الفيدرالي الأمريكي يرفع الفائدة للمرة الثامنة على التوالي
قرر الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي (البنك المركزي) رفع أسعار الفائدة للمرة الثامنة على التوالي، بعد انتهاء أول اجتماعاته في العام الجديد.
وأعلن الفيدرالي زيادة أسعار الفائدة بنسبة 0.25%، لتصبح في مستوى بين 4.5% و4.75%.
ويعني قرار اليوم، استمرار الفيدرالي الأمريكي في سياسة خفض وتيرة رفع أسعار الفائدة وذلك للمرة الثانية على التوالي بعد أن خفض نسبة الرفع إلى 0.5% خلال آخر اجتماع في 2022 من 0.75%.
ورفع الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة 7 مرات خلال العام الماضي لتصبح الزيادة اليوم هي الثامنة على التوالي، وذلك لمواجهة التضخم الذي سجل مستويات قياسية خلال عقود في العام الماضي.
ووفقا لتوقعات سابقة، فإن الفيدرالي سيهدأ وتيرة رفع الفائدة خلال العام الحالي 2023 أو سيوقفها، تزامنا مع تراجع معدل التضخم السنوي في أمريكا.
وتباطأ معدل التضخم في أمريكا، خلال ديسمبر الماضي إلى 6.5% مقابل 7.1% في نوفمبر الماضي.
ويسعى مسئولو مجلس الاحتياطي الفيدرالى الأمريكي لإبطاء زيادات أسعار الفائدة للاجتماع الثاني على التوالي ومناقشة مدى ارتفاعها بعد اكتساب المزيد من الثقة في أن التضخم سيتراجع هذا العام، بحسب ما ذكرته صحيفة “وول ستريت” الأمريكية.
ويمكن أن يبدأ التداول فيما بين مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي في 31 يناير – 1 فبراير لبحث مقدار التراجع في الإنفاق والتضخم الذي سيحتاجون إلى رؤيته قبل إيقاف ارتفاع الأسعار مؤقتًا في فصل الربيع القادم.
وتحركت البيانات الاقتصادية منذ الاجتماع الأخير لصناع السياسة النقدية الأمريكية في ديسمبر الماضي بشكل عام في الاتجاه الصحيح حيث تباطأ التضخم تحت تأثير ارتفاع أسعار الفائدة وتشديد الأوضاع المالية، بينما يستمر الاقتصاد في النمو وخلق فرص عمل.
وتوقع تقرير حديث من سيتي جروب أنه تشير الأحداث الأخيرة إلى أن العام المقبل قد يكون أقل صعوبة مما كان يعتقد سابقًا، لافتا إلى أن مخاطر الركود تتراجع على أساس عالمي بينما أشارت البيانات الأمريكية إلى استمرار النمو ومعدل تضخم معتدل مما يؤدي إلى وتيرة أبطأ لرفع أسعار الفائدة الفيدرالية.ويبدو أن تأثير تحركات السياسة يكتسب قوة حيث أظهرت بيانات جديدة الأسبوع الماضي تباطؤ مقياس التضخم الرئيسي بوتيرة أسرع من المتوقع في ديسمبر، مواصلًا اتجاهًا هبوطيًا على مدى 6 أشهر كما تباطأ النمو في تكاليف العمالة، الذي تمت مراقبته عن كثب كمؤشر محتمل لارتفاع الأسعار في المستقبل، في الربع الرابع.ولكن المقياس المفضل لمجلس الاحتياطي الفيدرالي للتضخم، وهو مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي، لا يزال يرتفع بمعدل سنوي 5% في ديسمبر، بانخفاض عن أعلى مستوى في يونيو عند 7% تقريبًا ولكنه لا يزال أكثر من ضعف هدف التضخم للبنك المركزي البالغ 2٪.
وكتب الاقتصاديون في بنك بي إن بي باريبا إن تحرك زيادات سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس سيكون بمثابة “تحول هبوطي متفائل.
واعتبارًا من ديسمبر الماضي، كان متوسط توقعات صانعي السياسة هو أن يصل سعر الفائدة المستهدف من بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى ذروته في نطاق بين 5.00٪ و5.25٪، وهي نظرة مستقبلية من شأنها أن تعني توقفًا مؤقتًا في تشديد السياسة بعد زيادتين إضافيتين بمقدار ربع نقطة مئوية.
من جانبه قال هاني أبو الفتوح الخبير المصرفي، إن البنك الفيدرالي الأمريكي رفع سعر الفائدة للمرة الثامنة بنسبة ربع في المئة، وذلك أقل نسبة رفع له.
وأشار الخبير المصرفي، إلى أن رفع الفائدة يؤثر على الأسواق الناشئة والمستثمرين في الدين المحلي وأيضا يؤثر على الدول التي تربط عملتها بالدولار مثل دول الخليج كقطر والإمارات والسعودية، وقال حول تأثيره على الاقتصاد المصري إنه سيكون ضئيلا.