منابر الأوقاف تستعد لخطبة السلام مع النفس.. وجمعة يلتقي قيادات الدعوة بالشرقية
يلتقي الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، صباح غدٍ الجمعة، قيادات الدعوة بمحافظة الشرقية، وذلك بحضور الدكتور ممدوح غراب محافظ الشرقية، بديوان عام المحافظة، وذلك على هامش زيارات الوزير إلى المحافظات في جمعة بعنوان “ السلام مع النفس والكون”.
وحددت وزارة الأوقاف خطبة غداً الجمعة، “السلام مع النفس والكون”، وقامت بترجمتها إلى تسع لغات أجنبية، وذلك في إطار واجبنا التوعوي والدعوي تجاه ديننا وبيان يسره وسماحته، وعنايته بكل ما فيه صالح الإنسانية وسعادتها ورقيها، ونشر مكارم الأخلاق والقيم الإنسانية، ومواجهة ومحاصرة الفكر المتطرف.
وشددت الوزارة على إيمانها بأن ديننا دين الرحمة للناس أجمعين، وأنها تحرص على ترسيخ أسس التعايش السلمي بين الناس جميعًا من خلال حوار الحضارات لا تصادمها.
السلام قيمة إنسانية راقية
قال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، إن السلام ليس مجرد شعار يرفع ، إنما هو قيمة إنسانية راقية، موضحاً أن ديننا الحنيف حرص على ترسيخها ، فديننا دين السلام، ونبينا (صلى الله عليه وسلم) نبي السلام ، وتحيتنا في الدنيا سلام ، وتحية أهل الجنة في الجنة السلام ،و السلام والإسلام يرجعان إلى أصل لغوي واحد “سلم” و”المسلمُ من سلم الناسُ من لسانه ويدهِ “.
وتابع وزير الأوقاف في بيانٍ له تحت عنوان “ السلام مع النفس والكون”: “ما أجمل أن يعيش الإنسان في سلام مع نفسه، وسلام مع أسرته، وسلام مع عائلته، وسلام مع جيرانه، وسلام مع زملائه، وسلام مع أصدقائه، وسلام مع المجتمع، وسلام مع الناس أجمعين”.
وأشار وزير الأوقاف إلى أن السلام الذي ننشده لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال نفوس صافية تحكمها ضوابط إيمانية وإنسانية راقية ، من أهمها ، أن يكون للإنسان وجه واحد ظاهره كباطنه ، لا أن يكون من ذوي الوجهين الذين يلقى الواحد منهم هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه ، يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : ” مِنْ شَرِّ النَّاسِ ذُو الْوَجْهَيْنِ الَّذِي يَأْتِي هَؤُلَاءِ بِوَجْهٍ وَهَؤُلَاءِ بِوَجْهٍ “(صحيح مسلم).
وبين “جمعة” منها أن يكون محبًا للخير للناس أجمعين ، رحيمًا ، ودودًا ، سهلاً ، هينًا ، لينًا ، يألف ويؤلف ، فالمؤمن يألف ويؤلف ، والكافر فظ غليظ لا يألف ولا يؤلف ، والمؤمن مفتاح للخير مغلاق للشـر، يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : ” إِنَّ مِنَ النَّاسِ مَفَاتِيحَ لِلْخَيْرِ مَغَالِيقَ لِلشَّرِّ ، وَإِنَّ مِنَ النَّاسِ مَفَاتِيحَ لِلشَّرِّ مَغَالِيقَ لِلْخَيْرِ، فَطُوبَى لِمَنْ جَعَلَ الله مَفَاتِيحَ الْخَيْرِ عَلَى يَدَيْهِ، وَوَيْلٌ لِمَنْ جَعَلَ الله مَفَاتِيحَ الشَّرِّ عَلَى يَدَيْهِ “(سنن ابن ماجه).
وشدد وزير الأوقاف على أنه لا يمكن للإنسان أن يكون في سلام مع نفسه أو مع الآخرين إلا إذا كان منصفًا للآخرين من نفسه يعمل في إطار الحقوق المتكافئة المتبادلة ، ويطبق عن قناعة مبدأ الحق والواجب، موضحاً أن هذا السلام النفسي يقتضي أن يؤمن كل منا بحق الآخر في الحياة الكريمة الآمنة المستقرة ، ويدرك أن هناك قواسم إنسانية مشتركة أجمعت عليها جميع الشرائع السماوية , يؤدي الالتزام بها والوفاء بمتطلباتها إلى أن تسود الطمأنينة والاستقرار والسلام النفسي والمجتمعي بين الجميع .
كما شدد وزير الأوقاف على أن المسلم الحقيقي متسامح مع نفسه، في سلام حقيقي مع أهله وذويه، وجيرانه، وأصدقائه، مع الناس أجمعين ، فضلًا عن أنه في سلام مع الكون فلا يؤذي حيوانًا ، ولا يحرق نباتًا ، ولا يتلف شجرًا ولا ثمرًا ، إنما هو بنّاء معطاء ، يحب الخير لا الشر ، والبناء لا الهدم ، والتعمير لا التخريب ولا الإفساد في الأرض .