تعليقا علي رؤية المهندس نجيب ساويرس لتحفيز الاستثمار في مصر: كيف نصنع بيئة جاذبة للمستثمرين؟
![](https://soulta4.net/wp-content/uploads/2025/01/IMG-20250124-WA0041-780x470.jpg)
تتجدد دائمًا النقاشات حول كيفية جعل مصر وجهة استثمارية جاذبة وقوية، وفي حديث رجل الأعمال نجيب ساويرس، تأتي رؤية مهمة ومباشرة: ضرورة تخفيف مزاحمة القطاع العام للقطاع الخاص، والعمل على تحسين إدارة أصول الدولة بشكل أكثر كفاءة. هذه الفكرة ليست مجرد رأي، بل يمكن أن تكون محورًا هامًا لإعادة تشكيل الاقتصاد المصري بما يحقق الاستدامة والنمو.
إعادة التفكير في دور الدولة
الدولة تمتلك أصولًا وشركات كبيرة، لكنها في الوقت ذاته تواجه تحديات حقيقية في إدارتها. خسائر بعض القطاعات – مثل قطاع الطيران الذي يُكلف الدولة 30 مليار جنيه سنويًا – هي مؤشر على أن الإدارة التقليدية لم تعد فعالة. الرؤية المقترحة هنا تعتمد على تقليل تدخل الدولة في التشغيل المباشر، والتركيز على دورها كمُنظّم وداعم للقطاع الخاص.
لماذا يجب تقليل مزاحمة القطاع الخاص؟
• زيادة الكفاءة والإنتاجية: القطاع الخاص يتمتع بمرونة أعلى في اتخاذ القرارات وتنفيذ الخطط مقارنة بالقطاع العام.
• تقليل العبء على الموازنة العامة: إدخال القطاع الخاص لإدارة الشركات الكبرى يمكن أن يُخفف من الخسائر المتكررة التي تتحملها الدولة.
• جذب المستثمرين الأجانب: البيئة الاقتصادية التي تتيح للقطاع الخاص العمل بحرية ودون منافسة غير عادلة من الدولة تكون أكثر جاذبية لرؤوس الأموال الأجنبية.
الخطوات العملية لتطبيق الرؤية
1. تفعيل الشراكة بين القطاعين العام والخاص:
• الدولة يمكنها الاستفادة من نموذج الشراكات (PPP) لتطوير القطاعات الخدمية والصناعية، مثل النقل، التعليم، والصحة.
• طرح مشروعات كبيرة بنظام الشراكة سيضمن مشاركة القطاع الخاص دون خسارة الدولة لملكيتها الكاملة.
2. إعادة هيكلة الأصول الحكومية:
• الشركات التي تواجه خسائر يجب أن تُخضع لخطط إعادة هيكلة شاملة.
• إذا استمر التدهور، يمكن التفكير في تخصيص هذه الشركات، مع ضمان وجود رقابة حكومية للحفاظ على حقوق العاملين والجودة.
3. إصلاح التشريعات الاستثمارية:
• تحتاج مصر إلى تطوير قوانين الاستثمار لضمان مرونة أكبر وشفافية عالية.
• القضاء على البيروقراطية التي تُعطّل المشروعات الاستثمارية وتشجيع رقمنة الخدمات الحكومية.
4. تمكين القطاع الخاص من الاستثمار في القطاعات الاستراتيجية:
• فتح المجال أمام القطاع الخاص للاستثمار في قطاعات مثل الطاقة المتجددة، البنية التحتية، والتكنولوجيا، مع تقديم حوافز استثمارية تنافسية.
الرؤية المستقبلية لمصر كمركز استثماري عالمي
تمتلك مصر مقومات هائلة لتكون واحدة من أهم الوجهات الاستثمارية في المنطقة، بفضل موقعها الاستراتيجي، سوقها الكبيرة، ومواردها الطبيعية. ولكن لضمان استغلال هذه المزايا، يجب التركيز على بناء بيئة استثمارية قائمة على الشفافية، الكفاءة، وتكامل الأدوار بين القطاعين العام والخاص.
رؤية نجيب ساويرس تعكس حاجة مُلحة لإجراء تغييرات جوهرية في هيكل الاقتصاد المصري. التركيز على تفعيل دور القطاع الخاص، تقليل البيروقراطية، ودعم الشراكات، سيضع مصر على المسار الصحيح لتحقيق نقلة نوعية في مجال الاستثمار.
رسالة مفتوحة:
“القطاع الخاص هو شريك الدولة في تحقيق التنمية، وليس منافسًا. علينا أن نُدرك أن الاستثمار في المستقبل يتطلب مرونة، شجاعة في اتخاذ القرارات، ورؤية واضحة تتجاوز الحلول المؤقتة.”