حلم التهجير وحق التعمير

ما يحدث ليس فكرة عابرة أو خيال وقتي يأتي من فراغ من هذه العقليات التي تدعو للإنسانية والسلام وهم أول ناكريها، دائماً ناقضون للميثاق والعهد يتلذذون بتشريد الإنسانية وإهدار أبسط حقوق للإنسان، فما يصدر من تصريحات عبثية من ترامب ما هي إلا خطط توسعية مدروسة، يجعلونها طعم للإصطياد في المياة العكر، وقلق في المنطقة ، لكن على الفور تصدت مصر بكل قوتها قيادة وشعباً وجيشاً وأصدرت بيانها بصوت مرتفع، بصوت قائدها الرئيس عبدالفتاح السيسي في بيان صريح لا للتهجير ونعم للتعمير، فالتعمير هو أبسط حق للشعب الفلسطيني بعد الدمار السافر الذي فعله الكيان الصهيوني الغاشم وهو حق لكل إنسان على وجه الأرض، له الحق أن يعيش في مسكن آمن مطمئن وبلد آمن وهذا أمر يكفله القانون والدستور وجميع الأديان السماوية والقوانين الدولية، لكن يبدو أن ترامب صور له خياله أن القيادة حقبة عقارية أو فرصة إستثمارية يتاجر بها دون جدوي أو إعتراف بحقوق الإنسان والشعب الفلسطيني ومراعاة مشاعر الشعوب العربية، وظل يتلاعب بالتصريحات الهمجية، الغير مقبولة شكلاً وموضوعًا، الموقف المصري واعيًا رشيداً داعماً للسلام حينما يوجد مساحة للسلام، داعماً للقوة والردع حينما لا يكون هناك اختيار آخر غيرها، إصطف الشعب المصري خلف القيادة والجيش بالرفض التام لهذه الجريمة الكبري ضد التهجير وسلب الأرض من أصحابها، مصر دولة عظمي لها صوت ومهابة خاصة من نوعها لا ينكر ذلك إلا كل أحمق غرور لا يعرف قيمتها ولا يعرف قدرها، فالأمر ليس إنتقال أهلنا من فلسطين إلى وطنهم الثاني مصر ولكن هو أكبر من ذلك بكثير، فما هي إلا أطماع وأوهام القوة والتوسع والتهجير ونزع الأرض والمقدسات من أصحابها، وكل ذلك لا شك يبنى على الوهم والغرور، فالقوة تحمي وتعمر، لا تدمر ولا تخرب، ولا ترهب الإنسانية وتفزعها، ولا تنزع الأرض من أصحابها، مفهوم القوة دوماً الحماية والطمأنينه مثلما يفعل جيشنا المصري من مواقف بطولية نبيلة على مر التاريخ، يمتلك القوة ولكن تمتلكه أيضاً الحكمة والتريس وشهامة الفروسية للعبور نحو السلام والأمان، وهذا سبب إنتصاراتنا ماضياً وحاضراً ومستقبلاً، فصاحب الأرض عفي قوي يقاتل ببصيرة وحق وثقة في إسترداد أرضه وحماية عرضه، والمواقف تشهد عبر الأزمنة والسنين من تحرير للجزائر وليبيا وفيتنام وأفغانستان، وتحرير مصرنا الحبيبة من الإحتلال الإنجليزي السافر الغاشم، ثم إنتقالاً لنصر أكتوبر العظيم الذي أدهش العالم ودرسه عكسرياً، من فرض الإنتصار على العدو بأبسط الإمكانيات في أحلق الظروف، فإن طال أمد الإحتلال أو قصر فصاحب الأرض لن يترك أرضه ومقدساته، فإننا نجمتع بكل إنسانيتنا وعروبتنا ضد التهجير والتطهير العرقي والإنهاء للقضية الفلسطينية بهذا الشكل الهمجي السافر الذي لا عدل فيه ولا رحمة، وهذا ما أوضحه تصريح الرئيس عبدالفتاح السيسي وأوضحته المملكة العربية السعودية والأردان مجتمعين على رأي واحد لا للتهجير ولن نكون شركاء في جريمة التهجير وسلب الأرض من أهلها، وأتفقت كل فصائل الأمة نحو قاداتها شعباً وجيشاً على هذا البيان والتصريح، وأقل ما يمكن تقديمه للشعب الفلسطيني أرض عامرة ومساكن آمنه بعد تخريب وتدمير ظل أعوام كبيرة، تعمير فلسطين واجب مجتمعي وواجب دولي وإنساني، فما يدهشنا أن أمريكا تتحدث عن حقوق الإنسان وتطالب بها وهي بعيدة تماماً عنها، فهل ليس من حق الشعب الفلسطيني الرجوع إلي أرضه عامرة بكافة منشأتها! فما آن الأوان أن يقيم الشعب الفلسطيني كلاً منهم في داره مطمئن في هدوء وإستقرار وسلام؟! على المجتمع العربي والدولي التحالف نحو إعمار غزة، وتجريم فكرة التهجير ومقاضاة كل من يفكر في زعزعة إستقرار الأمن والسلام بين الشعوب.

حفظ الله أوطاننا حفظ الله مصر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار