تعليقا على استشهاد حسن نصرالله..الاشتراكى المصري: نُهيب بالجماهير العربية الصمود والاستبسال في معركة الوجود ضد العدو الصهيوني
بعد عام كامل؛ فشلت حرب الإبادة التي شنَّها الكيان الصهيوني في غزة ورفح والضفة الغربية المحتلة في تحقيق أي من أهدافها: فلا رهائن استُعيـدت، ولا حماس تقوَّضت، بل يستمر الصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني والمقاومة الباسلة في إلحاق الاستنزاف الشديد للعدو، وتفكيك كيان دولته المزعومة بهجرة أكثر من مليون يهودي منها، وتزايد وتيرة الانقسام الداخلي وانتشار عناصر الضعف فيها، وتم فضح سرديته الوهمية حول العداء للسامية والاضطهاد المحيط به بدون وجه حق، بل وتصاعدت موجات الرفض والكراهية لسياسته بين شباب وجماهير قطاعات شعبية واسعة في كل أنحاء العالم.
وهروباً إلى الأمام، فها هي آلة القتل والدمار الصهيونية الإجرامية مطلقة السراح، تستمر على مسمع ومرأى من العالم كله، في حصد أرواح الأبرياء، وهدم المساكن والملاجئ على رؤوس الشيوخ والأطفال، واستهداف القادة والزعماء، بدون أدنى اعتبار لكل القيم والمعايير الإنسانية، أو خشية من حساب أو عقاب، وبتواطؤ من أغلب المؤسسات الدولية والمنابر (الديمقراطية!) المزعومة في العالم (المتحضر!)، مع خنوعٍ عربيٍ رسميٍ مُخزٍ، أمام الغطرسة الصهيونية الفاجرة، ورغم التهديدات العدوانية السافرة، والتي عبَّرَ عنها “نتنياهو” في كلمته بالأمس بقوله: “ليس هناك مكان، في إيران والشرق الأوسط، لن تصل إليه ذراعنا الطويلة”!
فبعد أن دمّر الكيان الصهيوني غزة ورفح والضفة المحتلة، وتفنّن في تعذيب وقتل أهلها، ومد يد العبث والتخريب إلى سوريا، عقب استهدافها إيران واليمن والعراق، اتجه إلى تكرار هذا السلوك الإجرامي المقيت في مواجهة شعب لبنان وقوى إسناده للمقاومة وركائز دعمها للشعب الفلسطيني الصامد، وكان آخر جرائمه البشعة تدمير أحياءٍ عامرةٍ بالمواطنين، وقتل أعدادٍ غفيرة من مواطني الضاحية الجنوبية والجنوب اللبناني، واغتيال عشرات الكوادر من “حزب الله”، يتقدمهم الشهيد السيد “حسن نصر الله”، الذي ارتقى قابضاً بقوة على راية الكفاح ضد الإمبريالية والصهيونية وأشياعهما في المنطقة والعالم.
لقد زادتنا هذه الجريمة الجديدة يقيناً بأن قوى المقاومة في الوطن العربي لا تواجه العدو الصهيوني وحسب، وإلّا لهان أمر المعركة، وإنما تواجه “المُعسكر الإمبريالي الغربي”، برعاية وحماية الولايات المتحدة الأمريكية وحلفه: “الناتو”، وأتباعه من النظم العربية والمؤتمرة بأمره. وأكدت لنا أن المعركة ضد العدو الصهيوني، ككل معارك الشعوب ضد غاصبي حريتها، مهما اقتضت من بذل أرتالٍ من الشهداء، وتلالٍ من التضحيات، ستُتوج ـ في النهاية ـ بهزيمة العدو، كما حدث في كل مسيرات نضال الشعوب من أجل الحرية والاستقلال: في الجزائر، والصين، وفيتنام، وجنوب أفريقيا، وغيرها من البلدان، وكلنا ثقة في أن قوى المقاومة في فلسطين ولبنان، ستتجاوز كافة الظروف الصعبة، وستستمر في النضال حتى تحقيق النصر المؤزر.
ومن هنا فإن “الحزب الاشتراكي المصري”، على يقين بأن استشهاد السيد حسن نصر الله وكل شهداء المقاومة الأبرار في فلسطين ولبنان وسائر البلدان العربية، ودماؤهم الطاهرة، لن تتبدد عبثاً، وإنما ستُعَبِّد الطريق إلى النصر وتحرير كامل الأرض السليبة، ولذا فهو يهيب بالجماهير العربية الصمود والاستبسال في معركة الوجود ضد العدو الصهيوني ورعاته وأذنابه، ويُطالب الشعب المصري النبيل وقواه الوطنية، بالاستمرار في تصعيد حملات مُقاطعة كل شركات ومنتجات العدو الصهيوني والاستعماري، وبذل كل الجهد من أجل تجميد وإلغاء كل اتفاقيات الاستسلام المهينة مع الكيان الصهيوني الدموي، والاستمرار في دعم صمود الشعب الفلسطيني على ترابه الوطني الغالي، وكذلك الشعب اللبناني الباسل، وكل القوى الداعمة في تصديه للعدوان الصهيوني الغادر، من أجل حماية أوطنهم ومواجهة ودحر العدوان.
الحزب الاشتراكي المصري القاهرة في: 28 سبتمبر 2024