منتدى أفريقيا يناقش مأساة الفاشر: أكثر من 500 يوم تحت الحصار

نظم منتدى أفريقيا ندوة بعنوان «الفاشر.. أكثر من 500 يوم تحت الحصار»، وذلك بمقر حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، لبحث الأوضاع الإنسانية الكارثية في مدينة الفاشر السودانية، عاصمة شمال دارفور، وما تواجهه من مجاعة وحصار خانق منذ أكثر من عام ونصف.
شارك في الندوة كل من:
الصادق علي حسن، رئيس المجموعة السودانية للدفاع عن الحقوق والحريات،
الكاتبة الصحفية هانم آدم، الصحفية والأستاذة الجامعية،
الكاتب الصحفي خالد محمود مدير الندوة،
إلى جانب حضور ممثلين عن حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، من بينهم وائل توفيق أمين العمال، ومحمد عواد من المنظومة العمالية، وعدد من الصحفيين والنشطاء السودانيين والمصريين.
استهلت الصحفية السودانية هانم آدم حديثها متسائلة:
> «لماذا تظل الفاشر محاصرة لأكثر من 500 يوم؟»
وأجابت بأن المدينة ذات أهمية استراتيجية واقتصادية وعسكرية، إذ تربط السودان بمصر وليبيا، وتمثل آخر معاقل الحكومة السودانية في دارفور، مشيرة إلى أن السيطرة عليها تعني عمليًا السيطرة على السودان كله.
وأضافت أن الفاشر تعاني من كارثة إنسانية شاملة، حيث انقطعت المساعدات الغذائية والطبية، وتوقفت المستشفيات عن العمل، ما اضطر المدنيين إلى أكل الأشجار وعلف الحيوانات، الذي لم يعد متوافر بدوره. وأكدت أن عدد النازحين من الفاشر تجاوز 112 ألف شخص، مع انتشار ظواهر مأساوية مثل الاغتصاب الجماعي والزواج القسري واختطاف الفتيات.
من جانبه، أعرب الصادق علي حسن عن شكره لمصر وحزب التحالف الشعبي على استضافتهم، قائلاً إن السودان «تجاوز مرحلة السيطرة»، موضحًا أن كيلو السكر في الفاشر تجاوز 5000 جنيه سوداني بسبب الحصار.
وانتقد حسن تقاعس الأمم المتحدة عن التدخل الفعّال، مؤكدًا أن طرفي النزاع في السودان «لا يمتلكان مقومات إدارة دولة حتى لو انتصر أحدهما»، وأن ضحايا الحرب الحقيقيين هم المدنيون.
وأضاف أن تدفق السلاح إلى السودان يتم عبر قنوات مرتبطة بـ«الإسلام السياسي»، داعيًا إلى وقف الحرب فورًا وإحياء دور المجتمع المدني في مواجهة الكارثة.
شهدت الندوة سلسلة من المداخلات من الحضور الذين شددوا على أهمية التحرك الإعلامي والإنساني لإنقاذ المدنيين في الفاشر.
وقالت حنان حجاج، مديرة تحرير الأهرام، إن الملف الإنساني «غائب تمامًا عن أطراف النزاع»، داعية الأمم المتحدة لتبنيه فورًا.
أما الصحفية إسلام محمد من الفاشر، فقد طالبت بإطلاق حملة إعلامية بعنوان “أنقذوا الفاشر” لتسليط الضوء على المأساة.
وأكد المحامي السوداني حاتم خورشيد أن «الضحية الأولى والأخيرة هو المواطن السوداني»، مطالبًا الصحافة المصرية بالتحرك الفوري لتغطية ما يحدث.
كما دعا الناشط فيصل محمد إلى إنهاء الصمت العربي تجاه السودان، مؤكدًا أن المأساة السودانية تفوق في بعض جوانبها حجم الكارثة في غزة، لكنها لا تحظى بالتغطية الإعلامية الكافية.
فيما شدد الدكتور شريف الجندي على ضرورة إطلاق حملات شعبية مصرية للتضامن مع السودان ونقل الصورة الحقيقية للمواطن المصري.
اتفق المتحدثون على أن وقف الحرب هو المدخل الأول لأي حل، وأن الضغط الدولي يجب أن يوجه نحو الأطراف الداعمة للنزاع لفتح ممرات إنسانية آمنة.
وختمت هانم آدم بالتأكيد على أن الصحافة السودانية «كانت ضحية للحرب وليست محرضة عليها»، داعية إلى تعاون الصحفيين المصريين والسودانيين في فضح الانتهاكات ونشر الوعي الدولي حول مأساة الفاشر.
ختام الندوة
اختُتمت الندوة بدعوة من منتدى أفريقيا وحزب التحالف الشعبي الاشتراكي لكل النشطاء والصحفيين في مصر والعالم العربي لتوحيد الجهود تحت شعار #أنقذوا_الفاشر، مؤكدين أن السكوت على المجاعة والإبادة في السودان خيانة للضمير الإنساني.




