من نضال المرأة في 1919 إلى الـ19 شهيدة..حزب الدستور يعلن مشاركته في الانتخابات النيابية للمرة الأولى.. وعشرات النساء ضمن مرشحيه
رئيسة حزب الدستور تؤكد على دور المرأة التاريخي وتدعو لتمكينها سياسيًا واجتماعيًا

في جلسة “الأحزاب السياسية وتمكين المرأة” ضمن منتدى النساء بمجلس الشباب المصري الذي أقيم أمس، ألقت جميلة إسماعيل، رئيسة حزب الدستور، كلمة قوية تناولت فيها دور المرأة المصرية عبر التاريخ، والتحديات التي تواجهها اليوم. حضر الجلسة عدد من النواب والإعلاميين ورؤساء الأحزاب السياسية.
بدأت إسماعيل كلمتها بالإشارة إلى المشهد المؤلم الذي شهدته مصر مؤخرًا، والذي راح ضحيته عدد من الفتيات بسبب الإهمال والفساد، قائلة: “كل هذه القسوة من جانب حياة نعيشها ودولة، وفي المقابل قوة وإصرار من جانب نساء صغيرات رحن ضحية الإهمال والفساد وهن في طريقهن لكسب رزقهن وبضعة جنيهات.” وأضافت: “كل فتاة من الضحايا الـ19 لها اسم وقصة وحلم ورحلة صعبة تستحق أن نعرفها ونرى صاحبتها مناضلة من أجل الحياة العادلة الكريمة.”
وأكدت أن اختصار هذه المآسي في أرقام أو نعوش غير مقبول، قائلة: “لا يمكن التعود على تحويل البشر إلى ضحايا بسبب سياسات فاشلة واحتقار لحياة ملايين وجدوا طرقهم مسدودة بل وقاتلة.”
توقفت إسماعيل عند حقائق تغيب عن النقاش العام، مشددة على أن المرأة ليست “النصف السالب في المجتمع” أو “الكتلة التي تنتظر في البيت”، بل هي شريكة فاعلة منذ ثورة 1919، حيث خرجت النساء للمطالبة بالاستقلال التام. واستشهدت بنماذج نسائية رائدة مثل:
– إستر فانوس، التي سافرت من أسيوط للمشاركة في لجان شعبية تطالب بعودة سعد زغلول.
– ملك حفني ناصف، التي بحثت في الفكر الإسلامي عن معنى تحرير المرأة من القيود البالية.
– درية شفيق، التي ناضلت من أجل حق المرأة في الانتخاب وأسست أحزابًا ومجموعات فدائية لمقاومة الاستعمار.
وأشارت إلى أن المرأة المصرية واصلت نضالها عبر العقود، حيث حصلت على حق الترشح والانتخاب، وساهمت في الحركات الوطنية والأحزاب والنقابات، وشاركت في صياغة الوعي العام.
كما تحدثت إسماعيل عن تجربة حزب الدستور، الذي شهد منذ تأسيسه تولي المرأة أعلى المناصب القيادية في القاهرة والمحافظات. ورغم قرار لجنة الأحزاب السياسية بتجميد الحزب وإعلان خلو منصب رئاسته منذ عام، إلا أن الحزب استمر في عمله السياسي، ويستعد الآن لخوض الانتخابات المقبلة بكوادره من النساء والرجال.
وأوضحت أن حزب الدستور يضم كوادر نسائية نشطة في مختلف المحافظات، تتمتع بالكفاءة والوعي السياسي، وتستعد للمشاركة الفاعلة في الانتخابات. ومن أبرز أهداف هذه الكوادر:
– الدفاع عن حقوق المرأة وتمكينها سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا.
– تعزيز العدالة الاجتماعية والمساواة في الفرص.
– تحسين أوضاع التعليم والصحة في المناطق المهمشة.
– مكافحة الفساد والمطالبة بالشفافية والمساءلة.
– تمكين الشباب والنساء في صنع القرار.
– الدفاع عن الحريات العامة وحقوق الإنسان.
واختتمت جميلة إسماعيل رئيس حزب الدستور كلمتها بالدعوة إلى فتح المجال العام وضمان حرية التنظيم للأحزاب، معتبرة أن ذلك شرط أساسي لتحقيق مشاركة حقيقية في العملية الانتخابية. وقالت: “لن يتحقق التقدم إلا بفتح المجال العام وحرية التنظيم للأحزاب والشفافية والمساواة، وأن يشعر المواطن بجدية العملية الانتخابية ليثق فيها ويشارك.”
وأكدت أن الثقة في النتائج الانتخابية تتطلب أن تكون الأصوات معبرة عن الإرادة الحقيقية للناخبين، وليس عن “أرقام معدة سلفًا”.




