الحزب الاشتراكي المصري : سيبقى شهر يناير شهر الانتفاضات والثورات
قال الحزب الاشتراكي المصري، إن شهر يناير يذخر بمحطات شديدة الأهمية في تاريخ شعبنا، فمنذ خمسين عاماً شهدت بلادنا انتفاضة الطلاب الوطنية الديمقراطية، عام 1972، رفضاً للهزيمة، ومناديةً بالاستعداد للحرب واستعادة للحق، ورغم كل ما حدث بعد ذلك فإن تلك الانتفاضة قد كان لها أثر كبير في اتخاذ قرار حرب 1973، التي استعادت ثقة الشعب في قدرته على دحر أعدائه، رغم ما تلاها من صلحٍ مًهينٍ مع أعدائنا التاريخيين.
وأضاف الحزب في بيان له، قائلاً: وفي يناير 1977 خرج الشعب في كل مدن مصر رفضاً لتوصيات صندوق النقد الدولي برفع سعر الخبز والغاز وسلع أساسية أخرى، وغيرها من الإجراءات التقشفية، الأمر الذي أجبر النظام على إلغاء رفع الأسعار، ورغم عودة الزيادة بعد ذلك تدريجياً، فقد تعمّق إدراك شعبنا لقدرته على رفض وتغيير القرارات الضارة بحياته، بوعيه وكفاحه وتضحياته.
وتابع: أمّا العلامة التاريخية الهامة في تاريخ شعبنا، فستظل ثورته الباسلة في 25 يناير 2011 التي تفجّرت بعد تراكم السخط على فساد واستبداد نظام “مبارك” الذي أحال حياة الناس إلى جحيم، وسعي لاستمرارية وتوريث السلطة، وبعد تراكم النضالات الشعبية في مختلف المجالات طوال العقد السابق على انفجار الثورة، وكانت ذروتها الثمانية عشر يوماً الخالدة التي أبرزت طاقات الشعب الثورية، وأكدت قدرتها على رفض الظلم وعلى إسقاط نظام فاسد.
واستطرد الحزب في بيانه، كما أثبت خروج الملايين من أبناء شعبنا بعد ذلك لإسقاط نظام الإخوان، في 30 يونيو 2013، أن طاقة الشعب الثورية وحيويته ظلت طوال نحو ثلاثة أعوام تُحقق العديد من المكاسب، وتعبر العديد من الحواجز، مثل حل البرلمان الفاسد، وحل الحزب الوطني، وإسقاط رئيسٍ ثانٍ، الرئيس الإخواني “محمد مرسي”، الذي كشف عام واحد من حكم جماعته، جوهر جماعة “الإخوان” الرجعي، التسلُّطي، المُتواطئ مع الخارج.
ولفت قائلاً: كما أُقرَّ دستور عام 2014، الذي حقق أفضل الإنجازات التاريخية لشعبنا في مجال الحقوق الاقتصادية والاجتماعية، وكذلك في مجال الحريات، مع يقيننا أن كتابة الدساتير ليست نهاية المطاف، فهناك ترجمتها إلى قوانين ولوائح ثم متابعة تنفيذها ومراقبتها، فهل تحقق كل ما كان يرجوه شعبنا من ثورتيه ونضالاته؟
وأجاب قائلاً: بالطبع لا، فالأهداف الكبيرة لا تتحقق بضربة واحدة، والآمال والأحلام العريضة تستحق أن تستمر الشعوب في الكفاح من أجلها. لقد عرفت كل الثورات فترات من التراجع بعد التقدُّم وتحقيق النجاحات، ولكن وجدان الشعب ظلّ يحتفظ بميراث نضاله وبثقته في قدرته على تحقيق أهدافه بمختلف الوسائل، وبالإصرار عليها مهما طال الأمد.
واختتم الحزب الاشتراكي المصري بيانه، قائلاً: فقد علمتنا التجربة وخبرات التاريخ الثوري القديم والحديث لوطننا ولسائر البلدان، أن معاناة الشعوب وآلامها تحفز حركته لصنع تاريخه، وأن المعارك الكبرى لتحقيق الأهداف العظيمة للشعوب تستغرق مدىً زمنياً، وتتطلب إصراراً، وتضحيات، ودأب، حتى تتحقق، متابعا: “لمجد لكفاح شعبنا المتواصل في سبيل انتزاع حريته واستقلال وطنه والحياة الحرّة الكريمة، وستبقى ذكرى شهر يناير المجيد، في وعى شعبنا، ملهمةً له دائماً، على مواصلة نضاله من أجل صنع مستقبله”.