اليوم العالمي لمناهضة ختان الإناث: قضية إنسانية تستدعي تحركًا عاجلًا

في السادس من فبراير من كل عام، يُسلط العالم الضوء على قضية ختان الإناث، التي لا تزال تمثل انتهاكًا صارخًا لحقوق الفتيات والنساء في العديد من الدول. ومن وجهة نظري، ورغم الجهود المبذولة لمكافحة هذه الممارسة الضارة، تشير الإحصاءات إلى استمرار انتشارها على نطاق واسع، مما يتطلب تعزيز الإجراءات وتكثيف الجهود للقضاء عليها بشكل نهائي.
*ختان الإناث: انتشار مستمر رغم التشريعات*
أرى أن ممارسة ختان الإناث تنتشر في عدة دول، خاصة في إفريقيا والشرق الأوسط وبعض مناطق آسيا، وتشمل مصر، السودان، الصومال، إثيوبيا، مالي، نيجيريا، وكينيا. وفي تقديري، تتفاوت نسب انتشارها بين دولة وأخرى وفقًا للعادات والتقاليد السائدة. ورغم وجود قوانين تجرم هذه الممارسة في العديد من البلدان، إلا أنها ما زالت تُمارس سرًا، حتى في بعض المجتمعات المهاجرة في أوروبا وأمريكا. وهذا يؤكد، من وجهة نظري، أن القوانين وحدها لا تكفي لإنهاء هذه الظاهرة، بل نحتاج إلى تغيير ثقافي واجتماعي عميق.
*مصر: جهود مكثفة لمكافحة الظاهرة*
أنا أرى أن مصر تُعد من أكثر الدول التي تشهد معدلات مرتفعة لختان الإناث، لكن السنوات الأخيرة شهدت جهودًا مكثفة للحد من هذه الممارسة. أطلقت الحكومة المصرية حملات توعية تحت شعار “احميها من الختان”، بالتعاون مع وزارة الصحة والمجلس القومي للمرأة. كما أكدت المؤسسات الدينية، مثل الأزهر والكنيسة المصرية، تحريم هذه الممارسة، مؤكدة أنها لا تمت إلى الدين بأي صلة. في تقديري، هذه الجهود تُعطي بارقة أمل في تحقيق تقدم ملموس في القضاء على هذه الظاهرة.
*تشديد العقوبات لردع المخالفين*
من وجهة نظري، شهدت القوانين المنظمة لختان الإناث في مصر تعديلات صارمة خلال السنوات الماضية. فمنذ تجريم هذه الممارسة لأول مرة عام 2008، تم تشديد العقوبات في عامي 2016 و2021، حيث أصبحت عقوبة ممارسة الختان تتراوح بين خمس سنوات و20 سنة سجنًا للأطباء أو الممارسين. كما يُحاسب أولياء الأمور الذين يلجأون إلى إجراء هذه العمليات لبناتهم. أنا أؤمن بأن هذه الإجراءات تشكل خطوة مهمة نحو حماية الفتيات من هذه الممارسة الوحشية.
*تأثيرات مدمرة على الفتيات*
أنا أرى أن ختان الإناث ليس مجرد انتهاك جسدي، بل هو اعتداء على كرامة الفتيات وحقوقهن الإنسانية. فمن الناحية الجسدية، يمكن أن يتسبب في نزيف حاد، التهابات مزمنة، ومضاعفات خطيرة أثناء الولادة. أما من الناحية النفسية، فإن الفتيات المختونات يعانين من آثار مدمرة مثل القلق، الاكتئاب، واضطراب ما بعد الصدمة، مما يؤثر سلبًا على حياتهن وعلاقاتهن الاجتماعية. في تقديري، هذه الآثار تدفعنا إلى المطالبة بحماية الفتيات وإنهاء معاناتهن.
*دور التوعية والإبلاغ في مكافحة الظاهرة*
أنا أعتقد أن التوعية المجتمعية تُعد واحدة من أكثر الأدوات فعالية في مواجهة ختان الإناث. نحتاج إلى تثقيف الأسر، وخاصة الأمهات والآباء، حول المخاطر الصحية والنفسية لهذه الممارسة. كما أن تشجيع الفتيات على التحدث عن تجاربهن دون خوف يُعد خطوة مهمة نحو كسر حاجز الصمت. بالإضافة إلى ذلك، يُشكل الإبلاغ عن الأطباء والممارسين غير الشرعيين ضرورة قصوى لضمان تطبيق القوانين ومحاسبة المتورطين. ومن وجهة نظري، ورغم انخفاض معدلات ختان الإناث في بعض الدول، إلا أن التحدي الأكبر لا يزال قائمًا في المناطق الريفية والنائية، حيث تتفشى الجهل والفقر.
*ختامًا: ضرورة التحرك الجماعي*
في تقديري، ختان الإناث ليس مجرد قضية ثقافية أو اجتماعية، بل هو انتهاك صارخ لحقوق الإنسان. وأنا أرى أن القضاء عليه يتطلب تضافر جهود جميع الأطراف، من حكومات ومؤسسات دينية ومنظمات مجتمع مدني، لضمان مستقبل آمن للفتيات. كما يلعب الإعلام دورًا محوريًا في نشر الوعي وتغيير المفاهيم الخاطئة. أنا أؤمن بأنه معًا، يمكننا تحقيق الهدف المنشود، وهو القضاء التام على هذه الممارسة الضارة، لتعيش كل فتاة بكرامة وأمان.