الهام فايد تكتب.. هل ينتصر القضاء لمظاليم الثانوية العامة؟

حالات كثيرة من الإغماء والإنهيار العصبي التى تصل أحيانًا إلى الإنتحار شنقا أو بالسم وربما بالقفز من أعلى العمارات الشاهقة، هكذا كانت ملامح طلاب الثانوية العامة، فور إنطلاق الامتحانات، المعروفة بـ”البعبع”، الذي يطارد الطلاب والأسرة فى نفس الوقت، بسبب الشحن المعنوي والنفسي الزائد والضغط العصبي علي شباب في سن المراهقة لتجد حالات من فقد الوعي والإنتحار والوفاة بين عدد من الطلاب وهو أمر أصبح تكراره شئ عادي خلال كل عام لتصبح الثانوية شبح يطارد أرواح الأسر المصرية.
وكشفت دراسة اجرتها وزارة الصحة المصرية بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم والجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، ان 21.5% من طلاب المرحلة الثانوية يفكرون في الانتحار، في حين يعاني 29.3% مشاكل نفسية، بينها القلق والتوتر والاكتئاب، و19.5% بلغوا حد إيذاء النفس، وأن 33.4% من العينة التي قدرت بعشرة آلاف و648 طالبا وطالبة لجؤوا للعلاج لدى طبيب نفسي.
للاسف نظام الثانوية العامة يحوي العديد من السلبيات التي تشكل أحد أبرز الأسباب المؤثرة على نفسية الطلبة والمكسبة للعديد من الأمراض النفسية والعصبية التي قد تدفع في النهاية إلى التفكير بالانتحار، في ظل انحسار حياة طالب الثانوية العامة في المتابعة بين حضور الدروس الخصوصية وحصر قيمته في مجموع دراسته والكلية التي سيلتحق بها، والتجاهل التام لمهاراته الخاصة ونشاطه البعيد عن الدراسة.
وبعد ظهور نتيجة الثانوية لا بد أن نرضى بقضاء الله تعالى وقدره، فالجميع اجتهد والتوفيق من عند الله سبحانه وتعالى، فيجب على كل أب وأم عدم مقارنة أبنائهم بالآخرين.. فكل طالب له ظروفه وقدراته، ومن الممكن خوض التجربة مرة أخرى لتحقيق الأحلام والحصول على مجموع مرض، فلا بد أن نفرح ونشجع أبناءنا ولا نقسو عليهم فى العتاب فى حاله عدم الحصول على مجموع معين.
الحياة لا تتوقف عند الثانوية العامة. لذا إذا كانت النتيجة أقل من المتوقع، فلا تيأس. فالأمر ليس نهاية العالم. يمكنك دائمًا إعادة المحاولة أو اختيار مسار مختلف، فهناك العديد من الخيارات المتاحة أمامك .
عزيزتى الام، عزيزى الاب: اغرسوا في أبنائكم الثقة بالنفس وأخبروهم أنكم فخورون بإنجازهم بغض النظر عن النتيجة وأن العبرة بالنجاح في الحياة وليس فى الثانوية العامة، ولا تلقوا عليهم مزيدا من الضغوط والتوتر بعدم الرضا عن النتيجة، فالثانوية محطة في طريق الحياة.. وليست نهاية المطاف والتعثر والوقوع ليس سقوطا.. شجعوا اولادكم ليستعيدوا ثقتهم بانفسهم من جديد وبشروهم بان القادم افضل باذن الله بعد الاستفاده من الاخطاء السابقة.
فى النهاية احب ان اشير الى ان هناك دعاوى قضائية تم رفعها ضد نتائج وتصحيح أوراق امتحانات الثانوية العامة 2025 حيث شابها العديد من الأخطاء، نظرا لغياب نماذج الإجابات المعتمدة فى التصحيح بما ساهم فى خلق حالة من اللبس والشكوك وعدم الثقة حول دقة النتائج، والعديد من الطلاب فوجئوا بنتائجهم على الرغم من أنهم أجابوا بشكل جيد، حيث تعرضوا لصدمات كارثية بسبب تدني درجاتهم رغم بذلهم جهدًا كبيرًا في الامتحانات وتأكدهم من ذلك،.
واعتقد ان الهدف من هذه الإجراءات القانونية هو إعادة الحقوق إلى أصحابها، وكذلك إلزام وزارة التربية والتعليم بكشف الحقائق أمام الرأي العام لتوضيح الملابسات التي رافقت عملية التصحيح، وذلك لحفظ حق الطلاب واولياء امورهم




