داخل “بيت الأمة الجديد” سياسيون فى ندوة ثورة 19: حزب المحافظين متنفس الحياة الحزبية.. وثمار كفاح الشعب المصري لا ينتهي

نظم حزب المحافظين، الخميس، ندوة للاحتفال بثورة ١٩١٩، بحضور كوكبة من السياسيين والمفكرين.
وفى البداية اللقاء، قال أشرف راضى، المحلل السياسى:” إن ثورة ٢٠١١ هى امتداد تاريخى لثورة ١٩، ولا يمكن فهم مطالب ثورة يناير دون فهم ثورة ١٩.

وأكد راضي، أن الدستور (فكرة ووعى)، ولدينا أزمة دستورية منذ سنة ١٩٣٠، حيث ظلت مصر بلا دستور حتى دستور ٧١ ثم تعديلات ٧٩، التى أدت لكوارث كثيرة.

واستكمل:” الدستور هو أساس وركيزة للشرعية والمشروعية، ويكون بدعم من الإرادة العامة للمواطنين”.

وأكد المحلل السياسي، أشرف راضي، أنه لا يتحدث عن الدستور من الناحية القانونية، ولكن عن الفكرة الدستورية، والوعى الدستورى، وملامح أزمتنا الدستورية وطرح اقتراحات لكيفية التعامل معها.

كما أوضح أن الفكرة الدستورية هى الركيزة الأساسية لتنظيم العلاقة بين الحاكم والمحكوم، وكيف يحقق الدستور التوازن بين السلطات، مضيفًا:” كان فكرة إنشاء المحكمة الدستورية فكرة ثورية، بعيد عن علاقاتها الآن بالسلطة الحاكمة.

وتابع:” فى٢٠٠٣ أصدرت محكمة النقض حكم فى قضية مركز بن خلدون، وهو وثيقة مهمة حيث أشارات فيها السلطة القضائية بشكل واضح إلى الممارسات المصرية، وتوغل السلطة التنفيذية، ثم أيضا مشكلة نادى القضاء، والكل كان يحذر من التعامل بين السلطة التنفيذية و القضائية.

ولفت راضى، إلى أن الأزمة لدينا فى تعديل دستور ٧٩ ودستور ٢٠١٤، وهى أزمة الشريعة الإسلامية، فى أنها المصدر الرئيسى للتشريع، ولم تراعى التطور الاجتماعى والسياسى فى مصر.

ومن جانبه، قال كمال أبو عيطه، القيادى بحزب الكرامة:” إن البعض يحاول افتعال معارك بأثر رجعى فى التاريخ، وكل ثورات مصر متصلة غير منقطعه، وكل ثورة مقدمة لثورة أخرى ، وثورة ٥٢ حققت مصالح الشعب المصرى، وهى انقلاب تحول لثورة بمباركة الشعب.

وأكد أبو عيطة، أنه لا توجد خصومه بين الثورات، ولكن تنشأ بافتعال معارك وهمية لتفتيت هذا الوطن من خلال السلطة المستبدة.

وأوضح القيادى بحزب الكرامة، أن أول إضراب فى التاريخ كان للعمال اثناء بناء الأهرامات، ووافق الفرعون على زيادة رواتبهم، ومصر مازالت لا تقدم حتى الآن دورها المصرى ومصر غائبة داخليا وخارجيا.

وفى سياق متصل، قال شعبان خليفة، أمين لجنة العمال والفلاحين بحزب المحافظين:” إن الاحتلال كان يجمع العمال لتسفيرهم للعمل بالخارج وكان هذا بداية الاحتجاج، وكان لهم مطالب تتعلق بالرواتب وظروف العمل.

وأشار خليفة إلى أن العمال هم دائمًا بداية أى حراك فى الشارع، والآن نرى بعض مشاكل للعمال، مثل ما يحدث بشأن عمال شركة “ورده تكس و يونيفرسال”.

واستكمل:” كنا نطالب بقانون يلزم المصانع والشركات بالحد الأدنى للأجور، إلا أن المجلس القومى للأجور استثنى ٢٢ قطاع من الحد الأدنى، وهذا أمر غير جيد ولا يفيد العمال.

هذا وتحدث المهندس أكمل قرطام، رئيس حزب المحافظين، مرحبا بالحضور، ومن ثم أكد على أهمية أن تذكر كفاح هذا الشعب، والذى امتد لسنوات كثيرة، مضيفًا:” ثورة ١٩ ليست الأولى ولكن قبلها ثورات أخرى كثيرة، ثم الهوجة العرابية وبعدها سعد زغلول، وكان الشعب المصرى دائما شعب مكافح.

وأشار قرطام، إلى ارتفاع وعى الطبقة السياسية والتى أعطت لـ “سعد زغلول” شرعيته السياسية، مشيرا إلى أن حزب المحافظين يمارس فكر سعد زغلول وهو فكر الليبرالية المحافظة، الوسطية، التى تؤمن بنظام الحكم الدسنورى، ولا تغفل القيم المجتمعية، من خلال الالتفات للقيم الآخلاقية التى تميزنا، مضيفًا:” سعد زغلول هو مؤسس الفكر الذى هو منهج حزب المحافظين.

فى حين قالت سناء هاشم الناشطة فى مجال المرأة:” أن أول ٥ شهداء فى ثورة ١٩ كانوا من النساء، وثورة ١٩ مازالت حبر على ورق وتم استبدال النفوذ الأجنبى بنفوذ رجال المال والبرجوازية.

وفى سياق متصل، ثمن محمد إبراهيم، مستشار الكتلة النسائية المصرية، دور حزب المحافظين لاحتفاله بثورة ١٩، حيث مثلت الثورة حج الزاوية فى تاريخ مصر الحديث، وشاركت النساء بصورة كبيرة، وسقط أول الشهداء من السيدات للدفاع عن مصر.

وأكد إبراهيم، أن دستور ٢٣ وما تلاه من دساتير لم يحقق أى مكاسب للنساء من الناحية التشريعية، ثم ظهرت أحزاب نسائية فى ١٩٤٢، وفى ٤٩ نشأ حزب بنت النيل.

وتابع:” ظل تواجد النساء فى مؤسسات الدولة ليس كبيرًا، وخلال عام ٧٩ تم سن قوانين لتأسيس منابر سياسية وشاركت المرأة فيها بشكل جيد، خاصة فيما يخص قوانين الأسرة، وظلت مسيرة النضال من أجل تحسين وضع المرأة، حتى إنشاء المجلس القومى للمراة، ثم تشريعات كثيرة أخرى، وجاء دستور ٢٠١٤ الذى تضمن ٢٠ مادة للمرأة، ثم صدور قرارات أخرى لصالح المرأة ودورها فى للمجتمع.

من جانبه، قال النائب محمد عبد العليم داوود:” إن حزب المحافظين هو بديل حزب الوفد سياسيًا، لأن حزب الوفد يعانى ويسقط، وأن المتنفس الوحيد المحترم هو حزب المحافظين من خلال شخصياتهم المحترمه، وبعد ١٠٠ سنة من ثورة ١٩ نبحث عن أى ميزة من تراثنا”.
واستكمل:” كل الدساتير فى الدول العربية لتوريث كرسى الحكم، والناس بتقول احمدوا ربنا أننا مش زى سوريا والعراق وليبيا، وهل سألنا انفسنا لماذا وصل بهم الحال لهذا الوضع؟


وأضاف:” اليوم نبحث عن أى ميزة من ثورة ١٩، متسائلًا:” فين حزب الوفد المعبر عن ثورة ١٩، أين هو وأين هذا الحزب الآن؟

وتابع:” الوفد هو الذى كان يجب أن يكون ممثلًا للحركة السياسية المصرية، وأين جريدته الآن؟ وهيئته البرلمانية، وهناك شخص أراد أن يحول الحزب لقضية مكسب وخسارة، والأمر فى منتهى الخطورة، والآن أين الحزب وأين الدستور؟

وأضاف:” هل لدينا حياة دستورية محترمة، والديمقراطية هى الجناح الأول لحماية للوطن، فبسبب عدم وجود تداول سلطة ما كانت سقطت كل هذه الدول العربية، ولولا تعديلات ٢٠٠٧ فى الدستور، ما كانت قامت ثورة ٢٠١١، وأصبح الآن توأمة بين السلطة والأحزاب، ولم نجد الحزب الذى يحتوى الرأى المخالف والمعارضة، فنشأت حركات ثورية لا تلتزم بالأحزاب.

واستكمل:” الشعب هو من تحدث وليس الأحزاب، ونحن الآن فى أزمة، حيث لايوجد متنفس، إلا من خلال حزب المحافظين، لديه برنامج محترم”.

وفى سياق متصل، قال إيهاب الخولى: ما طرحه أشرف راضى فى قضية الدستور، بشأن اعتراض سعد زغلول كان على الأحكام العرفية ومنع الصحف، كان هذا سبب دستور ٢٣، وحزب الوفد كان أحد نتائج ثورة ١٩، والثورات تؤسس للدول، من خلال الحراك الاجتماعى، وهو أحد نتائج الثورات، فممكن تلاقى فقير يصبح مشهور مثل طه حسين.

وتابع:” ثورة ١٩ وضعت الدولة الحقيقية على الأرض وفتحت باب التنوير لشتى المجالات، وكانت تعبر عن الشعب كله وليس إرادة أشخاص، وخلقت أجيال مثل طه حسين ومحمود عباس العقاد، وسلامة موسى، وأسست للتعليم المصرى، وأنا لا أشكك فى وطنية أحد ولكنهم كان جيلًا مختلف وأبناء لثورة 19.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار