خلال اجتماع لجنته المركزية.. الحزب الشيوعي: زيادة المرتبات هزيلة.. ولابد من توافر برنامج وطني لتحقيق الديمقراطية والإفراج الفوري عن المحبوسين
اجتمعت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي المصري، يوم الجمعة، لمناقشة مشاريع التقارير المقدمة من المكتب السياسي.
وجاءت مشاريع التقارير التي ذكرها الحزب الشيوعي المصري كالتالي:-
1- مشروع التقرير السياسي حول الوضع الداخلي والتطورات على الساحات العالمية والعربية والإقليمية.
2- مشروع تقرير عن الآداء الحزبي العام في الفترة بين اجتماعي اللجنة المركزية واقتراحات لتطوير الأداء التنظيمي.
3- مشروع تقرير عن خطة التثقيف الحزبي للعام المقبل.
4- مشروع تقرير عن تطوير الأداء الإعلامي للحزب
بدأ الاجتماع بتوجيه التحية لكل الرفاق الراحلين الذين قضوا عمرهم بخدمة قضايا الشعب والوطن والدفاع عن مصالح الطبقة العاملة والفلاحين وكل الكادحين، والذين شاركوا في إعادة تأسيس الحزب الشيوعي المصري.
كما وجهت التحية إلى الفنان الدكتور أسامة السروي على إهدائه تمثال نصفي للرفيق الراحل محمود أمين العالم لمركز آفاق اشتراكية في الاحتفال بمرور مائة عام على ميلاده.
وشهد الاجتماع مناقشات عميقة حول مشروع التقرير السياسي، انتهت إلى الاتفاق مع التوجهات والرؤى العامة الواردة فيه، والتأكيد على صحة المواقف التي اتخذها الحزب والبيانات الصادرة عن هيئاته القيادية في مواجهة الأحداث التي مر بها المجتمع والمنطقة والعالم على كافة الأصعدة.
وأكدت اللجنة المركزية فيما يخص الحرب الروسية الأوكرانية على موقف الحزب بضرورة التوصل لحل سياسي لوقف الحرب، لأنها تهدد السلام العالمي، وتسبب أزمات اقتصادية في العديد من بلدان العالم وتضر بمصالح الشعوب، خاصة في الدول النامية والفقيرة.
وأشارت إلى أن لكل دولة الحق في الحفاظ على أمنها القومي بما لا يهدد الدول الأخرى، خاصة في مواجهة المحاولات الدائمة لحلف الناتو بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية التي تسعى للهيمنة على العالم، وفرض عقوبات اقتصادية وحشد قواتها في مناطق التوترات الساخنة، مثلما حدث من قبل في العراق وسوريا وليبيا، ومن الدعم الأمريكي المستمر للاحتلال الصهيوني وجرائمه الوحشية ضد الشعب الفلسطيني.
وأوضحت أن الولايات المتحدة تحاول وقف عملية التطور التاريخي الجارية من هيمنة القطب الأمريكي الواحد إلى مرحلة تعدد الأقطاب التي يشهدها العالم منذ سنوات، وأنه آن الأوان لتحرك دول وشعوب العالم لإقامة نظام عالمي جديد يتصدر أولوياته حق كافة الدول والشعوب في السلام والتنمية والتعاون المتكافئ وعدم التدخل من قبل أية دولة في شئون الدول الأخرى، ويسعى لتحقيق عولمة إنسانية وديمقراطية تحقق مصالح الدول النامية والفقيرة بديلة للعولمة الرأسمالية المتوحشة.
وفيما يتعلق للأوضاع الداخلية، أكدت اللجنة المركزية على موقف الحزب الرافض للسياسات الاقتصادية والاجتماعية التي أدت إلى غلاء غير مسبوق اكتوى بناره الفقراء والكادحين، وتزايد التدهور والمعاناة في أحوال العاملين بأجر وأصحاب المعاشات خلال الأعوام الماضية، نتيجة للسياسات القائمة.
وأشار إلى قرارات رفع أسعار الكهرباء والمحروقات (الغاز والبنزين والسولار) وارتفاع أسعار كافة السلع والخدمات، وتحويل كافة الحقوق الاجتماعية إلى مجالات استثمارية هادفة للربح مثل الحق في الصحة والحق في التعليم وغيرها.
وتابع اللجنة المركزية للحزب:” قابل ذلك زيادات هزيلة في المعاشات والأجور لا تتناسب مع معدلات التضخم وغلاء المعيشة، وخاصة لعمال القطاع الخاص الذين يعانون في الكثير من مواقع العمل من تأخير صرف أجورهم ومستحقاتهم المالية لعدة شهور”.
وأشارت اللجنة المركزية إلى مخاطر استمرار حصار السلطة للأحزاب والنقابات العمالية والمهنية والجمعيات والمنظمات غير الحكومية، وخنق مظاهر الحياة السياسية والديمقراطية في البلاد، وغلق كل المنافذ الإعلامية أمامهم واستمرار بقاء العديد من السياسيين والشباب المعارضين رهن السجون لفترات طويلة استناداً إلى قانون الحبس الاحتياطي الجائر، وحبس العمال المطالبين بحقوقهم المشروعة.
وأكدت اللجنة المركزية أن الطريق الوحيد الصحيح لحماية مصر من أية مؤامرات هو وجود برنامج وطني لتحقيق ديمقراطية شعبية حقيقية وتنمية شاملة تلبي حاجات ومطالب الأغلبية العظمى من الجماهير.
كما أكدت على تراجع الإرهاب نتيجة المواجهة الأمنية والعسكرية الحاسمة، إلا أن القضاء على الإرهاب يتطلب مواجهة شاملة تجفف منابعه السياسية والفكرية والاقتصادية والاجتماعية.
وبالنسبة للقضايا العربية والإقليمية، أكدت اللجنة المركزية أن إسرائيل كانت وستظل هي العدو الرئيسي لشعوبنا العربية، وأن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية في نضال هذه الشعوب، وأن إنهاء الانقسام، وتفعيل المقاومة الشعبية بكافة الوسائل ووحدة الفصائل الفلسطينية في إطار منظمة التحرير الفلسطينية وتطويرها على أسس ديمقراطية هو العامل الحاسم لإفشال كافة المخططات الإمبريالية والصهيونية ضد الشعب الفلسطيني، ولتعزيز النضال الفلسطيني لتحقيق كافة أهدافه في إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين.
وأدانت اللجنة المركزية هرولة بعض النظم العربية نحو التطبيع مع العدو الصهيوني.
وبالنسبة لأزمة سد النهضة أكدت اللجنة المركزية أنها تعتبر الأزمة الأكبر والأخطر على مصر من الناحية الإستراتيجية، وأن استمرار تدفق مياه النيل يعد قضية وجود بالنسبة للدولة والإنسان في مصر، وأنه من الضروري استخدام كافة الوسائل للوصول لاتفاق ملزم يضمن حق شعبي مصر والسودان في مياه النيل، ولا يخل بحق أثيوبيا في التنمية.
كما أكدت اللجنة المركزية دعمها لنضال الشعب السوداني من أجل تحقيق أهداف ثورته في إسقاط بقايا النظام القديم والبدء في إعادة بناء السودان المتحرر من التبعية والتخلص من حالة الانقسام وجماعات الإرهاب، سودان ديمقراطي موحد على طريق السلام والتنمية الوطنية الشاملة والعدالة الاجتماعية وعلاقات التعاون المتبادل مع دول الجوار وكافة دول العالم، وأن أي رهان على قوى أخرى غير إرادة الشعب السوداني لتحقيق الاستقرار هو رهان خاسر.
وتابعت:” ورغم سعي الدولة المصرية إلى لعب دور عربي وأفريقي أكثر فاعلية في السنوات الأخيرة، فقد أكدت اللجنة المركزية أن هذا السعي يجب أن يتجاوز مرحلة الحذر والتردد، وأن يكون مبادراً وأكثر فاعلية بحكم وزن مصر ودورها التاريخي وموقعها الجغرافي وثقلها السكاني.
كما شددت على ضرورة إحداث توازن في صراع القوى الإقليمية في المنطقة بما يحد من تجاوزات تركيا وإيران وطموحاتهما التوسعية، ويدعم الشعب الفلسطيني في مواجهة العدوان والغطرسة الصهيونية؛ وهو ما يقتضي إعادة النظر في العلاقات الإستراتيجية مع الولايات المتحدة الأمريكية، الداعم الأكبر للعدو الصهيوني والخصم الرئيسي للشعوب العربية.
وبالنسبة لتقرير الأداء الحزبي العام والاقتراحات التنظيمية لتطويره، أشادت اللجنة المركزية بأداء الحزب خلال الفترة الماضية على المستوى السياسي وبالرصد الموضوعي له في التقرير دون تهويل أو تهوين، كما أشادت بالجهد المبذول لتطوير أداء مكتب الشباب والطلا.
ووجهت بتكثيف الجهد لتطوير أداء مكتب العمال، وأشادت بالنشاط المنتظم والفعال في المجال الأدبي والثقافي، مشيرة إلى ضرورة تلافي أوجه القصور في الأداء التنظيمي. وأقرت اللجنة المركزية الاقتراحات التنظيمية الواردة في التقرير لتطوير وتفعيل أداء كافة هيئات الحزب على المستويات السياسية والجماهيرية والتنظيمية.
ونعت اللجنة المركزية وفاة أربعة رفاق بمنطقتي الإسكندرية والمنوفية، ووافقت على ضم أربعة رفاق جدد لعضويتها (رفيقان من الشباب ورفيق من العمال ورفيق من ذوي الاحتياجات الخاصة) لعضويتها استناداً على جهودهم الحزبية الإيجابية في الفترة الماضية.
وبالنسبة لخطة التثقيف، أشادت اللجنة المركزية بالجهد المبذول خلال الفترة الماضية في تنظيم محاضرات التثقيف الحزبي المتنوعة والمنتظمة، وأقرت خطة التثقيف للعام المقبل، المقترحة من المكتب السياسي للحزب.
وبالنسبة لتطوير الأداء الإعلامي، أقرت اللجنة المركزية ما ورد في التقرير من ضرورة التعامل الفعال مع كافة وسائل الإعلام الإلكتروني، وشددت على أهمية انتظام صدور جريدة الحزب “الانتصار”.