إغراء رئيس الوزراء..سيقان برلمانية تثير أزمة حول السياسة و”الغريزة” في بريطانيا ” فيديو”
في 20 من مارس عام 1992 أنتجت هوليوود الفيلم الشهير “Basic Instinct – غريزة أساسية” والذي يعد من أكثر الأفلام جرأة للنجمة الأمريكية شارون ستون، حيث تدور أحداثه حول التحقيق في سلسلة من جرائم “القتل الجنسية” ضحيتها الرجال، ولم تكن تعلم ستون أثناء تقديمها مشاهد الإغراء بهذا الفيلم أنه بعد 30 عاماً ستتصدر عناوين الصحف في قلب أزمة سياسية أخلاقية بمجلس العموم البريطاني.
أثارت سيقان نائبة زعيم المعارضة في بريطانيا أنجيلا راينر حالة عارمة من الجدل، بعد اتهامها بمحاولة تشتيت انتباه رئيس الوزراء بوريس جونسون خلال حديثه في مجلس العموم، حيث كانت تجلس في مواجهته مرتدية “تنورة قصيرة” واضعة ساقاً على ساق.
ونقلت صحيفة “ميل أون صنداي” عن مشرع محافظ مجهول الهوية قوله إن نائبة زعيم حزب العمال أنجيلا راينر حاولت تشتيت انتباه أو إغراء رئيس الوزراء المحافظ بوريس جونسون بينما كانت تجلس أمامه في مجلس العموم. ووصف النائب تصرف راينر بأنه “معادل برلماني كامل الملابس لمشهد شارون ستون سيئ السمعة في فيلم “غريزة أساسية” عام 1992″، حيث كانت ستون تشتت انتباه محققي الشرطة لارتدائها تنورة قصيرة.
فيما دعت نساء من مختلف أنحاء السياسة البريطانية يوم الاثنين إلى اتخاذ إجراءات للتصدي لكراهية النساء بعد أن نشرت الصحيفة تقريرها الذي يتهم ائبة زعيم المعارضة بمحاولة ‘تشتيت انتباه’ رئيس الوزراء خلال المناقشات عن طريق وضع ساق على ساق تارة وإبعادهما تارة أخرى.
من جانبها، اتهمت راينر الموالين لرئيس الوزراء بوريس جونسون باستخدام الوصمات اليائسة والمنحرفة” ضد المعارضة السياسية.
وكتبت أنجيلا راينر عبر تويتر:”أقف متهمة بحيلة لتشتيت انتباه رئيس الوزراء العاجز- لكوني امرأة ولدي ساقان وأرتدي ملابس. النساء في السياسة يواجهن التمييز على أساس الجنس وكراهية النساء كل يوم، وأنا لست (حالة) مختلفة”.
راينر، التي تنحدر من عائلة من الطبقة العاملة في شمال إنجلترا، تركت المدرسة عندما كان عمرها 16 عاما وبدأت حياتها السياسية في الحركة النقابية. وهذا يختلف اختلافاً حاداً مع جونسون، الذي تلقى تعليمه في مدرسة النخبة الخاصة “إيتون” وجامعة “أكسفورد”. وقد عانى جونسون في بعض الأحيان في مواجهة هجماتها خلال المناظرات السياسية، بحسب وصف “أسوشيتد برس” الأمريكية.
وأدان رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بدوره المقال وكتب على تويتر:”بقدر ما أختلف مع أنجيلا راينر في كل قضية سياسية تقريبا، أحترمها كبرلمانية وأشجب كراهية النساء الموجهة إليها دون الكشف عن هويتها اليوم”.
وقال جونسون يوم الاثنين إنه اتصل براينر بشأن المقال الذي وصفه بأنه “الحمولة الأكثر فظاعة من التمييز الجنسي والتريب الكاره للنساء”.
وقال إن المشرع المجهول الذي أدلى بالتعليقات التي تشبه ما حدث بفيلم “غريزة أساسية” سيواجه “رعب الأرض” إذا تم التعرف عليه. إنه أمر لا يطاق على الإطلاق، هذا النوع من الأشياء”.
بعد مرور أكثر من قرن على انتخاب أول نائبة في البرلمان البريطاني، تشكل النساء 34٪ من 650 مشرعا في مجلس العموم. يشتهر البرلمان منذ فترة طويلة بمناخه الذكوري المفتول العضلات، وهو الآن مكان أكثر تنوعا.
ومع ذلك، يقول البعض إن التغيير لم يذهب بعيدا بما فيه الكفاية. وقالت العديد من السياسيات في بريطانيا إن المقال كان مثالا متطرفا على التمييز الجنسي الذي يواجهنه يوميا.
وقالت المشرعة العمالية راشيل ريفز إنها تأمل في أن يدفع المقال الناس إلى “التنديد بكراهية النساء والتمييز على أساس الجنس الحاصل” و”أن نحصل على بعض التغيير، لأن أنجيلا ولا أي نائبة أخرى يجب أن تضطر إلى تحمل هذا النوع من القذارة”.
كما أدان كبار المحافظين هذه التصريحات. وكتب وزير الصحة ساجد جاويد على تويتر “لا ينبغي لأي امرأة تعمل في السياسة أن تتحمل هذا”.
وقالت النائبة المحافظة كارولين نوكس، التي ترأس لجنة المرأة والمساواة في البرلمان، إنها طلبت من رئيسة مجلس العموم، ليندسي هويل، توجيه اللوم إلى جلين أوين، الصحفي الذي كتب المقال. وقال هويل إنه استدعى رئيس تحرير الصحيفة لمناقشة المقال.
وأضاف هويل للمشرعين أن حرية الإعلام كانت “واحدة من اللبنات الأساسية لديمقراطيتنا”، لكن نشر مثل هذه التعليقات “المعادية للنساء والهجومية “لا يمكن إلا أن يردع النساء اللواتي قد يفكرن في الترشح للانتخابات، على حساب أنفسنا جميعا”.
ورفضت الصحف المتحدة التي تنشر “ذا ميل أون صنداي” التعليق على الأمر.