الحزب الشيوعي المصري يحتفل بمرور نصف قرن على إعادة التأسيس ويطالب بوحدة اليسار

القاهرة – احتفل الحزب الشيوعي المصري، أمس، بمرور خمسين عامًا على إعادة تأسيسه، خلال حفل استقبال كبير جمع عددًا من قياداته وممثلي عدد من الأحزاب والقوى اليسارية والشخصيات العامة.
وشهد الحفل حضورًا متنوعًا ضم ممثلين عن الحزب الشيوعي العراقي، والجبهة الشعبية لدعم فلسطين، ودار الخدمات النقابية، بالإضافة إلى ممثلي أحزاب وتيارات محلية منها حزب العيش والحرية، وحزب المحافظين، وتيار الأمل، والتحالف الشعبي الاشتراكي، والحزب الاشتراكي المصري، والحزب الناصري، وحزب الكرامة.
استعراض النضال والمواقف الراهنة:
تناول صلاح عدلي، رئيس الحزب الشيوعي المصري، في كلمته الرئيسية المحطات التاريخية للحزب، مؤكدًا أن جذوره تعود إلى عام 1921 تحت اسم “الحزب الاشتراكي”، قبل أن يُعرف بـ”الحزب الشيوعي” بعد عام واحد. وأشار إلى تعرض الحزب للحل في عهد حكومة سعد زغلول، قبل إعادة إحيائه قبل خمسين عامًا.
وانتقل عدلي إلى المواقف الراهنة، داعيًا إلى توحيد قوى اليسار تحت مظلة “الجبهة الشعبية للعدالة الاجتماعية (حق الناس)” لمواجهة سياسات الحكومة الحالية. كما انتقد أزمة الديمقراطية في البلاد، محذرًا من ضغوط تجبر الأحزاب المعارضة على الانضمام إلى قوائم الموالاة، وأكد على استمرار التبعية للهيمنة الأمريكية.
تضامن مع فلسطين ومطالب العمال:
خصص الحفل وقفة تكريم لشهداء فلسطين، أكد خلالها عدلي على دعم الحزب الثابت لنضال الشعب الفلسطيني.
من جانبه، ركز حمدي حسين، عضو الحزب، على تمثيل الحزب لمصالح الطبقة العاملة واستمرار نضاله الاجتماعي منذ عهود الملكية والاحتلال البريطاني. وطالب حسين بربط الأجور بالأسعار ووضع حد أدنى يكفل حياة كريمة، وتوفير آليات دائمة للتأمين الاجتماعي خاصة للعمالة غير المنتظمة. كما دعا إلى نقاش جاد للائحة التنفيذية لقانون العمل الجديد وتعديل مواده “المعطلة لحقوق العمال”.
تقدير للرموز والتاريخ:
أعرب علاء الخيام، ممثل حزب تيار الأمل، عن تقديره للحفل ولتكريم الراحلين، معتبرًا أن ذلك يختلف عن أحزاب “تُنشأ في أيام”. ووصف الحزب الشيوعي بأنه “حزب مكافح منذ بدايته”، منتقدًا في الوقت ذاته “أحزاب النظام التي تحارب حرية الفكر”.
واختتم الحفل بتكريم عدد من الرموز التاريخية للحزب، منهم الراحلة شاهندة مقلد (من مؤسسي الحزب)، ومعتز الحفناوي (نائب الأمين العام السابق)، وحلمي سالم (الشاعر والناشط اليساري)، وسيد إسحق (أحد المشاركين في التأسيس)، وسعيد الصباغ (عضو المكتب السياسي)، وحسين عبد الرازق (الكاتب الصحفي)، وسيد شعبان (رمز نضالي).

خلفية تاريخية:
تعود جذور الحركة الشيوعية في مصر إلى مطلع القرن العشرين. تأسس أول حزب اشتراكي مصري عام 1921، سرعان ما تغير اسمه عام 1922 إلى الحزب الشيوعي المصري. واجهت الحركة الشيوعية منذ نشأتها تحديات كبيرة، حيث تعرضت للقمع والحل في عهد حكومة سعد زغلول (1924)، واستمرت في العمل بشكل سري أو شبه علني تحت أسماء مختلفة عبر العقود التالية، وتعرض أعضاؤها للملاحقة والسجن في فترات متعددة. شهدت الحركة انقسامات وتيارات متعددة قبل أن يتم إعادة تأسيس الحزب الشيوعي المصري في صورته الحالية قبل خمسين عامًا، مستمرًا في العمل كجزء من المشهد السياسي المصري رغم التحديات.




