رامي فايز يجيب على السؤال الصعب .. «هل الأقباط مضطهدون في مصر؟!»
شهادة حق من «مهاجر»، و «قبطي»، و«منياوي»
عزيزي القبطي المتغني ليلا نهارا بنغمة الاضطهاد الديني، لا تنسى أن تلعن كاتب هذا المقال، وتكيل له السباب والإتهامات الجاهزة مثل «إخواني»،«أمنجي»، «ذمي»، أو «ممول»، فهو يتحدث ضد عقيدتك الراسخة التي كونتها من مواقع وقنوات الفتنة والضلال، التي لا تتابع سواها، أما «الأعزاء» أصحاب العقول المستنيرة، الذين يقدرون قيمة الرأي والإختلاف فيه، فأدعوكم لسماع شهادة شخص ساقته الظروف لأن يكون «مهاجرا»، و«قبطيا»، و «منياويا»، وكلها صفات تؤهلني وتجبرني على إجابة السؤال الصعب «هل الأقباط مضطهدون في مصر؟!».
بداية في رأيي «المصريون جميعا مضطهدون»!، نعم هذه هي الحقيقة يا صديقي، فـ«أحمد» لا يتلقى تعليما ممتازا مقابل أن يُحرم «مينا» من التعلم!.. الكل يدرس نفس المناهج العقيمة،!، «محمود» لا يُعالج بالمجان و «كيرلس» يُمنع من العلاج.. الجميع «يموت» سواسية في طوابير انتظار المستشفيات!.، سقف الحريات لم «ينهار» على دماغ «شنودة» فقط، فهو «تطربق» أيضا على رأس «مصطفى»، فلماذا يعزل الأقباط أنفسهم عن كل مشكلات الوطن ويطالبون بحقوقهم وحدهم فقط «وكأن على رأسهم ريشة»!.
عزيزي المولول صباحا ومساءا على حرية العقيدة..دعني أسألك.. كم دير في جميع أنحاء «المحروسة»؟ تستطيع زيارتهم وقتما شئت.. أرأيت مثلهم في أمريكا أو كندا أو أوروبا؟.. ألا يستطيع ٩٠٪ من الأقباط أن يذهبون لقداس الأحد في كنيسة لا تبعد عن المنزل سوى بضع أمتار؟، إذا كانت إجابتك بـ«نعم»، وما زلت تعتقد أنك محروم من ممارسة شعائرك الدينية بشكل ممنهج فأعذرني أنت «مريض».
عزيزي المتباكي على «المنيا» وتصورها كإمارة «داعشية»، أود أن أخبرك أني من قرية في مركز ملوي أغلب سكانها من المسلمين، وما زالت عائلتي بأكملها تعيش في هذه القرية، صدقني يذهبون للكنيسة وقتما يشاؤون، لا أحد يعاملهم كمواطنين درجة ثانية، فحين أزور القرية بعد فترة غياب في بلاد المهجر، لا أجد سوى كل الود من مسلمي القرية الذين تربينا معهم، هذا الحال يسري على ٩٩٪ من قرى محافظة المنيا، بل أنه يوجد قرى في المنيا بأكملها أو الأغلبية فيها للمسيحيين، مثل دير البرشا، ودير أبو حنس، ومنهري، وغيرها.
لا أحد يستطيع التعميم والجزم بأن «الدنيا ربيع»، فهناك بعض المتطرفين في المنيا وغيرها -بالمناسبة من الطرفين-، وهناك مشاكل يجب للدولة أن تقوم بدورها والتصدي لها، لكنها ليست أمور ممنهجة، فأنا واثق أن أغلبية الأقباط في المنيا حالهم مثل حالي، لكن بعضهم يقولون «سمعنا ان هناك اضطهاد في القرية الفلانية»، أو بعضهم يجيب بالإجابة الشهيرة «أحنا جيراننا مسلمين بس كويسين»!.
