نقيب أطباء الأسنان: تضارب السياسات وراء أزمة الخريجين وسوق العمل لم يعد يستوعب الأعداد المتزايدة

أكد الدكتور إيهاب هيكل، نقيب أطباء الأسنان، أن أزمة خريجي كليات طب الأسنان في مصر تعود بالأساس إلى تضارب السياسات بين جهات الدولة المختلفة، مشددًا على أن نظام التكليف لم يعد حلًا فعّالًا في ظل العجز الواضح بسوق العمل عن استيعاب الأعداد المتزايدة من الخريجين.
وأوضح هيكل، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج «أهل مصر» على قناة «أزهري»، أن وزارة الصحة باتت تطبق نظام التكليف وفقًا للاحتياج الفعلي، وهو ما ترتب عليه تعيين أعداد محدودة فقط من خريجي دفعة 2023، بينما اتجه باقي الخريجين إلى سوق العمل الخاص الذي يعاني من حالة تشبع شديدة.
وأشار نقيب أطباء الأسنان إلى وجود خلل كبير في التوزيع الجغرافي للأطباء، لافتًا إلى أن محافظة القاهرة وحدها تضم نحو 30 ألف طبيب أسنان مسجلين بالنقابة من إجمالي يقارب 38 ألف عيادة على مستوى الجمهورية، ما يعكس تكدسًا في محافظات بعينها مقابل عجز في محافظات أخرى.
وأضاف أن عددًا كبيرًا من الخريجين يواجه صعوبات حقيقية في الحصول على فرص تدريب مناسبة، مؤكدًا أن بعضهم لا يجد حتى تدريبًا مجانيًا، الأمر الذي يثير مخاوف بشأن جودة الخدمات الطبية خلال السنوات المقبلة.
وشدد هيكل على ضرورة إعادة النظر في سياسات القبول بكليات طب الأسنان، وضبط الطاقة الاستيعابية بما يتوافق مع احتياجات سوق العمل والتركيبة السكانية، موضحًا أن الأزمة لا تتعلق بإنشاء كليات جديدة بقدر ارتباطها بقبول أعداد ضخمة سنويًا دون تخطيط مدروس.
وفي سياق متصل، كان نقيب أطباء الأسنان قد أكد في تصريحات سابقة أن النقابة حذرت منذ عام 2016 من تفاقم البطالة بين أطباء الأسنان، وقدمت دراسات تفصيلية للجهات المعنية، بما في ذلك الوزارات ومستشار رئيس الجمهورية.
وأوضح أن السبب الرئيسي لزيادة الأعداد يرجع إلى إقبال الطلاب على كليات القمة، إلى جانب سهولة إنشاء كليات طب الأسنان والصيدلة مقارنة بكليات الطب البشري، نظرًا لانخفاض تكلفتها وعدم حاجتها إلى مستشفيات تعليمية، رغم تقارب المصروفات الدراسية، وهو ما يحقق أرباحًا أكبر للقطاع الخاص.




