الأردن: القضية الفلسطينية كانت وستبقى أولويتنا الأولى
اكد أيمن الصفدى وزير الخارجية وشؤون المغتربين في المملكة الأردنية الهاشمية، أن القضية الفلسطينية كانت وتبقى أولويتنا الأولى.
وقال الوزير الأردنى -في كلمته أمام اجتماع الدورة الـ156 لوزراء الخارجية العرب بمقر الجامعة العربية اليوم الخميس- إن استمرار غياب آفاق حلها على الأسس التي تلبي جميع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق هو أساس التوتر والصراع في المنطقة.
وأضاف “ستظل منطقتنا أسيرة الصراع والتوتر ما لم ينته الاحتلال، ويحصل الشعب الفلسطيني الشقيق على كل حقوقه، وفي مقدمها حقه في الحرية والدولة المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس المحتلة، على خطوط الرابع من حزيران للعام 1967 لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل، على أساس حل الدولتين، ووفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية”.
وأكد أن السلام العادل الذي يلبي الحقوق وتقبله الشعوب هو خيارنا الاستراتيجي، مشددا على أن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق هذا السلام، وهذا هدف ستظل المملكة الأردنية الهاشمية تبذل كل جهد ممكن من أجل تحقيقه، بالتنسيق مع أشقائنا وشركائنا في المجتمع الدولي، وخصوصا مع الولايات المتحدة الأمريكية، التي نثمن ما أعلنته من مواقف، وما اتخذته من خطوات، تؤكد التمسك بحل الدولتين، ورفض الاستيطان وكل الخطوات الأحادية التي تقوضه.
وقال الصفدي إن القمة الأردنية- المصرية- الفلسطينية التي استضافها الرئيس عبدالفتاح السيسي في القاهرة الشهر الحالي جهد مشترك عكس رؤيتنا المشتركة إزاء متطلبات الحل، وعملنا المستمر لإسناد أشقائنا، ولضمان تهدئة مستدامة في جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة والمحاصرة.
وأضاف “وتتكرس التهدئة من خلال إعادة الإعمار في غزة، وشرطها الحتمي هو وقف كل الإجراءات الإسرائيلية الاستفزازية واللاشرعية التي تقوض حل الدولتين، وبالتالي كل فرص تحقيق السلام، خصوصا بناء المستوطنات وتوسعتها ومصادرة الأراضي وتهجير الفلسطينيين من بيوتهم”.
وقال “القدس، درة المدن، وتوأم عمان، هي مفتاح السلام ، ومقدسات القدس الإسلامية والمسيحية هي أولوية الوصي عليها، صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله ، واحترام حق المقدسيين في الشيخ جراح وسلوان في بيوتهم ضرورة للسلم. وتهجيرهم منها جريمة حرب لا يمكن قبولها”.
وشدد على ضرورة احترام الوضع التاريخي والقانوني في المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف فالمساس بالمقدسات هو استفزاز لمشاعر مئات الملايين من المسلمين والمسيحيين.
وأعاد تأكيد أهمية دعم السلطة الوطنية الفلسطينية وإسنادها في جهودها لتلبية حقوق شعبها، وفي مواجهة التحديات الاقتصادية، وقال “نشدد على أهمية أن يكون صوتنا واحدا، وفعلنا مؤثرا إزاء دعم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأنروا) ، فالوكالة تواجه عجزا ماليا يهدد قدرتها الاستمرار في تقديم خدماتها. سد هذا العجز يتطلب دعماً إقليمياً ودولياً مستداما. وستنظم المملكة ومملكة السويد مؤتمراً دوليا جديدا لدعم الوكالة. نأمل أن يحظى هذا المؤتمر بحضوركم، ودعمكم”.
وتطرق وزير الخارجية الأردني إلى الأزمة السورية، قائلا “تستمر الأزمة السورية كارثة حصادها الخراب والدمار والقتل وتشريد الأبرياء وتهميش دولة عربية رئيسة، غياب دورنا الجماعي في جهود وقف هذه المأساة لم يكن يوما مبررا، ولم يعد مقبولا، ونقترح أن نتفق على آلية عمل تفعل دورا مشتركا لنا في جهود التوصل لحل سياسي للأزمة، يحفظ وحدة سوريا وتماسكها، ويعالج تبعات الأزمة الإنسانية والاجتماعية والأمنية والسياسية”.
وأضاف “كما نؤكد على أهمية البناء على ما أنجز على طريق حل الأزمة الليبية، وعلى ضرورة تنفيذ الاتفاقات والتفاهمات التي تم التوصل إليها لإنهاء الأزمة الليبية”.
وأردف “ونؤكد على أن أمن العراق واستقراره ركيزة لأمن المنطقة. فما حقق العراق من نصر على الإرهاب هو نصر لنا جميعا، وما سيحققه من إنجاز وتنمية هو إنجاز لنا جميعا، ستظل المملكة تدعم العراق الشقيق وجهود حكومته تحقيق طموحات شعبها، وآلية التعاون الثلاثي بين المملكة ومصر والعراق هي تبدي عملاني لقوة العلاقات، وخطوة فاعلة للبناء على التكامل في مسار يصب حتماً وتصميماً في تعزيز العمل العربي المشترك”.
وقال إن أمن لبنان يشكل جزءا من أمننا المشترك، وإن لبنان الشقيق يواجه اليوم تحديات صادمة في طبيعتها، وفي ما تمثله من مؤشر على الخطر الذي يواجه هذا البلد العربي الرئيس، الذي نأمل أن يعود منارة، وأنموذجاً في الاستنارة. واكد دعم المملكة للبنان بكل ما تستطيع ، وعلى ضرورة حماية لبنان البلد والشعب من المآلات الخطرة التي يواجه، وتطرق الى التطورات في أفغانستان ، مؤكدا أهمية احترام حقوق مواطنيه ومقيميه ومكتسباته.
وأضاف أن حل العديد من أزمات المنطقة السياسية يتأثر بعوامل بعضها خارج مساحة تأثيرنا المباشر ، لكن تعزيز تعاوننا الاقتصادي حتمي الانعكاس الإيجابي علينا كلنا هو قرارنا نحن.
وتابع “التحديات التي تواجه عالمنا العربي كبيرة. لكن الفرص والطاقات والإمكانات التي يملك أكبر. وندعو في المملكة إلى التحرك العملاني السريع لترجمة هذه الفرص واقعا والإفادة من هذه الطاقات خدمة لمصالحنا جميعا في هذا الزمن العربي الصعب”.