ننشر نص كلمة رئيسة مجلس امناء الحركة المدنية فى افتتاح المؤتمر العام السنوى للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب

[ الأدب مرآة الشعوب وسجل تاريخها…. وبالأمس، تذكرت النائبة الفرنسية (المرآة ) في سياق متصل عندما وجهت لرئيس الحكومة حديثها قائلة: “رفح ليست حدود بل هي مرآتنا، كيف سترى نفسك في المرآة؟”]]

[و اليوم نقف هنا لنقول أن رفح، التي تفحم فيها ٥٠ شخصًا من النازحين إليها، هي مرآتنا، وأن غزة وشعبها وضعوا العالم كله أمام مرآة تعكس واقع ٢ مليون إنسان يواجهون آلة توحش بربرية تبحث عن نهاية سعيدة لمجرمي الحرب، وهم يعلنون انتصاراتهم. وكلما اقتربوا من النهاية، فشلوا بفعل الروح القوية التي ترفض الانكسار أمام تحالف منحط يدعم المتوحشين بدم بارد.]

كلمة جميلة إسماعيل رئيسة حزب الدستور و رئيسة مجلس أمناء الحركة المدنية الديمقراطية فى افتتاح المؤتمر العام السنوى للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب و جلسة “فلسطين و أدب المقاومة” فى دار الأوبرا المصرية

تحية للحضور الكريم و شكراً للدعوة الطيبة…
أقف بينكم اليوم كامرأة مصرية وسياسية، رئيسة حزب، وأشارك زملائي في قيادة الحركة المدنية الديمقراطية التي تضم أحزاباً جميعها سجلت مواقفها بحسم و منذ الساعات الأولى في السابع من أكتوبر و أكدت رفضها التام و إدانتها الكاملة لألة التوحش البربرية التي ترتكب جرائمها ضد الإنسانية منذ عقود.
نحن في حزب الدستور و في التيار المدني نتابع و نثمن الأدب في دعم المقاومة الفلسطينية ليظل صوت فلسطين حاضراً و مسموعا في كل مكان.
الأدب المصري و العربي و الفلسطيني الذي دعم نضال الشعب الفلسطيني لم يكن مجرد كلمات تكتب على الورق بل فعلاً نضاليا يساهم في تعزيز الهوية الوطنية الفلسطينية و يغذي روح المقاومة لدى الأجيال المتعاقبة.
استطاع الأدب الفلسطيني أن يلهم الملايين و يحافظ على الأمل مشتعلا في قلوب الأجيال.
إن الأدب هو مرآة الشعوب و تاريخها و نافذة نطل منها على عوالمنا الداخلية و الخارجية.
و بالأمس، و على سيرة المرآة.. وقفت النائبة الفرنسية ألما دوفور في البرلمان الفرنسي موجهة حديثها لرئيس حكومة فرنسا: “رفح ليست مجرد حدود، بل هي مرآتنا. كيف سترى نفسك في المرآة، سيدي رئيس الحكومة؟”
نعم، ونحن نقف اليوم هنا، لنقول أن رفح التي تفحم فيها ٥٠ إنساناً من النازحين إليها هي مرآتنا…. وغزة وشعبها وضعوا العالم كله أمام مرآة تعكس واقع ٢ مليون إنسان يواجهون آلة توحش بربرية تبحث عن نهاية سعيدة لمجرمي الحرب وهم يعلنون انتصاراتهم….
وكلما اقتربوا من النهاية، فشلوا وأصبحوا أكثر توحشاً، و كلما استمرت الروح القوية التي ترفض الانكسار أمام تحالف منحط يدعم المتوحشين بكل دم بارد.
أراد مجرمو الحرب الإسرائيليون أن يدفعوا الفلسطينيين إلى عالم أكثر شراسة مما تخيله جورج أورويل في روايته المتخيلة عن عام ١٩٨٤….
لكن الفلسطينيين بمقاومتهم لمصير الإبادة والمحو من على وجه الأرض ورفضهم دفن قضيتهم، يكتبون كل يوم سطراً جديداً في كتاب الإنسانية التي قاومت العنصرية والفاشية والنازية، والآن يكشفون أبشع احتلال حاز على اعتراف العالم برواية الضحية.
والآن، ولأول مرة، نرى التغيير الكبير في خيال ووعي سكان العالم من جهاته الأربعة الذين يرون وريث كل الجلادين المتوحشين في التاريخ.
تضامننا اليوم ليس التضامن العابر الذي يهدف إلى غسيل الضمير، بل هو وعي جديد يعيد النظر في كل شيء ويرفض كل الزيف الذي بررت به الآلة العسكرية المتوحشة جرائمها…
وختاماً أحمل لكم من حزب الدستور و أحزاب الحركة المدنية كل التحية .. تحية إجلال و اكبار إلى كل الأدباء والكتاب و الشعراء المصريين و العرب و الفلسطينيين الذين جعلوا من أقلامهم سلاحا في وجه الظلم والقهر و الموت .. تحية لجنود الكلمة الذين يواصلون نضالهم رغم كل الصعوبات و التحديات…
أتمنى لكم جميعاً صباحاً مشرقاً،
وأتمنى الخير لكل طفل وامرأة ورجل من شعبنا في فلسطين الذين يواجهون معركة الدفاع عن الحياة والأرض يوميا .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار