مؤتمر مشترك بين “الكرامة” و”تيار الأمل” للمطالبة بالإفراج عن معتقلي الرأي: “الرأي ليس جريمة.. والحرية حق”

نظم حزب الكرامة وحزب تيار الأمل (تحت التأسيس)،مساء السبت ٢٥ أكتوبر، مؤتمرًا صحفيًا للمطالبة بـ الإفراج الفوري والكامل عن جميع معتقلي الرأي في مصر، بحضور قيادات حزبية وعدد من أهالي السجناء السياسيين، وسط حضور واسع من الإعلاميين والنشطاء والحقوقيين.
شارك في المؤتمر كل من الأستاذ سيد الطوخي رئيس حزب الكرامة ، والسيد احمد الطنطاوي وكيل مؤسسي حزب تيار الامل وعدد من قيادات الحزب وشبابه، إلى جانب شخصيات بارزة من التيار المدني.
قصيدة افتتاحية تهز القلوب: “افرجوا عن مصر”
استهلت المؤتمر حنان طنطاوي عضو اللجنة التأسيسية بتيار الأمل، بقصيدة مؤثرة بعنوان «افرجوا عن مصر» عبّرت فيها عن معاناة السجناء وذويهم وأملهم في الحرية والعدالة.
توالت بعدها كلمات أسر المعتقلين التي كشفت عن حجم الألم والمعاناة اليومية نتيجة استمرار حبس ذويهم لسنوات طويلة دون مبرر قانوني أو إنساني.
أمهات وزوجات السجناء: “لم نعد نحتمل الصمت”
قالت نجلاء سلامة، زوجة الدكتور عبد الخالق فاروق: “الأمل لا يزال موجودًا، لكن الشك يتسرب إليه في ظل هذا النظام الظالم.” وتساءلت والدة السجين سامي يحيى الجندي بمرارة: «كيف نطالب بحرية غزة بينما أولادنا داخل السجون بلا حرية؟»
وأضافت والدة المعتقل محمد علي أبو المجد أن ابنها يقضي عامه الثاني في السجن بتهم ملفقة، مؤكدة: «الاحتلال يفرج عن الفلسطينيين، بينما أبناؤنا يُسجنون لأنهم تضامنوا مع غزة.»
وقالت زوجة رسام الكاريكاتير أشرف عمر: «اتهموني بالاستقواء بالخارج لمجرد أنني طالبت بالإفراج عن زوجي الذي كشف عن واقعة فساد أثري.»
كما تحدثت والدة الطالب مدثر محمد عن اعتقال ابنها أثناء دراسته بكلية الهندسة لمشاركته في مظاهرة سلمية لدعم فلسطين.
وقالت صابرين شاكر، شقيقة السجين خالد شاكر، إن شقيقها اعتُقل فقط لانضمامه إلى حملة الدكتور أحمد الطنطاوي، مؤكدة تعرض الأسر “لمعاملة مهينة أثناء الزيارات”.
كمال أبو عيطة: “القرار في أيدينا.. ولن نصمت بعد اليوم”
قال كمال أبو عيطة، وزير القوى العاملة الأسبق والقيادي بحزب الكرامة: “القضاء لن ينصف سجناء الرأي لأن القرار ليس بيد المحكمة بل بيد القوى المجتمعية التي تتحرك.”
ودعا إلى توحيد جهود الأحزاب لإطلاق لجنة دائمة لرعاية المحبوسين سياسيًا، مضيفًا: «إذا فقدنا حقنا في التعبير عن وطنيتنا فلا وجود للوطن، والليل سيكون مظلمًا على من يظلم أبناءنا إن لم يُفرج عنهم قريبًا.»
شهادات من داخل الزنازين: “القهر يولد الانتحار”
روى عصام سامي توفيق، أحد المفرج عنهم مؤخرًا، أنه شهد محاولات انتحار متكررة داخل السجون بسبب اليأس وفقدان الأمل، مؤكدًا أن “القضاء مسيّس والاتهامات تُلفق لمجرد التعبير عن الرأي”.
وقال صلاح عدلي، الأمين العام للحزب الشيوعي المصري:
> «كيف يُعتقل طلاب خرجوا يهتفون لفلسطين؟ هل أصبح الدفاع عن القضايا العربية تهمة؟»
الطوخي: “لن نسمح أن تتحول مصر إلى سجن كبير”
أكد سيد الطوخي، رئيس حزب الكرامة، أن أسر السجناء يعانون من أوضاع اقتصادية قاسية، داعيًا إلى تحويل حكايات الأمهات إلى رواية وطنية ضد القمع.
وقال: «لن نسمح أن تتحول مصر إلى سجن كبير. سجناء الرأي ليسوا خطرًا على الدولة، بل استمرار حبسهم خطر على الوطن نفسه.»
دعوات للحراك المستمر والتنسيق بين القوى الوطنية
طالبت الدكتورة كريمة الحفناوي بتنظيم اجتماع دوري كل أسبوعين لمناصرة سجناء الرأي، مؤكدة: «الظلم يهدد بانفصال الناس عن وطنهم.. ولن نترك الوطن للظالمين.»
وأكد طلعت فهمي، أمين عام حزب التحالف الشعبي، أن “النظام الحالي توسع في بناء السجون لكبت الحريات”، مشيرًا إلى مبادرة حزبه للإفراج عن المعتقلين.
كما دعا عبدالعزيز الحسيني إلى إحياء لجان الإفراج داخل النقابات وتحويل قضية السجناء إلى قضية رأي عام لا تهدأ.
نور الهدى زكي: “الخوف لم يعد خيارًا”
قالت الكاتبة نور الهدى زكي: «النظام جعل المواطن غير آمن على مسكنه ولا على نفسه، والخوف لم يعد خيارًا أمام المقهورين.»
ودعت إلى إنشاء منصة رقمية لأهالي سجناء الرأي لعرض قصصهم ومعاناتهم، مؤكدة أن الهدف هو “خلق صداع مزمن لهذا النظام لا يمكن تجاهله”.
ماجدة رشوان: “القضاء أصبح قليل الحيلة أمام النظام”
صرحت المحامية ماجدة رشوان بأن القضاء المصري أصبح جزءًا من الأزمة لا الحل، قائلة: «القضاء فقد استقلاله وأصبح قليل الحيلة أمام هذا النظام.
وطالبت رؤساء الأحزاب بالتكاتف والتضامن من أجل إيصال صوت الأسر إلى الرأي العام، متسائلة: «كيف يُحبس البعض احتياطيًا رغم انتهاء المدة القانونية؟»
كما دعت نقابة المحامين إلى استعادة دورها في الدفاع عن الحقوق والحريات.
الطنطاوي: “لن نصمت.. وسنواصل حتى يتحقق العدل”
أكد أحمد الطنطاوي، وكيل مؤسسي تيار الأمل، أن القضية أكبر من مجرد مؤتمر، قائلًا: «النصر في هذه القضية هو العدل، والهلاك—إن وقع—فهو رحمة.»
ودعا إلى خطوات رمزية وضغط جماعي من رؤساء الأحزاب، مضيفًا: «إن لم نتحرك ونردّ، فنحن شركاء في استمرار القهر.»
البيان الختامي: “الرأي ليس جريمة.. والحرية حق”
أصدر المؤتمر بيانه الختامي بعنوان «الرأي ليس جريمة.. والحرية حق»، مؤكدًا المبادئ التالية:
حرية التعبير ركيزة أساسية لأي مجتمع ديمقراطي.
الاعتقال التعسفي انتهاك صارخ للدستور والمواثيق الدولية.
استمرار حبس أصحاب الرأي يهدر طاقات الوطن ويعمق الفجوة بين الدولة وشعبها.
وطالب المشاركون بـ:
1. الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع معتقلي الرأي.
2. إسقاط التهم الملفقة المرتبطة بحرية التعبير.
3. الطعن في قانون الإجراءات الجنائية الجديد لمخالفته روح العدالة.
4. وقف الملاحقات والمحاكمات الجائرة ضد الصحفيين وأصحاب الرأي.
5. فتح تحقيق قضائي مستقل في ظروف الاعتقال والانتهاكات داخل السجون.
واختُتم البيان بالتأكيد على أن قضية معتقلي الرأي ستظل القضية الأولى للرأي العام، وأن القوى المدنية ستواصل نضالها




