ندوة سياسية حول السودان وانعكاساته على الأمن القومي المصري بالحزب الاشتراكي المصري

نظم الحزب الاشتراكي المصري ندوة سياسية مهمة تحت عنوان “تطورات الوضع في السودان وانعكاساته على الأمن القومي المصري”.

 

شهدت الندوة حضور نخبة من القيادات السياسية والمفكرين، من بينهم من قيادات الحزب الاشتراكي المصري: أحمد بهاء شعبان، كريمة الحفناوي، ومحمد حسن خليل، إلى جانب عدد من الشخصيات السياسية والإعلامية السودانية البارزة، من بينهم: الأستاذ علي سعيد عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوداني،
الأستاذ مبارك الفاضل المهدي رئيس حزب الأمة السوداني،
الأستاذ عثمان ميرغني رئيس تحرير صحيفة التيار السودانية،
الدكتور نبيل نجم الدين الكاتب المتخصص في العلاقات الدولية،
والأستاذة أسماء الحسيني الكاتبة الصحفية ومديرة تحرير صحيفة الأهرام.

 

استهل الدكتور نبيل نجم الدين حديثه بالتأكيد على أن “النظام السابق برئاسة عمر البشير هو من أفرز قوات الدعم السريع”، موضحًا أن خطورة المشهد الحالي لا تتعلق فقط بالشعب السوداني، بل تمتد لتشكل تهديدًا لسيادة الدولة نفسها، مشيرًا إلى أن “الصراع بين قوتين متصارعتين لا يمكن أن ينتج عنه سوى الخراب، فكل الأطراف خاسرة”.

من جانبه، أكد مبارك الفاضل المهدي أن الوضع في السودان “بالغ الخطورة”، مشيرًا إلى أن الصراع بين القوات المسلحة والدعم السريع تسبب في “مجاعة ونزوح لما يقرب من نصف سكان السودان”، لافتًا إلى أن الدولة السودانية أصبحت “شبه غائبة عن السيطرة”.
وأضاف أن “الصراع الدائر في جوهره هو صراع على السلطة والثروة”، رغم أن السودان يمتلك موارد طبيعية هائلة لم تُستثمر بسبب فشل الأنظمة السابقة.

أما عثمان ميرغني، رئيس تحرير صحيفة التيار، فقد حذر من أن استمرار الصراع حتى نهاية العام “سيقود السودان نحو مزيد من التفتت وربما إلى نشوء دولة ثالثة”، مؤكدًا أن عامل الزمن حاسم، وأن المفاوضات يجب أن تُجرى مع القوى السياسية لا العسكرية.
وشدد على أن مصر من أكثر الدول تأثرًا بما يجري في السودان، بحكم الجوار الجغرافي، قائلاً: “النار تقترب من الشمال، واشتداد الصراع بين الدعم السريع وما تبقى من مؤسسات الدولة يمثل تهديدًا مباشرًا للأمن القومي المصري.”

 

أكدت أسماء الحسيني، مديرة تحرير الأهرام، أن القيادة المصرية “جزء من الرباعية الدولية الساعية لحل الأزمة السودانية”، لكنها حذرت من أن طريق السلام “محفوف بالمخاطر”، موضحة أن “وقف إطلاق النار ليس هو السلام الحقيقي”.
وشددت على ضرورة “حقن دماء السودانيين الذين يعيشون أوضاعًا مأساوية في مخيمات النزوح”، ودعت القوى المدنية إلى لعب دور أكبر في “وقف نزيف الدم وتوحيد الخطاب الإعلامي”، محذّرة من أن استمرار الفوضى سيحوّل السودان إلى “دولة هشة تستقطب الإرهابيين والمرتزقة من مختلف أنحاء العالم”.

كما تحدثت إنتصار العقيلي من السودان، مؤكدة أن ما يحدث في بلادها يشكل “خطرًا مباشرًا على الأمن القومي المصري”، مشيرة إلى أن السودان يمثل “طوقًا استراتيجيًا يحيط بالحدود المصرية الجنوبية”.

وفي السياق ذاته، شدد ساطع محمد، رئيس الحزب الناصري السوداني، على ضرورة فهم “الأسباب التاريخية للحروب في السودان منذ عام 1884″، موضحًا أن “مصر تواجه تحديات كبرى في حماية أمنها المائي وحدودها البرية”، ومتهمًا جماعة الإخوان المسلمين بـ”تأجيج النزاعات وترسيخ الاستبداد ورفض التعددية”.

واختتمت الندوة بمداخلة للصحفية السودانية سماح طه، التي دعت الإعلام المصري إلى “فتح منابره أمام الإعلاميين السودانيين لنقل صوت الشعب ومعاناته”، مؤكدة أن “التضامن الإعلامي العربي يمكن أن يسهم في دعم الحلول السلمية وإنهاء معاناة السودانيين”.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!