عزيزي الغيور على من تسميهم «مختطفات»، أنا لست محققا جنائيا حتى أصدر حكما على مثل هذه القضايا -ولا أنت بالمناسبة- فكل قصة لها حالتها الخاصة، لكن ما يدهشني في أغلب هذه الحالات، معرفة أسرة الفتاة لـ«الخاطف» بالإسم، يا عزيزي معنى الخطف غير ذلك، فالاختطاف في القانون، هو أسلوب يقوم به شخص أو مجموعة من الناس لها حد أدنى من القدرة الجسدية لتكبيل شخص ما ونقله إلى مكان مجهول ويمكن أن يكون بالمساومة عليه من أجل إطلاق سراحه مقابل الحصول على مبالغ مالية كبيرة أو من غير مساومة أو بتهديد أو بغير تهديد، لكن فتاة تذهب مع شخص وأهلها يعلمونه بالإسم والعنوان، ونسمي هذا اختطافا!. ألا يعد هذا عبثا!، بالطبع هذا أقصده إذا كانت الفتاة غير قاصر، أما غير ذلك، فالأمر يستوجب وقفة قانونية، لكن أيضا لا نسميه أختطافا، فهو تغرير بقاصر، أهلها قصروا في تربيتها، وهذا بالمناسبة يمكن أن يحدث للمسلمات وصفحات السوشيال مليئة بإعلانات عن متغيبات مسلمات، هل يصح أن نقول الأقباط اختطفوهم؟!، هذا تدليس ولعب بالنار.
منذ أيام وقع حادثا مفجعا، لشاب يدعى «عبد الرحمن»، في منطقة كعابيش في الهرم، كان الشاب واقفا في «عز الضهر» أمام أحد المقاهي، فباغته شخصا مختلا لا يعرفه بطعنة «أودت بحياته»، وقهرت قلب أمه عليه، لك أن تتخيل يا عزيزي ماذا كان سيحدث لو كان القتيل يُدعى «جرجس»!، كانت ستقوم الدنيا ولن تقعد ويُقال قتله «عشان مسيحي»، هكذا الحال في كل قضايانا، نحورها لإيجاد بُعدا طائفيا فيها، رغم أنها جريمة عادية حدثت لمواطن مصري، أكرر أن هذا لا ينفي عدم وجود حوادث طائفية، فالطائفية موجودة في كل زمان ومكان، حتى بأمريكا التي عشت بها فترة كبيرة، المهم عندي أن هذه الحوادث لا تحدث بشكل ممنهج في بلدي، كما يدعي البعض.
اللوم في قضية شعور الأقباط بالإضطهاد، يقع على «الدولة» أيضا، فالعجب كل العجب من وطن قرر حجب آلاف المواقع الإلكترونية، ولم يحجب حتى الآن موقعا واحدا من مواقع الفتنة التي تملأ الفضاء الإلكتروني، العجب كل العجب من قانون يتم تطبيقة على «الإخوان» ويُخسف بهم الأرض، ولا يُطبق على مثيري الفتنة الذين يدعون الأقباط لثورة مزعومة، مع أن هؤلاء خطرهم يماثل خطر أبناء حسن البنا.
عزيزي القبطي، أرجوك لاتسلم «رأسك» لمواقع وصفحات الفتنة، وبعض المتخذين من ما يسمونه الدفاع عن حقوق الأقباط، وسيلة للتباهي والظهور الإجتماعي، فأغلبهم لا يملكون سوى النفخ في النار كي يكونوا موجودين على الساحة ويطلقون كيانات وهمية، يوزعون فيها المناصب المجانية على أنفسهم، صدقني هؤلاء لا يهمهم أمر الأقباط في شئ، لا يشغلهم سوى شخوصهم، ولا يهمهم سوى نيل عبارات المدح والإعجاب من المُضللين أصحاب البصائر «المخُترقة» حتى لو على «جثة الوطن».
مقال سطحى كاتبه مخبر مبتدئ فى امن الدولة سابقاً الأمن الوطنى حالياً