«نحو رؤية شاملة لاستعادة الدولة اليمنية».. إصدار جديد للدكتور علي غانم الشيباني حملة محمد نبيل في العمرانية والطالبية تدعو لوقف التراشق الإعلامي وتؤكد التزامها بالمنافسة الشريفة "السياحة تكشف الحقيقة: لا زيادة في رسوم تأشيرة دخول مصر.. والشائعات تُضلّل الجمهور" رسمياً.. مصر تفوز برئاسة اللجنة الحكومية الدولية للتربية البدنية والرياضة باليونسكو   أحمد أبو هشيمة يلتقي الشيخ خالد بن محمد بن زايد والشيخ ذياب بن محمد بن زايد محامٍ يطالب النائب العام والوزراء بالتحقيق العاجل في "وقائع اعتداء متكررة" على تلاميذ بمدرسة الإسكندرية للغات هل يتوقف استغلال العمل الأهلي في السياسة؟ وزير التعليم يبحث مع وفد بنك الاستثمار الأوروبي تعزيز التعاون بقطاع التعليم الفني ومدارس التكنولوجيا التطبيقية «الوطنية للصحافة»: جوائز التميز القادمة ستشمل المواقع الإلكترونية رئيس الوزراء :الحكومة والبنك المركزي يعملان لضمان استدامة المؤشرات الإيجابية للاقتصاد المصري

المرأة بين الذكاء الاصطناعي والإعلام الرقمي: حضور جديد أم استلاب رقمي؟

في زمنٍ يعيد فيه الذكاء الاصطناعي والإعلام الرقمي رسم خريطة التأثير البشري، تقف المرأة على مفترق طرق: هل هي فاعل رئيسي في هذا المشهد الجديد، أم ضحية لتحوّلات تكنولوجية تتجاهل خصوصيتها وتُعيد إنتاج الصور النمطية عنها؟

سؤال لم يعد ترفًا فكريًا، بل أصبح ضرورة ملحّة في ضوء الواقع الرقمي المتسارع الذي نعيشه.

الذكاء الاصطناعي: مساحة تمكين أم مرآة لتحيزات قديمة؟

منحت تقنيات الذكاء الاصطناعي النساء أدوات قوية للولوج إلى مجالات ظلت مغلقة لعقود، مثل البرمجة، والتحليل البياني، وصناعة المحتوى، وحتى الفنون الإبداعية المدعومة بالخوارزميات. أتاح هذا التقدم للمرأة فرصًا للعمل عن بُعد، وتحقيق الاستقلال المادي، والمشاركة في بناء المستقبل الرقمي.

لكن، هذه المساحة الواعدة لا تخلو من المخاطر. فالخوارزميات تُدرَّب على بيانات تعكس الواقع، وإذا كان هذا الواقع يحمل تحيزًا ضد المرأة، فإن الذكاء الاصطناعي قد يُعيد إنتاج هذا التحيّز بشكل ممنهج. خوارزميات التوظيف، على سبيل المثال، قد تُقصي النساء من وظائف تقنية بسبب بيانات تدريبية غير متوازنة. وهكذا، نجد أنفسنا أمام تطور تكنولوجي يحمل في طياته صراعًا معرفيًا وأخلاقيًا حول تمثيل المرأة وإنصافها رقميًا.

الإعلام الرقمي: المنبر والمرآة والمصيدة

لا يمكن إنكار أن الإعلام الرقمي، بمختلف منصاته من مواقع إلكترونية وتطبيقات إخبارية ومنصات تفاعلية، قد منح المرأة فضاءً للتعبير لم يكن متاحًا بهذا الاتساع من قبل. أصبحت المرأة صانعة محتوى، وناشطة رقمية، وقائدة رأي عام، سواء في قضايا اجتماعية أو نسوية أو ثقافية.

لكن هذا الفضاء الرقمي لا يخلو من الإشكاليات. فالمرأة كثيرًا ما تتعرض في الإعلام الرقمي إلى التنميط، والتشييء، والتعرض لهجمات إلكترونية تتخذ من هويتها أو جسدها أو آرائها سلاحًا ضدها. كما أن ضغط الظهور المستمر، والركض وراء التفاعل، قد يُجبر بعض النساء على تقديم صورة نمطية عن الذات ترضي الجمهور الرقمي لا الواقع الحقيقي.

من الحضور إلى التأثير: رؤية لمستقبل أكثر عدالة

إذا أردنا مستقبلًا رقميًا أكثر عدالة، فعلينا أولًا أن نعيد النظر في تمثيل النساء داخل بنية صناعة التكنولوجيا والإعلام ذاتها. يجب أن تكون المرأة جزءًا من فرق تطوير الخوارزميات، ومن فرق التحرير وصناعة القرار الإعلامي، وأن تُدعم في الحصول على التدريب الرقمي المتقدّم، والمشاركة في وضع السياسات الاتصالية الجديدة.

كما ينبغي على المؤسسات الأكاديمية والإعلامية أن تتبنى منهجًا نقديًا في تناول العلاقة بين المرأة والتكنولوجيا، لا يكتفي برصد الظواهر، بل يعمل على مساءلتها واقتراح بدائل أكثر إنصافًا واستدامة.

كلمة أخيرة

الذكاء الاصطناعي والإعلام الرقمي ليسا مجرد أدوات، بل هما فضاءان يعيدان تشكيل الوعي والمعنى. ووسط هذا التشكل الجديد، تبقى المرأة في موقع حساس، بين فرص لا حدود لها، ومخاطر لا يمكن تجاهلها. فلتكن هذه المرحلة دعوة للوعي، ولصياغة حضور رقمي نسوي، أكثر استقلالًا وفاعلية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!