تنمية سيناء.. ملحمة من الألم والبناء نفذتها الحكومة في 9 سنوات
تفقد الرئيس عبد الفتاح السيسي، صباح اليوم الأحد، اصطفاف المعدات المشاركة في تنفيذ خطة الدولة لتنمية وإعمار سيناء، بحضور الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، وعدد من الوزراء وكبار المسؤولين.
واستعرض الدكتور مصطفي مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، جهود الدولة التي قامت بها على مدار الـ9 سنوات الماضية في تنمية وإعمار سيناء والتي مازالت قائمة في هذه الفترة.
وأضاف مدبولي خلال تفقد الرئيس السيسي اصطفاف المعدات المشاركة في إعمار سيناء، أن الجهود الكبيرة التي قامت بها الدولة تعتبر بمثابة عبور جديد لسيناء، فإذا كان العبور الأول في أكتوبر 1973 بغرض تحرير الأرض، فالعبور الثاني بغرض التنمية الشاملة.
وأكد مدبولي، أن أهم تحد في سيناء أنها كانت ساحة للعمليات الإرهابية، وتفجير خطوط الغاز التي تربط سيناء بمصر، والحادثة الأليمة بمسجد الروضة نوفمبر 2017، لافتا إلى أن هناك بعض الأحداث التي أثرت بالسلب على السياحة، أبرزها سقوط الطائرة الروسية في أكتوبر 2015، فكان لا بد من مواجهة التحديات الضخمة التي واجهت سيناء.
وتابع رئيس الوزراء، أن الرئيس السيسي أكد في 2014، أن هناك بعض الجهات ترغب أن تكون سيناء بؤرة إرهاب، ولكن الرئيس أكد أنه “لن يستطيع أحد أن يكسر إرادة المصريين”.
وأشار مدبولي، إلى أن الدولة المصرية كان لها خياران، وهي التركيز فقط على دحر الإرهاب في سيناء وبعدها التنمية، ولكن وفقا لرؤية القيادة السياسية، فكان القرار السياسي من الرئيس السيسي العمل بالتوازي، وهي القضاء مع الإرهاب وحدوث التنمية في نفس الوقت.
ولفت رئيس الوزراء، إلى أن الدولة المصرية قامت باستثمارات داخل شبه جزيرة سيناء فقط بتكلفة 610 مليار جنيه، من أجل التنمية المتكاملة لسيناء.
وتابع: تم إضافة 5 إنفاق تحت قناة السويس أضيفت النفق الوحيد الذي كان من قبل وهو نفق الشهيد أحمد حمدي بالسويس، وتم إضافة 7 كباري عائمة، ومجموعة هائلة من شبكات الطرق التي تم تنميتها في سيناء.
وأكد مدبولي، أن هناك أكثر من 3000 كيلو متر من شبكات الطرق داخل سيناء، مشيراً إلى أن جميع الأنفاق تم إنشاؤها في زمن قياسي بتكلفة 35 مليار جنية فقط، وأن الأنفاق تم إنشاؤها بأيدي مصرية، لأن الشركات الأجنبية كانت تريد تنفيذ هذه الأنفاق تباعاً وهذا يعني أن سيتم بناؤها خلال 15 عاما على الأقل.
وأوضح مدبولي، أنه كان من المخطط ربط سيناء ليس بمصر فقط بل وبالعالم، وهذا ما تم العمل عليه من خلال ازدواج الممر الملاحي لقناة السويس، بالإضافة إلى الموانئ البحرية الجافة التي تم تطويرها، وتنمية المطارات التي شهدت طفرة هائلة في سيناء.
وأضاف: “هنا يأتي مظهر قناة السويس الجديدة، والفرق الذي أحدثته ما بين 2014 و2023، وهذا يظهر من خلال تحقيق الإيرادات من 2014 إلى 2023، والذي أكدته الأرقام، فكانت الأرقام حوالي 5 مليارات دولار، والآن تجاوزت الـ 8 مليارات، وأن هذا دليل على أن قناة السويس ممر ملاحي دولي لا يقبل المنافسة، وذلك لأن حركة الملاحة في قناة السويس اختلفت، فبعد أن كانت أياما، أصبحت لا تتجاوز 10 ساعات للسفن.
وأكد رئيس مجلس الوزراء، أن أرقى ما وصل إليه العلم في بناء المستشفيات والمنظومة الصحية، موجود في سيناء، مشيرا إلى أن هناك مستشفى شرم الشيخ الدولي، لتصبح أول مستشفى خضراء على مستوى الجمهورية.
وقال: تنفيذ خطة الدولة لتنمية وإعمار سيناء”، إن هناك خدمات اجتماعية وثقافية، ومنافذ السلع التموين، وقصور الثقافة والمراكز الشبابية، بجانب أن هناك العديد من المساحات الصالحة للزراعة، في سيناء، ولكن هناك تحدي وجود المياه، تم إضافة 450 ألف فدان للزراعة في سيناء.
وأشار مصطفى مدبولي إلى أن ما تم في سيناء معجزة بكل المقاييس، وأن هناك مشروع “تنمية 109 آلاف فدان، وسيتم عمل مراكز لوجستية لخدمة مناطق هامة في سيناء”.
وقال مدبولي، في إطار تنفيذ خطة الدولة لتنمية وإعمار سيناء، إن هناك كنز الرمال السوداء الموجود في عدد من المناطق، بوجود 13 مليون طن من أنفس المعادن.
وتابع رئيس مجلس الوزراء، أن الدولة تعمل على استخلاص تلك المعادن لتصبح قيمة مضافة، وأن الدولة المصرية بالجهد الذي يتم، سنكون بحق ربطنا أرض الفيروز بمصر بصورة أبدية، وسيكون كل أعمال التنمية تقام بها.
وشاهد الرئيس السيسي فيلما تسجيليا بعنوان “نبض وطن”، من إنتاج إدارة الشئون المعنوية بالقوات المسلحة.
ومن جانبه، أكد اللواء أحمد العزازي، رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، أنه تم حفر 289 بئر مياه، باستصلاح مساحة أكثر من 10 آلاف فدان، إضافة إلى إنشاء 4 قرى للصيادين.
وقال أحمد العزازي، خلال كلمته التي ألقاها بمؤتمر “تنفيذ خطة الدولة لتنمية وإعمار سيناء”، إنه تم تنفيذ 30 مشروعا في المجال الصحي، وتطوير المستشفيات، بطاقة إجمالية 1000 سرير بتكلفة 3.5 مليار جنيه.
وأضاف رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، أنه تم العمل على تطوير 12 مركزا طبيا وصحيا، إضافة إلى أنه تم الانتهاء من إنشاء المعامل المركزية لسلامة الغذاء.
وأشار أحمد العزازي إلى أنه تم العمل على تطوير البنية التحتية، وتم تنفيذ 25 مشروعا، وجار العمل على 6 مشروعات لإضافة 451 ألف متر مكعب من مياه الشرب، بتكلفة 10 مليارات جنيه.
وأكد اللواء أن الدولة المصرية قامت بتنفيذ 8 مشروعات في مجال تطوير شبكات الصرف الصحي وجار تنفيذ 6 مشروعات ومخطط تنفيذ مشروع آخر، بتكلفة إجمالية 33 مليار جنيه.
وأضاف: “تم إنشاء أحواض للاستزراع السمكي بمنطقة شرق بورسعيد بإجمالي 5900 حوض علي مساحة 13 ألف فدان بتكلفة 15 مليار جنيه”.
وقال العزازي، إنه تم إنشاء 5 أنفاق لتنمية سيناء بأطوال 25 كيلو متر ، وتكلفة إجمالية تجاوزت 35 مليار جنيه، معقبا: في مجال الكباري تم رفع كفاءة كوبري الفرجاني للسكة الحديد مزدوج اعلى قناة السويس الجديدة بطول 640 م وعرض 11 م وارتفاع 65 م باجمالي تكلفة 2.3 مليار جنيه.
وأضاف أنه تم تطوير مطار البردويل بإستيعاب 300 راكب في الساعة وتطوير مطار شرم الشيخ الدولي لاستيعاب 5000 راكب في الساعة، وجاري تطوير مطار العريش الدولي الاستيعاب 600 راكب في الساعة بتكلفها 2.5 مليار جنيه وجاري تطوير مطار سانت كاترين باستيعاب 600 راكب بالساعة بتكلفة تجاوزت 2.3 مليار جنيه.
وبعد حديثهم، قال الرئيس السيسي، إنه لا يوجد حياة بدون أمان في أي مكان، وهذا ما استطاعت الدولة المصرية القيام به من خلال الجيش والشرطة والأهالي في سيناء.
وأضاف السيسي خلال تفقده اصطفاف المعدات المشاركة في إعمار وتنمية سيناء، أن مساحة سيناء تصل لـ 60 ألف كيلو، مشيرًا إلى أن جميع سكان مصر يعيشون على مساحة 60 الف كيلو متر تقريباً.
وتابع الرئيس السيسي، أن “تكلفة تطوير البنية الأساسية في سيناء كان كبيرا جدا وهذا ما جعل تنمية سيناء صعب في الوقت الماضي ولكن استطعنا في النهاية بتطويرها وإعمارها”.
وأكد السيسي، “أننا لن نرضى بما كانت عليه سيناء سابقا، مشيرا إلى العمل على التخطيط والتنفيذ، مع محاربة الإرهاب”.
وأضاف أن “الإجراءات التي اتخذتها الدولة ومن ضمنها جهود القوات المسلحة والشرطة لتأمين سيناء من العمليات الإرهابية”.
وتابع أننا “محتاجين من كل الشركات العاملة في سيناء، العمل مع الدولة، خاصة في التنمية التي تتم في سيناء”.
وقدم السيسي التحية لأبناء سيناء والأسر التي قدمت تضحيات نتيجة العمليات الإرهابية، معلقا: “عزائنا أن التمن ده هو تمن التخلص من آفة موجودة، كان الهدف منها أن تفقد الدولة المصرية هذا الجزء العزيز من أرضنا”.
وتابع: الفترة الماضية شهدت حجمًا كبيرًا من الشائعات والأكاذيب وكان آخرها ما تم تداوله بشأن بيع قناة السويس، الشائعات ما زالت مستمرة حول قناة السويس، معلقا: “عملولي فيلم إني هبيع قناة السويس بـ تريليون دولار، ولكن أنا عارف أن المصريين لن يصدقوا ذلك”.
ولفت: بغض النظر عن ما يتم تداوله فالعملية عبارة عن محاولة عرقلة مصر”، متابعًا أن هذه العرقلة مستمرة وستظل مستمرة، وأن حلها هو الوعي، مؤكدًا على وجده بالفعل: “الوعي لو مكنش موجود مكنتش الناس هتستحمل الظروف الصعبة وغلاء الأسعار”.
وقال الرئيس السيسي، إن الفترة القادمة سوف تتحرك الدولة المصرية بخطة تنمية كبيرة جدا تحتاج إلي جهود مكثفة من الجميع من أجل تنمية سيناء، موضحاً “هناك معدلات عمل وتنفيذ كبيرة جدا ليحس أهالينا في سيناء أن الدولة المصرية بتشتغل بهمة .. لأن مبقاش في عذر خلاص”.
وأضاف أنه لا يوجد أي أعذار لعدم وجود مؤسسات الدولة داخل سيناء سواء من الجيش أو الشرطة أو غيرهم، مشيراً إلى أن الشرطة والجيش أصبحا متواجدين في سيناء أكثر من السابق من أجل الأمن والاستقرار.
وتابع الرئيس: “إحنا واحد ومينفعش نقول أهالي سيناء.. دي أرضنا ونخلي بالنا منها ونموت عشانها”.
وأكد إن المشاريع التي نفذت في سيناء وتكلفت ما يتجاوز 40 مليار جنيه لو قمنا بتفعيلها الآن لتجاوزت أضعاف هذا الرقم.
وأضاف الرئيس السيسي، أن توفر المياه فيها من خلال تحلية المياه، وهذه ضمن المشاريع الضخمة للدولة والتي توفر نسبة كبيرة من التشغيل ويوفر نسبة كبيرة من العملة الصعبة التي نقوم بشراء المنتجات والمعدات بها من الخارج؛ مضيفا أن “بعد التضحية التي قدمها أهالي سيناء لن نقدم لهم الشكر بالكلام بل سنقدمه بالعمل”.
وكرم الرئيس السيسي عددًا من أبناء سيناء المتميزين والمخلصين الذين لم يمنعهم الإرهاب من تأدية واجبهم وتحدوا كافة الظروف الصعبة، وذلك على هامش تفقد اصطفاف المعدات المشاركة في تنفيذ خطة الدولة لتنمية وإعمار سيناء.