سيدات تحالف الطريق يخضن منافسة شرسة في دوائر القاهرة الكبرى في مواجهة المال السياسي وعتاولة أحزاب الموالاة

سيدات «الحركة المدنية»… وعي وثقافة وقدرة على المواجهة

مرشحات «تحالف الطريق» رؤية سياسية بأجندة تسعى للعدالة والمساواة وتكافؤ الفرص

في سباق انتخابي يزداد سخونة مع اقتراب موعد انتخابات مجلس النواب، تبرز مجموعة من السيدات اللاتي قررن خوض المعترك السياسي تحت راية تحالف الطريق الذي يضم حزبي الدستور والمحافظين اللذان يرفعان مبادئ العدالة والمساواة، في مشهد يعكس حضورًا نسائيًا واعيًا يسعى لتصحيح المعادلة داخل البرلمان المقبل، عبر تمثيل فعّال لقضايا المرأة والمجتمع.

حيث يأتي ترشح وفاء صبري، رشا عبدالرحمن، لاميس خطاب، فائقة محمد عطية طلبة، وإيريني وديع ليجسد نموذجًا متنوعًا من الخبرات والاتجاهات الفكرية، يجمع بين المهنية، والوعي السياسي، والالتزام بمبادئ الأحزاب المدنية الديمقراطية.

وفاء صبري.. صوت العدالة في دائرة مصر الجديدة 

المرشحة وفاء صبري تخوض الانتخابات عن دائرة مصر الجديدة ومدينة نصر والنزهة كـ«فردي مستقل» ضمن حزب الدستور، مستندة إلى تاريخها في العمل المجتمعي والدفاع عن قضايا المواطنين.

تميز وفاء صبري يكمن في قدرتها على الموازنة بين العمل الميداني والفكر الإصلاحي، حيث تؤمن أن العدالة تبدأ من تحسين الخدمات العامة وضمان الشفافية في الإدارة المحلية.

كما تركز رؤيتها السياسية على دعم الشباب وتمكين المرأة اقتصاديًا، بجانب تطوير منظومة التعليم والصحة، وهو ما يجعلها نموذجًا قادرًا على كسر النمط التقليدي للنائبات عبر الأداء البرلماني الفعّال لا الرمزي.

رشا عبدالرحمن.. من شبرا إلى البرلمان

تخوض رشا عبدالرحمن سباق الانتخابات عن دائرة أول وثان شبرا الخيمة ممثلة لحزب الدستور، وتعد من الشخصيات التي تمتلك رصيدًا كبيرًا من العمل التطوعي والاجتماعي في المناطق الشعبية.

تميزها نابع من قربها من هموم الناس، وقدرتها على ترجمة مشاكل الدائرة إلى حلول تشريعية قابلة للتطبيق، حيث تؤمن رشا أن العدالة الاجتماعية لا تتحقق بالشعارات، بل بإجراءات واقعية مثل تطوير المدارس الحكومية، وتحسين البنية الصحية، وتوسيع برامج دعم المرأة العاملة.

انتماؤها إلى حزب الدستور يعزز حضورها في معسكر يسعى لترسيخ المساواة بين المواطنين ومراقبة أداء الحكومة بجدية، بما يجعلها من الأصوات التي يمكن أن تُحدث توازنًا حقيقيًا داخل المجلس.

لاميس خطاب.. وجه سياسي برؤية مدنية

المرشحة لاميس خطاب تخوض المنافسة عن دائرة الظاهر والوايلي والأزبكية وقصر النيل كمرشحة فردية مستقلة عن حزب المحافظين، وهو حزب يتبنى خطًا مدنيًا إصلاحيًا يركز على الاقتصاد والحوكمة.

لاميس خطاب تنتمي إلى جيل جديد من السيدات اللواتي يحملن فكرًا مؤسسيًا حديثًا، يزاوج بين التمكين السياسي والرقابة البرلمانية الذكية.

تميزها يتمثل في رؤيتها لمفهوم “العدالة التنافسية”، أي أن الدولة العادلة هي التي تتيح فرصًا متكافئة للجميع، لا سيما في مجالات التشغيل والتعليم وريادة الأعمال.

وتسعى خطاب لأن تكون جزءًا من معادلة إصلاح البرلمان عبر مقترحات تشريعية توازن بين الحرية والمسؤولية، وتعيد الثقة بين المواطن ومؤسسات الدولة.

فائقة محمد عطية طلبة.. صوت القاهرة 

في دائرة السيدة زينب والدرب الأحمر وعابدين، تخوض فائقة محمد عطية طلبة الانتخابات ممثلة عن حزب الدستور، وتعد من السيدات صاحبات البصمة الواضحة في العمل الأهلي والإنساني.

تميزها يكمن في ارتباطها الوثيق بمناطق القاهرة القديمة، وفهمها العميق لطبيعة سكانها واحتياجاتهم.

حيث تؤمن فائقة طلبة أن العدالة ليست مجرد قوانين، بل هي شعور المواطن بالكرامة والإنصاف، وتضع على رأس أولوياتها تحسين مستوى المعيشة، وتطوير الخدمات في المناطق التراثية، والحفاظ على الهوية الثقافية للقاهرة التاريخية.

بينما موقفها السياسي ينسجم مع توجه حزب الدستور نحو العدالة الاجتماعية ومراقبة الأداء التنفيذي من منظور إنساني ومجتمعي شامل.

ويمكن القول إن تجمع المرشحات الأربعة بين تنوع الانتماء الحزبي وتوحد الهدف، فهن يعبرن عن جيل نسائي جديد يسعى لأن يمثلن الشعب بجميع أطيافه وحمل همومه أمام السلطة التنفيذية لتحقيقها.

وبين من جاءت من قلب المجتمع الشعبي، ومن تملك أدوات التشريع والفكر المدني، يتشكل مشهد انتخابي يعكس تطور الوعي السياسي لأحزاب الحركة المدنية الممثلة في تحالف الطريق الذي يضم حزبي المحافظين والدستور.

ويمكن القول إن هذه الترشيحات النسائية ليست مجرد رمزية، بل محاولة حقيقية لتحقيق المعادلة الصعبة (العدالة والمساواة في واقع سياسي يتغير بخطوات محسوبة نحو الجمهورية الجديدة).