تصعيد القصف الروسي على أنحاء أوكرانيا.. ماذا يريد بوتن؟
زادت وتيرة القصف الروسي على أوكرانيا خلال الـ48 ساعة الماضية على أنظمة القيادة العسكرية الأوكرانية والمجمع الصناعي العسكري ومنشآت الطاقة بأسلحة جوية وبحرية عالية الدقة بعيدة المدى.
حسب خبراء وعسكريين تحدثوا لموقع “سكاي نيوز عربية” فإن موسكو ستسعى خلال الأيام المقبلة إلى تنفيذ خطتها، وهي استعادة خيرسون وتدمير البنية التحتية بالكامل في أوكرانيا عن طريق عدة محاور.
المعارك تستعر ميدانيا
أطلقت روسيا أكثر من 70 صاروخًا على كييف ومحيطها، مما تسبب في انقطاع طارئ للتيار الكهربائي في كييف وعلى مستوى البلاد. وفي الشرق، قال رئيس جمهورية الشيشان رمضان قديروف، إن قوات “أحمد” الخاصة الشيشانية تمكنت من تدمير معقل محصن للقوات الأوكرانية في اتجاه سوليدار بجمهورية لوغانسك.
في تلك الزاوية، يقول الخبير الروسي العسكري شاتيلوف مينيكايف، إن خريطة استهدافات روسيا تتسع في أوكرانيا خلال الأيام القليلة الماضية في عدة اتجاهات:
تهاجم القوات الروسية مواقع القوات الأوكرانية في كراسنوي وستاريتسا وستريليكيا وأمبارني، بمنطقة خاركوف.
استهداف تمركز القوات الأوكرانية في سوليدار وباخموت وأوبتني وضرب تمركرات في مارينكا وبيرفومايسكي بدونيتسك.
من الجبهة الشرقية، استهدفت القوات الروسية مواقع تمركز القوات الأوكرانية في تشيرنوبيفكا وأنتونوفكا.
ضربت روسيا مواقع قيادة ألوية الدفاع الإقليمية في مدينتي بيريسلاف في منطقة خيرسون.
صدت القوات الروسية ثلاث هجمات مضادة للقوات المسلحة الأوكرانية في اتجاه دونيتسك، تم تدمير رادار أميركي الصنع، وإسقاط طائرة بدون طيار، واعتراض 9 قذائف من راجمات الصواريخ “هيمارس”.
أوضح الخبير الروسي العسكري خلال تصريحاته لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن من خلال تلك الضربات أصبحت المدفعية الأوكرانية أقل قدرة على تنفيذ غارات كبيرة وطويلة المدى، وتنتقل أخيرًا إلى قصف إرهابي قصير على دونيتسك، كما حدث اليوم بقصفها للمدينة بأكثر من 40 صاروخا في أقل من 10 دقائق.
في منطقة زابوروجيا، ركزت التشكيلات الأوكرانية جهودها الرئيسية على تعطيل المرافق الخلفية للقوات المسلحة الروسية في المنطقة وتدمير الطرق ومرافق البنية التحتية للنقل.
ضرب الطاقة مستمر
أكد الجيش الروسي أنه كثف من هجماته لاستهداف الطاقة في كييف ومنع وصول شحنة أسلحة أجنبية إلى القوات الأوكرانية، وحسب نعومكن بورفات المتخصص بالسياسية الدولية بجامعة تافريسكي الأوكرانية، فإن استمرار تلك الهجمات يعد جرائم حرب في ظل الشتاء القارس الذي يواجه المدنيين.
أضاف بورفات، خلال تصريحاته لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن موسكو ستستمر في تلك النوعية من الهجمات التي اعترف بها بوتن في خطابه الأخير لعدة أسباب.
استنزاف المساعدات الغربية لكييف فبدلا من السلاح، مولدات وشحنات تمد كييف بالطاقة.
الضغط على كييف في ظل التقدم الذي حققته قوات أوكرانيا الأسابيع الماضية.
إرغام كييف على التفاوض، فمع دخول الشتاء القارس وفي ظل خسارة كييف للطاقة سيكون الوضع سيئا.
حاولت الولايات المتحدة إنقاذ الوضع المتأزم في أوكرانيا نتيجة انقطاع الكهرباء واستمرار قصف موسكو، وأعلنت استمرار تقديم المساعدات للوقاية من الهجمات الروسية على البنية التحتية للطاقة المدنية، ولأنها قد تكون حائطا ضد كارثة إنسانية باتت وشيكة في أوكرانيا.
خسائر الشتاء
الهجمات الروسية تركت ملايين الأوكرانيين في الظلام ومن دون تدفئة، وسط درجات حرارة أقل من الصفر في بعض الأحيان.
أوكرانيا بحاجة إلى 800 مليون يورو على الأقل كمساعدات طارئة لتلبية احتياجات السكان خلال فصل الشتاء، بسبب استهداف البنية التحتية للطاقة من قبل القوات الروسية.
تحتاج كييف إلى فئات من المعدات والمحولات والمعدات المستخدمة لإصلاح شبكات الضغط العالي وتوربينات الغاز.
يحتاج نظام الطاقة إلى مساعدة طارئة من قِبل نظام الطاقة الأوروبي
أكثر من نصف العاصمة لا يزال دون تدفئة.