د. أمل قنصوه تكتب.. زيارة من العيار الثقيل

تأتى الزيارة الرسمية للرئيس الفرنسى ايمانويل ماكرون لمصر في إطار تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، وتدشين حوارات مُثمرة حول عدد من الملفات السياسية والاقتصادية الملحة، لاسيما في ظل التحديات الإقليمية والدولية الراهنة، وتعد هذه الزيارة فرصةً لتعزيز التعاون الثنائي وتنسيق الجهود لتحقيق الاستقرار في المنطقة.
وتعد هذه الزيارة هى الرابعة في تاريخ زيارات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى مصر، لتؤكد العلاقة الخاصة التي تربط بين الرئيسين الفرنسي والمصري وبلديهما، خاصة وأن هذه المرة تأتى في وقت مهم بالنسبة للمنطقة .
تقوم العلاقات المصرية – الفرنسية على روابط تاريخية مميزة تستند إلى الصداقة والثقة المتبادلة ، ونمت هذه الروابط بشدة خلال فترة حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي حيث حرصت القيادة السياسية في البلدين على مختلف المستويات على التشاور المستمر وبحث كل القضايا ذات الاهتمام المشترك والحوار السياسي الوثيق بشأن القضايا الإقليمية كعملية السلام في الشرق الأوسط ، ليبيا ، سوريا أو حتى إفريقيا ، كما تعد مصر كذلك شريكا أساسياً في مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية ولعل الزيارات الثنائية رفيعة المستوى وذلك بوتيرة زيارة في السنة تقريبا على مستوى رئاسة الدولة لأبرز دليل على عمق وقوة العلاقات السياسية بين الدولتين
تفتح الزيارة آفاقًا جديدةً للاستثمارات الفرنسية في مصر، خاصة في مشروعات البنية التحتية والطاقة المتجددة، والتي من شأنها دعم خطط التنمية المستدامة، لاسيما في منطقة سيناء بالإضافة تعزيز التبادل التجاري وتوفر فرص عمل للشباب المصري، حيث أن التعاون مع فرنسا يُعد ركيزةً لتحقيق النمو الاقتصادي المنشود.
واجمل ما في الزيارة اصطحاب السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في جولة بخان الخليلي بالقاهرة، ولقى الرئيسان خلال جولتهما، ترحيبا كبيرا من المواطنين، حيث حرص المواطنون علي ترديد هتافات الترحيب والتأييد بالسيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، قائلين: “بنحبك يا ريس، وصافح الرئيسان خلال الجولة عددا من أصحاب المحال التجارية مرحبين بهم، ويعد خان الخليلي من أقدم وأشهر الأسواق التاريخية في العالم، حيث يمثل نموذجًا حيًا للهوية المصرية الأصيلة، ومكانًا يتجسد فيه التاريخ والتراث والفن، ما يجعل زيارة الرئيس الفرنسي لهذا المكان بالتحديد ذات طابع استثنائي ورسالة موجهة للعالم بأن مصر بلد الأمن، والانفتاح الثقافي، والتسامح، والجاذبية السياحية.