين، بدأ من وعد بلفور الذى أسس لهدم المنطقة، حتى لا تكون قوة واحدة ، ونحن ندافع عن جزء من أمتنا وشعبنا من خلال القضية الفلسطينية .
وأوضح أن الصهيونية استوطنت، فى فلسطين وهى مرتبطة وولدت بحركة الاستعمار ومرتبطة بحركتهم، وهى بدأت من امريكا وهى التى نشأت من خلال حركة الاستيطان، وبدأ المسيحيين البروتستانت إبادة حقيقية للهنود الحمر مثلما قامت إسرائيل بهذا فى فلسطين ، لافتا إلى أن الصراع هو صراع بين أمة العرب التى تريد أن تتوحد وبين الصهيونية العالمية والاستعمار، والصراع على الأرض الذى هو جزء من تاريخ العرب ومن أرض العرب ولهذا اسمه الصراع العربى الصهيونى.
ولفت إلى أن ليس معناه هنا صراع بين الجامعة العربية والصهيونية، بل بين الشعوب العربية والصهيونية، فلا تقول صراع عربى اسرائيلى، لأن إسرائيل هى أداة فى أيد الصهيونية، فتجد أمريكى مسيحي صهيوني ومصرى مسلم صهيوني ، وهذا ما نراه فى دول الخليج العربى والسودان .
وتابع قائلاً : جمال عبد الناصر كان واعى جداً بعدم الاعتراف بهذا الكيان ، وكان معروض عليه أن يأخذ سيناء ولكنه رفض ، وقال إن القضية ليست سيناء، ولكنها حركة استعمار استيطانى، وهذا ما يتم الان، لو نظرت لن تجد قضية فلسطينية.
وأشار إلى أن اتفاق اوسلو بين السلطة والصهيوينية برعاية امريكية، خرجت منه حركة فتح بسلطة فلسطينية واقعة تحت الاحتلال ، سلطة باهته منقسمة ، وهذه أول مرة تحدث لحركة مقاومة فى التاريخ ، والآن فى خناقة بين منظمة تحرير تملك سلطة ورواتب تأتى من إسرائيل، وبين حماس ، وأنت أمام مشهد نهائى للقضية الفلسطينية، ولهذا أمامنا حتمية بناء موقف من جديد ، وتحدثت مع فلسطينين وقلت لهم عليكم أن تعيدوا بناء حركة المقاومة من جديد.
وأوضح “اسكندر” أن ما تم فى حرب غزة الاخيرة، أن خرجت كل فلسطين لمساندة غزة ، حتى تحدث الصهاينة عن حدوث حرب أهلية داخل إسرائيل ، وكان يجب أن نفعل أمور كثيرة وقتها ، وكان يجب أن نستغل هذا الحادث ، إذ أن رفع فلسطينى القدس السلاح مع مسلحى الضفة وغزة كان له تاثير كبير فى الحرب الأخيرة .
واستطرد قائلاً: يجب أن نعى التوظيف الإقليمي وأن هناك دول تحاول استخدام القضية ، لأن لدي هذه القوى منظور اسلامى للقضية ، ولو اعدنا بناء حركة التحرر عبر مفهوم وطني جامع بها المسلم والمسيحى، وفى وسطها فتح سوف يتحقق لها نجاح ، مشيرا إلى أنه للوصول إلى المفهوم القومى للصراع يجب قراءة كتاب عصمت سيف الدولة ، والذي قال من خلاله أن لا حياة مشتركة بيننا بين الكيان الصهيونى، ولا أوافق أن يشاركنى أحد بها، وهذا هو المفهوم القومى للصراع.
وتابع قائلاً : الحقيقة نحن لم ندخل أى حرب من أجل فلسطين إلا حرب ٤٨ الذى دخلها الملك عنداً فى النحاس باشا، وكل الحروب الأخرى كانت ضدنا، ولم ندخل إلا حرب الاستنزاف وللأسف لا يتحدث عنها أحد ، وإذا قرأ أحد مذكرات الفريق فوزى وبناء حائط الصواريخ، سيعرف عظمة الجيش المصرى وجمال عبد الناصر ، وبدأنا حرب استنزاف قوية، خسرت فيها إسرائيل خسائر كبيرة، وفى أكتوبر انتصرنا وخسرنا من خلال كامب ديفيد .
وأوضح أن المفهوم الاسلامى للتيارات الإسلامية حول الصراع إلى حرب بين الاسلام واليهود ، ،وكذلك الماركسين قدموا حلول قائمة على فكرة التعاون بين الطبقة العاملة الفلسطينية والاسرائيلية ، وكلها أمور اثبتت فشلها عمليا على الأرض.
وأكد مؤسس حزب الكرامة، ان معاهدة كامب ديفيد هى بداية خسارة القضية الفلسطينية لأنها اخرجت أقوى شعب عربى من الصراع والقوة العربية، وبعدها حدثت أزمة العراق والكويت وانتهت العراق ، ثم انتهت قوة سوريا، وكما نرى وضع لبنان أيضاً وما يحدث فيها، حيث لا توجد حياة هناك، وأصبح الوضع شديد التعقيد ، فليس القضية الفلسطينية فقط التى تحتاج بناء جديد بل كل قضايانا.
.
كما أشار إلى أن القضية الفلسطينية منذ وعد بلفور مرورا بكل الحروب ونهاية بحرب غزة، تكتشف أن الحقيقة ثابتة وهو صراع شعب عربى ضد الصهيونية، وعبد الناصر هو الذى قرر أن يعطى الشعب الفلسطينى سلاح وقال إن الشعب الفلسطينى هو الذى عليه أن يحرر أرضه.
وأوضح أن المشهد الأخير فى غزة يجعلنا نجد إيجابية كبيرة فى ما يسمى ببقع المقاومة ، حزب الله فى لبنان وهو حامى لبنان ، والتوظيف الإقليمي ممكن يضره ويحولها من حركة مقاومة إلى حركة تابعه لدولة ، ترى أن الصراع دينى، وعلى مالدة المفاوضات تصبح حزب الله واليمن أوراق للمساومة،
واختتم قائلاً: اليوم انت لا تمتلك سوى أن تعيد تربية الناس على المفاهيم الصحيح وتقيم الصراع على المفاهيم الصحيحة، وأن يعيد الفلسطينين بناء حركة تحرر من جديد.