فريد زهران يحذر: الاقتصاد المصري على شفا الانهيار.. والانفراج السياسي هو المخرج الوحيد

استكمالا للحوار الصريح مع “السلطة الرابعة”، كشف فريد زهران، رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، عن مخاوفه العميقة بشأن الوضع السياسي والاقتصادي في مصر، محذراً من أن البلاد تقف على حافة أزمة جديدة قد تؤدي إلى انهيار اقتصادي وسياسي إذا لم تُتخذ إجراءات جذرية لمعالجة الأوضاع الراهنة.
– على صعيد آخر، كيف تصف الأوضاع داخليًا في مصر في الوقت الراهن؟
لا أخفيك سرًّا أنني قلِق للغاية بشأن الوضع السياسي والاقتصادي في مصر، وأرى أن البلاد تقف على حافة أزمة جديدة قد تؤدي إلى انهيار اقتصادي وسياسي إذا لم تُتَّخَذ إجراءات جذرية لمعالجة الأوضاع الراهنة.
فالاقتصاد المصري في نظري يعيش حالة من “الاستقرار الهش”، مَرَدُّها يعود إلى الثبات النسبي في سعر الصرف، إلا أن هذا الثَّبات لم يكن نتاجَ سياسات اقتصادية مستدامة، بل جاء نتيجة بيع بعض الأصول والحصول على قروض خارجية، لكن هذه الإجراءات ليست سوى مسكِّنات مؤقتة، وأظن أن الوضع الحالي يُنذِر بموجة جديدة من الانهيار على المدى القصير في الاغلب
والأمر برمَّته ليس جديداً علينا ، فقد تكرر مشهد استقرار سعر الجنيه ثم انهياره الصادم اكثر منمرة في الفترات الأخيرة وما يروَّج له اذن عن تحسُّن الأوضاع هو مجرد تفاؤل غير حقيقي، فهناك مَن يروِّجون -عن سوء قصد- لوضع غير واقعي، بينما الاقتصاد المصري يعاني أزمة كبيرة لن تُحلَّ باتباع نفس السياسات القديمة التي تعتمد على سيطرة السلطة على الثروة والمجال العام.
فأنا أرى أن الأزمة الاقتصادية ليست سوى انعكاس لأزمة سياسية أعمق، حيث يتم إدارة البلاد بمنطق “القبضة الأمنية”، مع تبرير دائم من السُّلطات بأن هناك أخطارًا تهدد الأمن القومي. وقد أدَّى هذا النهج إلى تقييد الحريات العامة، وغياب حرية الرأي والتعبير، وعدم وجود حقوق حقيقية للتنظيم السياسي أو النقابي، فضلًا عن غياب انتخابات ديمقراطية نزيهة تعكس إرادة الشعب.
للأسف، مصر تعيش في “دوامة” من الأزمات منذ 70 عامًا، حيث تتم إدارة البلاد بنفس النهج السلطوي الذي يمنع التداول السِّلمي للسلطة. والخروج من هذه الأزمة يتطلب خطوات جذرية نحو الانفراج السياسي، بدءًا بالإفراج عن مسجوني الرأي والمحتجزين احتياطيًّا، وإسقاط القوانين المقيِّدة للحريات، وإلغاء حالة الطوارئ.
الحل الحقيقي يكمن في تخفيف القبضة الأمنية، وإشراك المجتمع في صنع القرار عبر الأحزاب والنقابات والجمعيات؛فإرضاء الناس سياسيًّا واقتصاديًّا واجتماعيًّا هو الطريق الوحيد لتحقيق الاستقرار الحقيقي.




