«مسحراتي منقراتي تحت القمر».. كيف كان يوقظ سيد مكاوي النائمين للسحور في رمضان؟
“مسحراتي منقراتي تحت القمر” و”اصحى يا نايم وحد الدايم” و”مسحراتي وماشي في الأيام منقراتي فى ساحبة غياب” و”توحشني يا شهر الطيبة والجهاد” كلمات تناولتها حلقات المسحراتي الذي ارتبطنا به فى شهر رمضان بصوت الملحن الراحل سيد مكاوي.
حيث عرف مكاوي بأشهر مسحراتي على مدى سنوات، وارتبط شهر رمضان بصوته، وهو يقدم شخصية المسحراتي من كلمات الشاعر الكبير فؤاد حداد، فالشخصية لا زالت حتى الآن عالقة في أذهان الجمهور، وعند قدوم رمضان من كل عام نتذكره بالمسحراتي.
وكانت الحلقات تجسد الكثير من المعاني والفضائل فكان يتحدث عن الإنسانية والطيبة والكرم والجهاد ورد المظالم من خلال كلماته معاني تدعو وتحث على ترابط المجتمع والأسرة، وكانت تلك الحلقات يقوم بها شخصيات بالتمثيل عن كل حلقة، وبدأت كل حلقة بأول كلمتين مستمرين طوال الحلقات ثم بعدها يبدأ في كلمات الحلقة الجديدة وهم: “اصحى يا نايم وحّد الدايم.. وقول نويت بكرة إن حييت.. الشهر صايم والفجر قايم.. اصحى يا نايم وحد الرزاق.. رمضان كريم”.
انتقل الشيخ سيد بطبلته إلى الشاشة، حيث طلبت منه إدارة التليفزيون تقديم المسحراتي على الشاشة الصغيرة فسجل 60 حلقة كتبها لها رفيق الرحلة مسحراتي الشعراء فؤاد حداد.
والمفاجئة أن المفترض أن يكتب كلمات حلقات المسحراتي هو صلاح جاهين بحسب خبر نشرته مجلة الإذاعة في رمضان 1964 عن إسناد الإذاعة المصرية مهام كتابة حلقات “المسحراتي” للشاعر الكبير صلاح جاهين، إضافة إلى كتابة بعض الأدعية الدينية التي ستقدمها خلال شهر رمضان الكريم ليؤديها بصوته وموسيقاه الموسيقار سيد مكاوي بعد أن اشترط أن يكتبها صلاح جاهين، كما اشترط أن يكون هو الملحن والمغني وحده لهذه الحلقات من المسحراتي مكتفيًا بأدائها على إيقاع الطبلة، وتم بالفعل الاستغناء عن الفرقة الموسيقية التي كان مقررًا لها مصاحبة المسحراتي.
وبحسلب ما جاء في الخبر الذي نشرته المجلة مرفق بصورة لسيد مكاوي وصلاح جاهين، أنه بعد تقديم حلقة واحدة اعتذر جاهين عن عدم كتابة حلقات “المسحراتي” ورشح الشاعر فؤاد حداد لكتابة الحلقات، ووافق بالفعل “حداد” وقدمت الحلقات بشعر العامية حتى لُقب فيما بعد بـ”مسحراتي مصر”.
واطلق على الحلقات العديد من المسميات، فكانت هناك حلقة بعنوان “عمر بن الخطاب” جاء كلماتها:” اصحى يا نايم وحد الدايم وقول إن حييت نويت الشهر الضائم والفجر قايم”.
وفى حلقة آخرى بعنوان “راجل عجوز” قال المسحراتي: “رمضان كريم مسحراتي تحت السما منقراتي ولربما ضحكت سناني المترمة، يمكن يجوز راجل عجوز لكن جوانحى بيرفروفوا فى صدري بلبل أنا اعرفه من قبل نسمة ما تحدفه ويلاقى نسمة بتلقفه”.
بينما جاءت حلقة خان الخليلي بكلمات: “مسحراتي أنادى أهل الزمن منقراتي الاقي أهل المدينة، الاقى منهم في الوكالة القديمة عمر الصنايعي ظهر خان الخليلي شوفته بينقش في صنية جميلة بيترحم على استاذه عرفت فيه الأصل والعرفان لأجل العجب طلع لى من قلب الدولاب رصة”.
بينما جاء كلمات حلقة رمضان زمان: “كريم الأصل يظهر في الشدائد ويثنيه العفاف عند الغنايم، يهم الدنو ما يسأل عن الفوايد بفعل الخير ودفع المظالم، ولأجل القوم يحلق ع الفوايد”.
وفى توديع شهر رمضان قال مكاوي في حلقة ضمن حلقات المسحراتي بعنوان” توحشنى رمضان: “وتوحشني يا شهر الصيام ما افتكرش بقى عندي كلام أنا بس واقف ابكى فوق الضن ليف افترقنا وبقينا اتنين، توحشني توحشني يا شهر الطيب كانت ليالي وكان قمرها رطيب، وبالأمانة وبالمروءة خطيب، والإنسانية والمجال الرحب”.