ما وراء الانسحاب الأمريكي من أفغانستان.. “التحالف الشعبي”: انتصار طالبان “قبلة حياة” للمتاجرين بالدين.. و”الناتو” مسؤول عن جرائم الحرب
🛑الحزب: “طالبان” لم ولن تكون إلا في خدمة الإمبريالية العالمية حتى لو ظهرت في موقع المقاومة.. وأسف السياسيين على تقدمها “نفاق” وطمس للحقائق
🛑الانسحاب من أفغانستان أحد حلقات أفول القطب الأمريكى الأوحد المهيمن والدخول في مرحلة العالم متعدد الأقطاب
فسر حزب التحالف الشعبي تداعيات الانسحاب الأمريكي من أفغانستان، مؤكدا أن النصر الذي أحرزته حركة طالبان بعد سيطرتها على مقاليد الحكم في البلاد محاولة من “الإمبريالية العالمية لإعطاء قبلة حياة جديدة لكل المتاجرين بالدين”، إلا أنه لا ينفى المخطط الإجرامى لإغراق المنطقة فى الفوضى والإرهاب، مؤكدا أن “طالبان” لم تكن في يوم من الأيام إلا في خدمة الإمبريالية العالمية ولن تكون في المستقبل، حتى ولو ظهرت اليوم في موقع المقاومة “.
وأوضح الحزب في بيان، اليوم الجمعة، أن قوات الناتو بقيادة الولايات المتحدة، وبمشاركة قوات من عدة دول غربية، انسحبت من أفغانستان بعد ٢٠ عامًا من الحرب والاحتلال، مغادرين بلداً مدمراً، وهم وحدهم المسؤولون عن جرائم حرب سقط فيها عشرات الآلاف من المدنيين، أما حديث العسكريين والسياسيين من الأطراف المتحاربة المختلفة الآن وهم يتأسفون على تقدم طالبان المفاجئ وغير المتوقع وأنهم قد أساءوا تقدير الموقف، فما هو إلا نفاق وطمس لحقائق التاريخ”.
وأضاف أنه تم تمويل حركة طالبان الإسلامية المتطرفة، التي تتولى الآن الحكومة في أفغانستان، في الأصل من الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (NATO) وتدربت بشكل أساسي في معسكرات في باكستان، كما تمت تقويتهم وتجهيزهم لمحاربة الحكومة الاشتراكية لجمهورية أفغانستان الديمقراطية في ذلك الوقت (١٩٧٨)، والتي كان يدعمها الاتحاد السوفييتي.
وأكد التحالف الشعبي أن الخطأ التاريخي للاتحاد السوفييتي بتدخله العسكري في أفغانستان في نهاية ١٩٧٩ لا يعني أن من تصدوا لمحاربته، خاصة من خارج المنطقة، كان على حق، فقد كانت كلها قوى الثورة المضادة بعينها، التي حولت أفغانستان في حينها إلى نقطة التماس الساخنة في الحرب الباردة، ولا يمكن أن يحل الدعم العسكرى بالتدخل المباشر لإسناد حكومة حليفة محل الدعم الشعبى بل على العكس يستنزف القوى الداعمة.
وتابع: “الناتو والولايات المتحدة الأمريكية وجمهورية ألمانيا الاتحادية والمملكة المتحدة وغيرها من دول الغرب لم تهتم أبدًا بحقوق الإنسان والتنمية في المنطقة، كما لم تكن مهمة الولايات المتحدة الحربية تتعلق بالحرب ضد الإرهاب ومن أجل حقوق الإنسان كما أعلنوا وأشاعوا، فقد أعدواجيوشا من الميليشيات التكفيرية متعددة الجنسيات التى استخدموها فى مخططات تأجيج الصراعات الدينية والمذهبية والطائفية والأثنية، من أجل التفتيت والتفكيك والحروب الأهلية فى دول المنطقة، ومن أجل تصديرها للداخل الصينى والروسى والإيرانى والعربي، وبهدف أعلى هو حرف عنوان الصراع بعيدا عن الصراع الأساسى فى عالمنا ضد الامبريالية، أي أننا اليوم بصدد صراع حضارات وثقافات وليس صراع مراكز العالم ضد أطرافه، صراع والشمال والجنوب, صراع الأقوياء ضد الضعفاء.
واعتبر “التحالف الشعبي” أن مهمة الناتو الحربية التي استمرت ٢٠ عامًا في أفغانستان لم تكن تتعلق بحقوق الإنسان، بل كان الأمر يتعلق بالمواقع الاستراتيجية العسكرية، والوصول إلى طرق التجارة والمواد الخام، وكان يتعلق بحصار الاتحاد الروسي وتغيير النظام في إيران، وإخضاع المنطقة كلها وتدمير أي تطور يتعارض مع المصالح الإمبريالية، ففي عام ٢٠١٠ اضطر الرئيس الألماني كوهلر لى الاستقالة لأنه فضح، عن دون قصد، حكام ألمانيا الحقيقيين، فقد قال هذه الحقيقة علانية إن العمليات العسكرية “ضرورية لتأمين المصالح الاقتصادية”.
وواصل الحزب: “لم تسحب الولايات المتحدة قواتها من البلاد طواعية، لكن لأن الحرب في أفغانستان لا يمكن كسبها أو تمويلها على المدى الطويل، ولأن الوضع الدولي قد تغيرت معالمه فتغيرت أولويات الاستراتيجية الأمريكية، ففي وقت مبكر من عام ٢٠١٧ اعتبرت “استراتيجية الأمن القومي” الأمريكية جمهورية الصين الشعبية منافساً استراتيجيا”، وفي قمة مجموعة السبعة الكبار (G7) في يونيو من هذا العام، حاول بايدن استعادة الانضباط في معسكره الماثل إلى التفكك، ورص صفوفه خلف قيادته لجعل الصين العدو الأول للجميع، أي أن المهمة الأولى اليوم للولايات المتحدة وحلفائها هي منع صعود الصين كقوة عالمية، لذلك تم سحب القوات من أفغانستان لبناء حصن ضد الصين في المحيط الهادئ.
واستكمل: “إنها إحدى حلقات أفول القطب الأمريكى الأوحد المهيمن والدخول في مرحلة العالم متعدد الأقطاب، وينعكس هذا التراجع والأفول الأمريكى على منطقتنا، بما يخلقه من مآزق لحلفائها وتابعيها، ومأزق وجودى لكيان الاحتلال الصهيونى، وتصاعد ما يختزنه الواقع الملتهب بالصراعات من بدائل شعبية ثورية، حيث أن قوى الإسلام السياسي بكافة تنويعاتها، والتي تهيمن على صورة المقاومة منذ أربعين عاماً، قد دخل فكرها هى إيضاً في مرحلة الأفول، الفكر الذي يولد بالضرورة تيارات التكفير والإرهاب، تماماً مثل القوى التي أنشأت طالبان ودأبت على رعايتها حتى يومنا هذا”.