حسام عيسي يكتب ..أنهم يقتلون الأطفال والنساء من اجل هيمنتهم

إن ما يقوم به الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة الفلسطينية من إبادة جماعية للشعب الفلسطيني، بدعم وتأيد الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها من الدول الأوروبية واليابان وأستراليا للمحتل الإسرائيلي ليقتل حوالي ثلاثين ألف شهيد فلسطيني وأكثر من سبعين ألف جريح ومصاب وتشريد أكثر من مليون مواطن فلسطيني، ومحاولة قتل بالبطيء لأكثر من 2 مليون مواطن فلسطيني واحتجازهم في أقليم ضيق، وعدم توفير سبل الحياة البسيطة من طعام ومياه ودواء ورعاية صحية، فإن ذلك يمثل قتلا بالبطيء للشعب الفلسطيني.
تلك الإبادة التي تقوم بها إسرائيل بإرادة أمريكية وبدعم التابعين لها وتحت أبصار العالم كلة، من أجل إبقاء الولايات المتحدة الأمريكية مهيمنة على العالم، ومن أجل استعادة نفوذها بالإقليم العربي التي تنافسها الصين وروسيا، من أجل السيطرة على دول المنتجة للبترول والسيطرة على غاز البحر المتوسط، من أجل التحكم في أسعار البترول والغاز والتحكم في الدول المستوردة والمصدرة من أجل الهيمنة العالمية، حتى تسيطر اقتصاديا ذلك هو الهدف الأكبر.
إن ما يحدث في قطاع غزة الفلسطينية يبكي الحجر قبل البشر من قتل الأطفال والنساء والشيوخ وتشريد أكثر من مليون مواطن مدني، كل ذلك من أجل أمريكا تحافظ على هيمنتها العالمية.
–      أنة العار على كل من يشارك ويساهم ويساعد ذلك المحتل ومن ورائه، وعارا أيضا على الصامت الذي يخشى أن يعبر عن رفضه لتلك الإبادة للشعب الفلسطيني.
•  على المواطن المصري أن يدرك مفاهيم وحقائق من وراء تلك الأحداث:
-  إن إسرائيل صنيعة أمريكية، وما تفعله هو بتخطيط من الإدارة الأمريكية، وأن من يحرك إسرائيل هي الإدارة الأمريكية.

– إن إسرائيل شعب قائم على الصراع، من أجل الحفاظ على إبقاء الصراع في الأقليم العربي، من أجل بسط النفوذ الأمريكي في المنطقة، على أن يكون الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي قائم على أساس صراع لا ينتهي، وأن تكون إسرائيل دولة حاجز بين دول الأقليم العربي.
-  إن ما يحدث من إبادة للشعب الفلسطيني من قبل إسرائيل، ما هو إلا محاولة أمريكية لاستعادة نفوذها العسكري الذي سلب من قبل الصين وروسيا، كما أن قتل الأطفال والنساء الفلسطينيين التي تقوم به إسرائيل لحساب الولايات المتحدة، ما هو إلا محاولة تمركز الولايات المتحدة الأمريكية عسكريا أكثر، من أجل استعادة النفوذ العسكري في الأقليم العربي، وإن وراء قتل الشعب الفلسطيني هو بدوافع اقتصادية، من أجل السيطرة على دول الخليج المنتجة للبترول، وعلى دول المنتجة للغاز في البحر الأبيض المتوسط، من أجل السيطرة على أسعار البترول والغاز والسيطرة على الدول المنتجة والمستوردة، من أجل الهيمنة الاقتصادية.
-  حيث أن دول الخليج العربي تمثل نصف احتياجات الصين من البترول، وإن السيطرة على تلك الدول يضر بالمصالح الصينية، التي تمثل المنافس الرئيسي والاستراتيجي للولايات المتحدة الأمريكية؛ لذا تمثل تلك الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني، تأثير قوي على النفوذ الصيني بالمنطقة، وعلي تدفق البترول بشكل انسيابي، مما يؤثر بالسلب على المصالح الصينية، ويعد تهديد للأمن القومي الصيني.
-  كما يمثل قطاع غزة استحواذه على 30 % من الغاز الذي تمتلكه إسرائيل؛ لذا تسعى الإدارة الأمريكية السيطرة على قطاع غزة وعلى الغاز في البحر المتوسط، وحرمان الشعب الفلسطيني من ثرواته.
–  وعلي الجهة المقابلة تدعم إيران حماس ومن ورائهم تدعمهم روسيا، من أجل خلق منطقة صراع للولايات المتحدة الأمريكية عند حليفتها الأول إسرائيل، من أجل استنزاف الإدارة الأمريكية – كما فعلت الولايات المتحدة الأمريكية بخلق منطقة صراع في أوكرانيا لاستنزاف روسيا.
– إن ما يحدث على الأراضي الفلسطينية ما هو إلا صراع القوى الدولية على الأرض الفلسطينية، من أجل سعي كل من الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا الأعلان عن قوتهم العالمية ونفوذهم بالأقليم العربي، بالإضافة إلى دفع إيران القوات الحوثية في اليمن بضرب السفن الحربية للدول الداعمة للاحتلال الإسرائيلي عند باب المندب المؤدي إلى الممر المائي العالمي للبحر الأحمر، وفي المقابل دفعت الولايات المتحدة الأمريكية أثيوبيا نحو الصومال برعاية أمريكية، من أجل محاولة السيطرة على باب المندب الممر التجاري العالمي.
– إن أكبر المتضررين من هذا الصراع هو الصين حيث تمر حوالي 30 % من التجارة العالمية الصينية عبر البحر الأحمر وباب المندب وقناة السويس والتي تمثل حوالي 600 مليار دولار سنويا، والمتجهة إلى القارة الأوروبية، فإن هذا الصراع يضر الصين المنافس الاستراتيجي للولايات المتحدة الأمريكية ودول القارة الأوروبية، مما يزيد من تباعيت القارة الأوروبية إلى الأمن العسكري الأمريكي، كما أن هذا الصراع يؤثر على تدفق البترول من دول الخليج العربي، مما يدفعهم إلى الاندفاع نحو الأمن العسكري الأمريكي، وسحب النفوذ الصيني من دول الخليج العربي، حيث يمثل بترول المنطقة أكثر من نصف احتياجات الصين من البترول، وذلك يمثل أمن قومي استراتيجي للصين، فإن اتساع الصراع في الأقليم العربي يفيد الإدارة الأمريكية، من أجل استعادة نفوذها العالمي، من خلال خلق صراع في الأقليم العربي.
– كل هذا الصراع من قبل الدول العظمى في النسق العالمي ونجد المنظمات الدولية وعلى رأسهم الأمم المتحدة تقف صامتة أمام قتل الأطفال والنساء في فلسطين، ومنحازة إلى الولايات المتحدة الأمريكية والدول التابعة لها سياسيا واقتصاديا على رأسهم بريطانيا والاتحاد الأوروبي.
– فما تفعله الولايات المتحدة الأمريكية هو إعلان عن قوتها ولتسقط الإنسانية وحقوق الإنسان، وتعلن بقوة بالدوافع الاقتصادية، فإن السعي وراء المال هو الهدف من أجل الهيمنة وإبقاء ورقة الدولار الأمريكي هي الأقوى وعلى دول العالم الانحناء أمامها، فإن كل ما يحدث في العالم من صراع هو في الأساس بدوافع اقتصادية والسيطرة على ثروات الأرض.
* صراع الولايات المتحدة وتابعيها ضد روسيا وتابعيها والصين
– إن هذا الصراع الذي يحدث في الأقليم العربي، وعلى الحدود المصرية، له تأثير كبير على السياسة المصرية، سواء في تعاملاتها مع الشعب أو في علاقاتها الدولية وفي استراتيجيتها للأولويات، فنجد القتل الإسرائيلي للشعب الفلسطيني على الحدود الشمالية الشرقية، ومحاولة تصفية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على حساب الأمن المصري في تهجير الشعب الفلسطيني في سيناء المصرية، وذلك يمثل تهديد للأمن القومي المصري، كما يمثل الصراع في البحر الأحمر تهديد للأمن القومي المصري، وتأثير على تراجع عوائد قناة السويس من انخفاض نسبة مرور السفن من قناة السويس على أثر الصراع الأمريكي عند باب المندب نتيجة لقتل الأطفال والنساء في فلسطين، مما أثر على الاقتصاد المصري.
– الحدود الجنوبية، والصراع في السودان، ما بين الولايات المتحدة وروسيا على السيطرة على الذهب واليورانيم في أقليم دارفور، وإشعال الصراع بين القبائل السودانية لخلق منطقة صراع يسهل السيطرة عليها، مما يمثل تهديد أيضا على الأمن القومي المصري.
– الحدود الغربية، والصراع في ليبيا، ما بين الولايات المتحدة وروسيا حول السيطرة على غاز شرق المتوسط والبترول، وتهديد على الثروات المصرية المشتركة مع الحدود الليبية، مما يمثل أيضا تهديد للأمن القومي المصري.-
الحدود الشمالية، والصراع في البحر الأبيض المتوسط، من أجل السيطرة على غاز المتوسط ما بين مصر وتركيا بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية التي تريد أن تقاسم مصر في ثرواتها.
* = كل هذا الصراع على الحدود المصرية، والذي فرضتة القوى العالمية المتصارعة على مصر، مما دفع الأدارة المصرية الى زيادة القدرة العسكرية حتى تستطيع أن تواجه تلك التحديات المفروضة على مصر، من خلال أزمة اقتصادية عالمية من تخطيط من الأدارة الأمريكية من أجل بسط نفوذها السياسي على الدول الناشئة مثل مصر، من أجل أبقاء الولايات المتحدة الأمريكية مهيمنة على العالم، وأستعادة هيبة الدولار، والسعي الى القضاء على منافسيها وخاصة الصين وروسيا ومنظمتها البريكس، التي تريد أن تزعز نفوذ الدولار عالميا.
* = لقد استطاعت الإدارة المصرية بنجاح أن تزيد من قدراتها العسكرية بشكل قوي، وبقدرة استباقية وفي الوقت المناسب، من أجل حماية الحدود المصرية، والأمن القومي المصري، واستطاعت أن تحمي ثروات البلاد وتحافظ على كل ذرة من تراب مصر، وأصبحت مصر من أكبر عشرة جيوش في العالم قوة وقدرة في تحقيق أهدافها العسكرية.
* = ولكن الأهم هنا هو المواطن المصري، عليه أن يدعم الدولة المصرية، وأن يدرك قوة الدولة الحقيقة تكمن في دعم المواطن لدولته، وأن قوة المواطن تأتي من قوة الدولة، وأن حرية الدولة هي الواهبة لحرية الفرد.
* = على المواطن المصري أن يدرك تماما، لن تكون هناك تنمية للدولة المصرية إلا بحرية الدولة، وحرية الدولة تأتي من قوتها، وقوة الدولة الحقيقة تأتي من دعم كل مواطن للدولة المصرية.
تحيا مصر برجالها الشرفاء

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار