ماكرون يصفع اردوغان ويوثق ذكرى إبادة الأرمن في تقويم فرنسا

لن تسقط جرائم الأتراك من ذاكرة التاريخ بالتقادم، وستبقى ذكرى مذابح الأرمن عارا يطارد أحفاد العثمانيين، رغم محاولات حكومات أنقرة التنصل أو إنكار مجازر الإبادة، التى راح ضحيتها مليون ونصف المليون شخص، في الفترة من 1915 – 1916.

الصفعات الأوروبية على وجه رجب إردوغان لا تتوقف، وبعد أن أقر البرلمان الإيطالي تشريعًا يعترف بمذابح العثمانيين بحق الأرمن، في العقد الثاني من القرن العشرين، صادق الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، ليلة أمس، على مرسوم رئاسي، بإدراج 24 أبريل في التقويم الرسمي لفرنسا، يومًا لإحياء ذكرى الأرمن.

وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو، قال إن إعلان فرنسا يوم 24 أبريل يوما لإحياء ذكرى إبادة الأرمن، منعدم بالنسبة لبلاده التي تستعد لاتخاذ التدابير اللازمة في هذا الصدد، بحسب وكالة أنباء الأناضول الرسمية.

وأضاف في مؤتمر صحفي مشترك عقده مع نظيره الهولندي ستيف بلوك، عقب مؤتمر فيتنبورغ السابع بين تركيا وهولندا، في العاصمة أمستردام، أمس الخميس، أن المحكمة الدستورية الفرنسية أصدرت في السابق قرارين بعدم اتخاذ السياسيين قرارات من هذا القبيل.

وتابع “أستذكر وجود قرارات للمحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان بهذا الخصوص، وعلى الرغم من ذلك، لماذا ماكرون يتخذ قرارا كهذا، سببه الشعوبية ولا شيء آخر”.

تشاويش أوغلو واصل التغطية على الإدانات الدولية المتلاحقة، وكان آخرها من باريس وروما ، بسبب  مذابح بلاده بحق الأرمن في عام 1915، قائلًا “ينبغي على فرنسا أن تنظر إلى تاريخها، لم يمر 25 عاما على الإبادة الجماعية برواندا، ما فعلته فرنسا في الجزائر وأماكن أخرى في إفريقيا لم يُنس بعد”.

وأردف “من غير المقبول أن تتخذ دولة فعلت كل هذا بإفريقيا، قراراً بشأن دولة أخرى”، واختتم حديثه قائلا “سنتخذ التدابير اللازمة في هذا الصدد، وقمنا بإطلاق العديد من المبادرات ذات الصلة في أنقرة”.

وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، أعرب في اتصال هاتفي مع نظيره الفرنسي فلورنس بارلي، أمس الخميس، عن انزعاج أنقرة من إعلان ماكرون، 24 أبريل يوم ذكرى لإبادة الأرمن، بحسب بيان لوزارة الدفاع التركية، الذى نقلته الأناضول.

البرلمان الإيطالي أقر أمس الخميس، اقتراحا يدعو الحكومة إلى الاعتراف رسميا بالإبادة الجماعية للأرمن، فيما حصل الاقتراح على دعم من مختلف الأحزاب، ليتم تمريره بعد تأييد 382 نائبا دون أية معارضة، بينما امتنع 43 عن التصويت من حزب فورزا إيطاليا المعارض، الذي ينتمي إليه رئيس الوزراء الأسبق سيلفيو بيرلسكوني.

نتيجة التصويت قوبلت بالتصفيق من أعضاء البرلمان الإيطالي، فيما يتعين على الحكومة، متابعة طلب البرلمان الذي يحثها على الاعتراف بالإبادة الجماعية.

هجوم تركي
تركيا دانت مقترح البرلمان الإيطالي، على لسان المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية، عمر جليك، وقال في مؤتمر صحافي أول أمس الأربعاء، أثناء انعقاد اجتماع اللجنة المركزية للحزب بالعاصمة أنقرة، إن تصريحات بعض المسؤولين الإيطاليين بهذا الصدد خاطئة للغاية.

جليك  حاول التغطية على الإدانات الدولية المتلاحقة لمذابح الأرمن في العقد الثاني من القرن العشرين، قائلًا ” تنساقون وراء مكيدة الشتات الأرمني، وتتحدثون عن مواجهة المجازر، عليكم الاهتمام بتاريخكم، وأعمالكم التي ارتكبتوها في ليبيا بين عامي 1911 و1940، وإثيوبيا التي قضى فيها مئات الآلاف من المسلمين الأفارقة حياتهم في المعسكرات التي أقمتموها”.

المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالين، قال إن قرار الاعتراف بالإبادة الجماعية للأرمن ومقترح البرلمان، يتجاهل الحقائق التاريخية ويزرع بذور عداء جديدة.

وذكر في تغريدة نشرها عبر حسابه على موقع “تويتر”، أول أمس الأربعاء “نرفض بشدة هذا النهج الذي يتجاهل دعوة رئيسنا رجب إردوغان لتشكيل لجنة تاريخية مشتركة”.

رئيس هيئة الاتصالات بالرئاسة التركية فخر الدين ألطون، قال في تغريدة عبر حسابه على “تويتر”، أول أمس الأربعاء “ندين بأشد العبارات جهود البرلمان الإيطالي لتشويه تاريخنا وتسييسه”، وأضاف “هذا الاقتراح عبارة عن مبادرة عقيمة وعدائية مؤسفة، وعوضا عن هذا النهج، يجب علينا التحقق والعودة معا إلى التاريخ للتأكد من الحقائق”.

وكالة الأنباء الإيطالية (أنسا) ذكرت يوم الثلاثاء الماضي، أن وزارة الخارجية التركية، استدعت سفير إيطاليا في أنقرة، ماسيمو جياني، الاثنين الماضي، على خلفية تقدم مشرعين إيطاليين بمقترح للإعتراف بالمذابح العثمانية ضد الأرمن، باعتبارها إبادة جماعية.

“أنسا” نقلت عن مصادر دبلوماسية قولها إن تركيا استدعت جياني للتعبير عن “الأسف” تجاه هذه الخطوة، وطلبت توضيحا لموقف إيطاليا.

إبادة جماعية
20 دولة بينها فرنسا وألمانيا وروسيا، فضلًا عن الفاتيكان والبرلمان الأوروبي، تصنف رسميًا قتل الأرمن في عهد الإمبراطورية العثمانلية على أنه إبادة جماعية، كما تؤكد أرمينيا في جميع المحافل الدولية، أن ما تعرض له رعاياها من عمليات قتل ممنهجة بـ”الإبادة”.

تركيا دأبت على مهاجمة مَن يصف المجازر التي ارتكبت بحق الأرمن في الحرب العالمية الأولى بأنها إبادة جماعية، اتّهمت فرنسا فى فبراير الماضى بأنّها تسعى لتقويض عملية التطبيع بينها وبين أرمينيا، بعد أن أعلن ماكرون يوم الـ24 من أبريل يوماً لإحياء ذكرى إبادة الأرمن.

أنقرة تتهم الأرمن بإطلاق دعوات “تجريم” تركيا، وتحميلها مسؤولية تعرض أرمن الأناضول لعمليات إبادة وتهجير، على يد جنود الدولة العثمانية.

تقول أنقرة إن ما بين 300 ألف و500 ألف من الأرمن لقوا حتفهم، نتيجة للاضطرابات الناجمة عن الحرب العالمية الأولى، فيما استبعدت الوصف بالإبادة الجماعية، التي وصفتها بـ “المأساة” لكلا الطرفين، ودعت إلى تناول الملف بعيدا عن الصراعات السياسية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار