د. سلوى عثمان تكتب : دراما رمضان .. و .. واقع الجمهورية الجديدة

ان النهوض بالمجتمع ورقيه لابد أن يتحقق من روافد عديدة منها السياسية والثقافية والمجتمعية والاخلاقية أيضا _ و هنا دور الاعلام ليبلور تلك النهضة بالترقى والترفع على هيئة مخرجات تنموية الا انه وفى حقيقة الأمر يكون فجوة كبيرة بين المثالية والواقعية وما نسعى إلى تحقيقه ، وفى سياق حديثنا هنا عن أداء ودور الإعلام فى تناول الدراما الرمضانية كل عام هناك رؤية ونقد بناء نجتهد سعيا نحو تلك المثالية فينعكس نحونا ذلك الصدام بالواقعية بأن شهر رمضان يتحول بقدرة قادر إلى مضمار لسباق يسعى فيه واليه المنتجين إلى طرح تلك الأعمال الدرامية الاى بكل خجل تشوه بسعيها المستمر والإصرار بتصوير المجتمع المصرى بانحداره اخلاقيا وانسانيا راميا بتلك المواد عرض الحائط لجهود رامية وانجازات تنموية وطنية نتشرف انه مؤخرا أصبح ملف التنمية المستدامة على أرض واقع قوى للاسرة المصرية بدء من الطفل حتى الكهل مرورا بالمرأة والشباب ، فلا نجد ان هناك عملا دراميا يرتقي بهذه المعطيات والانجازات الوطنية من ملفات مثل الأمراض المجتمعية من تحرش واغتصاب وقانون أسرة وغيره الا من حرم ربى وللأسف الأمر مخزن ومؤسف وبرغم كل هذاالزخم الدراما أصبح بكل امتياز هدام فى شهر رمضان المعظم هو الأعلى والأكثر تاثيرا على الشباب المتاثر بالصيحة الرمضانية الدرامية والترندية أيضا التى تصور وتصدر لهم مجتمع على غير حقيقته – والسؤال هنااااا الذى يلح علينا – من هو ذلك المستفيد من طرح تلك الدراما الهادمة وجعلها الضيف الثقيل الاغبى ؟
ان الدراما فى حد ذاتها أعمال فنية تحترم فى حالة خلوها من القيم الهدامة وجعل تلامس بقوة واقعنا ومجتمعنا وتعزز القيم والمبادىء ولكن للأسف لا يوجد حتى الآن أعمال عالية المستوى او كاتبى قصة او سيناريو مثل عمالقة الفن الذى نذروا كفاحا يبذلوه لوطن يحمل فى ثنايا ه تلك الملاحم والمبادىء والقيم الوطنية التى ينفرد بها شعبنا العريق دونا عن اى بلد اخر ففى حب الوطن يحبذ الغرور والتباهى * نريده اعلاما ينهض بافاق الوطن وعقول تستنير باشراقة شمس الجمهورية الجديدة ولا نريد اعلانات ينتقم من قيمنا فمن العار ان نشاهد ونسمع قيم وأخلاق تنتهك والقوم فى سبات عميق فنحن لا نشك لحظة بأن هناك شريحة من المجتمع تأثرت بكل الم من هذا العمل الدرامي المسيء ومن دواعى الخطر استغلال الدراما فى المساهمة فى هدم المجتمعات لان لها ذلك التأثير النفسى والسلوكى والفكرى والوطني على جمهور المتلقى فالدراما صناعة وطنية بحته تعكس الآمال والأحلام والمستقبل وبطولات الماضى وعراقته وهى من يرانا العالم من حولنا حول ما وصلنا اليه من تطبيق للثقافة والعدالة الاجتماعية فهى ليست بالمرة عملا ارتجاليا او ربحيا ..
لذلك يجب أن نتوخى الحذر ولنكن على وعى ودراية بأن دعم الدراما الهادفة مبدأ وطنى لدفع وتقوية وبناء اواصر المجتمع المصرى وهنا نتوقف بتلك الكلمات فانها ليست أحكام بقدر انها جرس إنذار للتاثير على متخذى وصانعى القرار الذى تحدثه الدراما الهدامة فى مجتمعنا بل ونتطلع ونطالب بانتاجية أعمال درامية راقية تليق وتدعم فى بناء الجمهورية الجديدة .