الحزب الاشتراكى المصرى :خطوة “أردوغان” الإجرامية تهدد ليبيا والمنطقة
فال الحزب الاشتراكى المصرى ، ان موافقة البرلمان التركي، كما كان مُتوقعاً، علي مذكرة الرئيس “رجب طيب أردوغان”، بالسماح بنشر قوات عسكرية، وإرسال معدات وتجهيزات حربية، لدعم الميليشيات المسلحة التي تسيطر على مدينة طرابلس، وتحمي حكومة “فايز السرّاج” رئيس “حكومة الوفاق ” فيها، تطبيقاً لبنود مذكرة التفاهم الموقّعة بينهما في نوفمبر الماضي، ضارباً عرض الحائط بالشرعية الدولية التي حظرت توريد السلاح أو التعاون العسكرى إلا بموافقتها، ورغم رفض أكثر من ثلث أعضاء البرلمان التركي من أحزاب المعارضة، الذين حذّروا من اندفاع القوات العسكرية التركية إلي التهلكة في الصحراء الليبية!
ولا يخفي علي أحد دوافع “أردوغان” لهذه المغامرة الخطرة. فسيطرته علي ليبيا، تعني له مكاسب هائلة مترتبة علي هيمنته علي ثروات ليبيا، مُضافاً إليها عائدات الشركات التركية من إسناد مشروعات بعشرات المليارات لها، فضلاً عن التحكّم في بترول ليبيا، وغازها الطبيعي في ظل مذكرة التفاهم الموقّعة بين الطرفين حول الحدود البحرية بين البلدين، التي تهدد المصالح المصرية واليونانية والقبرصية، ومصالح دول أخرى عديدة، وتتعرض للأمن القومي المصرى بشكلٍ لا يمكن قبوله.
ومن جهة أخرى، فالمؤكد أن تمدُّد القوات العسكرية التركية، واقترابها من التخوم المصرية أمر علي درجة كبيرة من الخطورة، وبالذات في سياق احتضان “أردوغان” للعصابات الإرهابية، ولجماعة “الإخوان” وعناصرها، و”لداعش” وفلولها، مع مانعلمه من مواقفه المُعلنة، المعادية لخيار الشعب المصرى الرافض لحكم جماعات الإرهاب، وأيضاً في ظل سيطرة جماعة “الإخوان” علي البرلمان التونسى، وما أعلنه الرئيس التركي، في أعقاب زيارته الأخيرة لتونس واجتماعه برئيسها، عن تكوين حلف «تركى، قطرى، تونسى، جزائرى»، الأمر الذي يضاعف من مخاطر الوضع ومن تهديده العميق للأمن والاستقرار فى المنطقة بأسرها.
إن هذا الوضع يستلزم أقصي درجات الحيطة والتنبه، ويوجب علي الدول العربية كافة أن تدرك مخاطر الصمت علي تجرؤ البلطجي التركي علي الأمن القومي العربي، وعلي المصالح العربية بمجملها، واضعةً في الاعتبار الدور الاستعماري البغيض الذي يلعبه “أردوغان” في شمال سوريا، واحتضانه لفلول التنظيمات الإرهابية المتواجدة هناك، والتي ستكون ذراعه اليمني في السيطرة علي ليبيا ومقدراتها، وتهديد مصر وأمنها.
وإننا في “الحزب الاشتراكي المصرى”، إذ نضم صوتنا إلي صوت كل المخلصين لهذا الوطن في إدانة الخطوات العدوانية التركية الأخيرة، إن الأمل فى جماهيرنا العربية بأنها أصبحت هى حاملة لواء التصدى الجذرى للاستعمار ومخططات التفتيت المعتمدة على الإخوان وعلى أدواتهم المحلية تركيا وقطر، ونطالب الشعب المصرى والشعوب العربية بمقاطعة منتجات الشركات التركية، التي تملأ بضائعها الاستهلاكية شوارع بلادنا منذ فترة حكم الإخوان البغيض، كما ندعو إلي حفز الضغط على جميع الهيئات الدولية، للضغط لمواجهة “أردوغان” و”السراج” وإجبارهم على لتراجع عن هذا المسار الذى يقود المنطقة والعالم مُجدداً إلي تخوم الانفجار ويهدد السلم والاستقرار في المنطقة والعالم.