هل يلقى إبراهيم عيسى نفس مصير فرج فوده؟

 

على بعد خطوات من الجمعية المصرية للتنوير، أٌطلقت رصاصات الغدر تجاه المفكر الراحل فرج فودة، ليسقط قتيلًا وذلك بعد دعوات صريحة تستبيح دمه، لأفكارأ رأت فيها الجماعات الإرهابية أنها ضد الشريعة والدين وتحض على الضرب فى الثوابت الدينية.

وفى التحقيقات، أعترف أحد المهتمين فى القضية بأنه قتل فوده بسبب فتوى عمر عبدالرحمن، مفتى الجماعة الإسلامية بقتل المرتد وذلك عام 1986، حيث أكد بأنه تلقى تكليفًا من القيادي بالجماعة صفوت عبدالغني تفيد قتل فودة.

ما بين المفكر فرج فودة وإبراهيم عيسى، شبه واضح إذ اتجهت أفكار الاثنين نحو التشديد على خطورة الدولة الدينية، ومحاربة الأفكار المتطرفة، والخروج عن التقليد، وأيضًا نظر إليهما المتعصبون باعتبارهما يقصدان ضرب الثوابت الدينية أو التشكيك فى النصوص النقلية.

وفى 8 يونيه 1992، نالت يد الإرهاب من المفكر الراحل فرج فودة، وذلك بعد أيام من مناظرة معرض القاهرة الدولي للكتاب، والتى جاءت بعنوان «مصر بين الدولة الدينية والدولة المدنية»، حيث تم اتهامه فى دينه وأفكاره وعقديته، بعد آراء منسوبة له رأى جهاديون أنها مخالفة للشرع والدين.

وقال فرج فودة: «لا أحد يختلف على الإسلام الدين، ولكن المناظرة اليوم حول الدولة الدينية، وبين الإسلام الدين والإسلام الدولة، رؤية واجتهاداً وفقهاً، الإسلام الدين في أعلى عليين، أما الدولة فهي كيان سياسي وكيان اقتصادي واجتماعي يلزمه برنامج تفصيلي يحدد أسلوب الحكم”. لينهي كلمته بالدعوة إلى الله أن يهتدي الجميع بهدي الإسلام، وأن يضعوه في مكانه العزيز، بعيدا عن الاختلاف والمطامع»، كانت هذه آخر كلمات المفكر فرج فودة خلال الندوة الذى شاركه فيها الدكتور محمد الغزالى العضو السابق فى الإخوان، والمستشار مأمون الهضيبى المرشد العام لجماعة الإخوان الإرهابية وقتها.

وخلال اللقاء، اشتد التعنيف تجاه المفكر فرج فودة، حيث انطلقت صيحات الاستهجان، وبدأت حملة ممنهجة من التجييش الإعلامي ضد فكر الرجل وتصريحاته، حتى نالت يد الإرهاب منه فى يونيو 1992.

وخلال الأيام الماضية، ترددت مخاوف داخل الأوساط الإعلامية والفكرية، تحذر من أن يلقى إبراهيم عيسى الذى تحدث بشأن ثبوت معجزة «المعراج»، وهو ما رفضه الآلاف من المواطنين فى إشارة إلى محاولته التشكيك فى الثوابت الدينية.

رسائل تضامن ودعم لـ «عيسى»، خلال الأيام الماضية شملت إعلاميين ومفكرين وأدباء وكتاب، ليس فى مضمون حديثه بشأن ثبوت نص قرآني، إنما حثت على ضرورة الفكر والإبداع .

تلك الرسائل المتداولة جاءت أيضًا فى إطار الرفض التام لأى دعوى بشأن استباحة دم الرجل، حيث أكدوا على أن النقاش يحمل تبادل الحديث ولا يرحب لاستدعاء دعوات القتل.

هذا وكان المركز العالمي للفتوى التابع للأزهر، قد قال في منشور على فيسبوك إن “الإسراء والمعراج من معجزات النبي محمد المتواترة”، مضيفا أن “محاولات الطّعن البائسةِ في صحابةِ النبي يعتبر جرما محرما”، بحسب وصف المركز.

وكان الإعلامي المصري، إبراهيم عيسى، قد ضرب نماذج لقصص وشؤون دينية تحمل أكثر من جانب، حتى أتى الحديث عن الإسراء والمعراج، معتبرا الأخيرة قصة وهمية كاملة “دي قصة وهمية كاملة، كتب السيرة والتاريخ والحديث هي اللي بتقول كده، لكن هو بيصدرلك الكتب اللي بتقول إنها حصلت، واللي بتنفي حدوث المعراج لا يتم الإشارة إليها”.

ووسط مخاوف الآلاف من تكرار نفس المصير، يبقى السؤال مطروحًا هل يلقى إبراهيم عيسى نفس مصير فرج فوده؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار