انستاسيا مقار تكتب : إنتفاضة الاقباط تعود من جديد

 

لم أستغرب يوما قوة و صلابة الرأي القبطي و قدرته في أثبات وجوده، و التمسك بمبادئه الراسخه التي لم و لن تتغير علي مر التاريخ، ولا تتأثر بظهور اي من أشكال الفساد المجتمعي، او محاولة إستفزازه بشتي الطرق.
ولم أكن اتخيل ان يقوم الاقباط جميعا علي قلب رجلا واحدا،بأنتفاضة قوية و صداها سريع ضد الفساد، و لكن هذه المره الفساد من الداخل.

فقد ارتبط الاقباط روحيا منذ سنوات بقنوات تليفزيونية مسيحيه عديده، منها قناة (سي.تي.في ctv)، وهي من أهم
و اكبر القنوات الدينية التي يذهب اليها الاقباط باحثين عن الكلمات المعزية و التنويرية، و ايضا العظات الروحية. كانت بمثابة المنفذ الوحيد للبيت القبطي بعيدا عن مشاهدة مشاكل و ضغوط الحياة اليومية في باقي القنوات.

و لكن ما شهدناه في الايام القليله الماضيه تحول جذري لأهداف و هوية القناة بطريقة إستفزازية، حيث تم تغيير اللوجو الخاص بالقناة و حذف أشارة الصليب من اللوجو، و حذف صوت قداسة البابا شنوده، و هو يردد( ربنا موجود ) شعار القناة الرسمي، و الذي ارتبطت به مشاعر الاقباط كثيرا منذ تأسيس القناة التي تم تدشينها بيد البابا شنودة في عيد جلوسه ١٤ نوفبر وصمم راعيها دثروت علي إفتتاحها بنفس التاريخ .

وفجأة تم تسريح عدد كبير من العاملين بالقناة، وصدم المشاهدين بتغيير هوية القناة كليا و تغيير اهدافها الدينية، فأصبحت قناة حقوقية تحمل طابع سياسي بحت، لم يقفوا عند هذا الحد من التغيير المثير للجدل، بل فرضوا علي المشاهد تقديم مذيع جديد مختلف الديانة في القناة المفترض انها تقدم محتوي روحاني كنسي. هنا شعر الاقباط بجرس الخطر يدق، و لم يقبلوا الصمت و المشاهده.

فقد قامت حملات شديدة اللهجه من قبل الاقباط و عبروا عن سخطهم الشديد ضد اجهاض هدف القناة الروحي، عبر وسائل التواصل الاجتماعي.. تكاثرت الأقاويل و الشائعات حول اسباب هذه التغييرات، و اصبح غضب الاقباط قنبلة موقؤتة كادت ان تنفجر علي ارض الواقع بمقاطعة القناة تماما،و ادي التغيير الي إحتقان شديد داخل البيت القبطي خوفا علي هوية القناة الكنسية.
و الجدير بالذكر حتي الصوره توضح كليا، غضب الاقباط ليس بسبب شخصية بعينها او بسبب طائفي معين.و لكن كانت انتفاضة قوية لتصحيح مسار القناة التي كانت عليه منذ سنوات مضت..

اعجبنتني رساله وجهها قبطي احد المتابعين يقول فيها ” المحترم أ. اشرف عبد المنعم.. احنا مش رافضينك ولا كارهينك زي ما بتعتقد.. احنا خوفنا علي بيتنا ctv .. دي اكبر قناة دينية بتقدم مواد روحية لينا.. و دخولها في خارطة السياسة غير مقبول.. بدليل معظم ضيوف هذا البرنامج اخواتنا.. انا اشتغلت مع أل باسيلي 9 سنوات و عارف و متأكد ان هدف د. ثروت من القناة و هو الماده الروحية فقط.. اظن الرسالة وصلت.. و ربنا معاك .. #ctv_ليست_سياسية_بل_روحية.”

لم يمضي سوي يوم واحد من موجة الغضب القبطي هذه .. ولم اتدخل في ما هي الاسباب التي ادت لهذا التغيير المرفوض من الاقباط.. و لكن الشكر واجب لكل من تدخل و حل هذه الازمه الموقوده .. كل الشكر لمالك القناة علي تفهمه بمشاعر و غضب مشاهديه، وقام بتلبية رغباتهم و محاولته لتهدئة الموقف العام.. و اتمني منه تكملة قرارته الصائبه و اطلب ان يعيد العاملين بالقناة ومن تم تسريحهم ، و التطوير يبدأ من داخل القناه وليس من الخارج فقط.

لابد ان نعلم جيدا ان إجهاض هدف قناة ctv الروحي و التنويري المعتدل، كان سوف يعطي المجال مفتوح بمصراعيه لقنوات الفتنه ان تأخذ مساحة واسعه و فرصة للانتشار.. و انتفاضة الاقباط القوية هذه، تدل عن حجم الوعي و النضوج الفكري و اثبات الرأي السليم  ، لقد كانت حقا معركة وعي لا معركة طائفية .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار