الصحفي بين مطرقة الاتهام وسندان التوجيه

في المشهد الصحفي المصري، بات من الصعب أن تكون صادقًا مع نفسك دون أن تُتهم بشيء. إن أيدت الدولة، أصبحت في نظر المعارضين “مطبلاتيًا”، وإن عارضت، فُسرت معارضتك على أنها موجهة ومدفوعة من جهات ما. وإن صمتّ، وُصف صمتك بالانتظار لتعليمات عليا.
هذه النظرة الضيقة تخنق حرية التعبير. فهناك من يعتقد أن المعارضة حكر عليه، وأن الحديث في الشأن العام امتياز محفوظ لأسماء بعينها، أما البقية فإما مدفوعون أو صامتون عن عمد.
النتيجة.. مشهد مشوش، لا مكان فيه لاجتهاد الصحفي الحر، ولا احترام للرأي المستقل. كل صاحب رأي متهم حتى يثبت ولاؤه، إما للسلطة أو للمعارضة!
الصحافة ليست طرفًا، وليست ساحة تصنيف جاهزة. من حق الصحفي أن يكتب وفق قناعته، لا وفق ما يتوقعه الآخرون منه.
وعجبي.