مع حلول الذكرى العشرين .. الرعب يجتاح امريكا ومخاوف من تكرار أحداث 11سبتمبر
حالة من الرعب تنتاب الوسط الأمريكى مع اقتراب موعد الذكرى العشرين لاعتداءات 11 سبتمبر 2001 فى البلاد، حيث تمر الذكرى العشرين وسط أوضاع أمنية سيئة فى أفغانستان وسيطرة حركة طالبان على عشرات المدن والعواصم للولايات الأفغانية المختلفة.
وحذرت الحكومة الأمريكية مجددا، من “أجواء حادة لتهديد” إرهابى لا سيما مع اقتراب موعد الذكرى العشرين لاعتداءات 11 سبتمبر 2001 فى الولايات المتحدة، حسبما ذكرت صحيفة “ذا هيل” الأمريكية.
وأضافت إن “هؤلاء المتطرفين يمكن أن يحاولوا استغلال ظهور متحورات كوفيد مع احتمال عودة القيود الصحية العامة في جميع أنحاء الولايات المتحدة كدافع لشن هجمات”، مشيرة إلى أن “عوامل ضغط نفسى” مرتبطة بالوباء قد “تساهم في زيادة العنف هذا العام”.
وأشارت إلى أنه “قبيل ذكرى اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر” نشر تنظيم القاعدة مؤخرا أول نسخة باللغة الإنجليزية منذ أربع سنوات من مجلته الدعائية “إنسباير”.
ورفعت العدل الأمريكية خطورة الهجمات الإلكترونية لمستوى أحداث 11 سبتمبر، وقالت وزارة الأمن الداخلى إن ذلك يدل على أن “المنظمات الإرهابية الأجنبية تواصل جهودها لتلقين عقائدى لأفراد متمركزين في الولايات المتحدة وقد يكونون عرضة لتأثيرات متطرفه عنيفه.
استولي انتحاريون يوم الثلاثاء 11سبتمبر من عام 2001 على أربع طائرات كانت تحلق فوق شرق الولايات المتحدة في وقت واحد من قبل مجموعات صغيرة من الخاطفين.
وتم استخدامها كصواريخ عملاقة موجهة لضرب مبان بارزة في نيويورك وواشنطن.
ضربت طائرتان البرجين التوأمين لمركز التجارة العالمي في نيويورك.
اصطدمت الطائرة الأولى بالبرج الشمالي في الساعة 08:46 بالتوقيت المحلي (13:46 بتوقيت غرينتش) أما الثانية فقد اصطدمت بالبرج الجنوبي الساعة 9:03 بالتوقيت المحلي.
اندلعت النيران في المبنى وحاصرت الناس في الطوابق العليا وغرقت المدينة بالدخان. بعد أقل من ساعتين انهار كلا البرجين المكونين من 110 طوابق متسببين بسحابة ضخمة من الغبار.
في الساعة 09:37 دمرت الطائرة الثالثة الواجهة الغربية لمبنى وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) العملاق الواقع خارج العاصمة واشنطن.
تحطمت الطائرة الرابعة في حقل في ولاية بنسلفانيا في الساعة 10:03 بعد أن قاوم الركاب الخاطفين وسيطروا عليهم. يُعتقد أن الخاطفين كانوا يعتزمون استخدام الطائرة في مهاجمة مبنى الكابيتول (مقر مجلسي النواب والشيوخ) في واشنطن العاصمة.
تسببت هذه الأحداث في مقتل 2977 شخصًا إضافة إلى 19 من إرهابيي تنظيم القاعدة المسؤولين عن خطف الطائرات، إضافة لآلاف الجرحى والمصابين بأمراض جراء استنشاق دخان الحرائق والأبخرة السامة.
و أمر وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد بزيادة مستوى ديفكون إلى 3، كما أخذت الاحتياطات لزيادة مستوى ديفكون إلى 2، لكن هذا لم يحدث. ولم تفلح هذهِ الاحتياطات في صد هجمات الطائرات على البرجين ووُجهت انتقادات شديدة لمسؤوليها الأمنيين.
سُرعان ما وُجِّهت الشكوك نحو تنظيم القاعدة وردَّت الولايات المتحدة بشن الحرب على الإرهاب وغزو أفغانستان لخلع حركة طالبان التي رفضت الامتثال للمطالب الأمريكية بطرد تنظيم القاعدة من أفغانستان وتسليم زعيمها أسامة بن لادن. عززت بلدان كثيرة حول العالم تشريعاتها لمكافحة الإرهاب ووسعت من سلطات أجهزة الأمن وإنفاذ القانون والاستخبارات لمنع هجمات مماثلة. ورغم إنكار بن لادن في البداية أي تورط له في الهجمات، فقد أعلن في عام 2004 مسؤوليته عنها.
ذكر تنظيم القاعدة وبن لادن دوافعهم المتمثلة بالدعم الأمريكي لإسرائيل ووجود القوات الأمريكية في المملكة العربية السعودية والعقوبات المفروضة على العراق. بعد التملص من الاعتقال لمدة عقد من الزمان تقريبًا، كان بن لادن موجودًا في باكستان وقُتل على يد «فريق سيل 6» التابع للبحرية الأمريكية في مايو 2011 أثناء فترة إدارة الرئيس أوباما.
وبعد عشرين عاما من الوجود العسكري في أفغانستان، اختار الرئيس الأمريكي جو بايدن تاريخ الهجمات نفسه (11 سبتمبر) موعدا رمزيا للانسحاب الكامل.
وما أن بدأت القوات الأمريكية بالانسحاب، حتى بدأ تمدد حركة طالبان، التي سرعان ما سيطرت على مناطق واسعة من البلاد، إلى أن وصلت العاصمة كابل في 15 أغسطس.
لكن تفجيرات كابل التي أودت بحياة ستين شخصا على الأقل، من بينهم ثلاثة عشر من الجنود الأمريكيين الخميس 26 أغسطس الماضي، لا تثير تحديات جديدة بالنسبة للرئيس بايدن فحسب، بل وتعيد أيضا السؤال القائم منذ عشرين عاما إلى الواجهة: ما هي الحصيلة النهائية لنسق “الحرب على الإرهاب”، الذي أعلنه الرئيس بوش الابن في تعقب تنظيم “القاعدة”، واعتماد مكافحة الإرهاب ضمن أولويات السياسة الخارجية الأمريكية؟ وهل هناك استراتيجية يمكن التنبؤ بفعاليتها في ضبط الأمور في أفغانستان؟
20 عاماً من الوجود العسكري في أفغانستان: هل كان ذلك يستحق كل تلك التضحيات؟
يلاحظ الدكتور محمد الشرقاوي، أستاذ الصراعات الدولية في جامعة جورج ميسون في واشنطن، والعضو السابق في لجنة الخبراء في الأمم المتحدة، أن “الإرهاب يظل أكثر أصناف العنف السياسي تعقيدا وتوالدا، بفعل دوامة العداء والقتال بأدوات مختلفة، ومعضلة الباب الدوار بين 2001 و 2021. ولم يتم الاتفاق بين الدول والمنظمات الدولية بعد، على التعريف المناسب للإرهاب من أصل 109 من التعريفات المتداولة”.
ويضيف الشرقاوي “تفجيرات كابل وتوعّد الرئيس بايدن بتعقب تنظيم ‘داعش ولاية خراسان ‘، بمثابة استنساخ اللحظة ذاتها، التي تعهد الرئيس بوش فيها بملاحقة تنظيم القاعدة حتى أبواب جهنم، في ردّه على هجمات 11 سبتمبر. وخلال عقدين، عايش نسق مكافحة الإرهاب ثنائية المد والجزر، بشكل متكرر في أفغانستان والعراق والرقة بسوريا، وحتى في لندن وباريس ومدن أخرى. لكنّ المعضلة تظلّ قائمة بسبب التركيز على المنطلق الأمني أساسا، دون مراعاة الاعتبارات النفسية والدينية والمعيشية والمجتمعية”.
وعندما يقول الرئيس بايدن إن التدخل الأمريكي في أفغانستان لم يهدف إلى تأسيس دولة، وإن من العبث مواصلة الحروب المفتوحة، فإنه يقدم ما يعتبره تبريرا منطقيا للانسحاب الأمريكي. لكنه يثير ضمنيا السؤال عن مقياس تقييم نجاح المهمة: سواء بملاحقة مسلحي القاعدة أو مقتل أسامة بن لادن، أو تجفيف أفغانستان من أي خلايا متطرفة.