أحد الضباط الناجين من معركة كمين البرث يروي الدقائق الأخيرة في حياة الأبطال وقائدهم

البطل ملازم أول عبدالعزيز ضابط الحرب الإلكترونية يروي تفاصيل مدى الثبات الذي كان يتحلي به البطل المنسي ورجاله.

 

 

قائلا: كنت أقضي إجازة العيد فى منزلى وجاء لي تليفون بنقلي للكتيبة ١٠٣ صاعقة ثم مربع البرث كانت خدمتي منذ سنتين ونصف فى العريش شوفت جثامين كتير لزملاء وجثث تكفيريين ولم أكن خايف من أي شيء ولكن وأنا فى طريقي للبرث كنت مش مطمن وقلبي مقبوض وصلت البرث وكنت أشارك مع الضابط سباعي في نفس الغرفه وكنت مسئولا عن جهاز الاتصالات وأراقب تحركات الإرهابيين.

يوم الحادث:

في ليلة الحادث سهرنا طول الليل نهزر ونضحك ونتحدث عن البطولات التي قامت بها الكتيبة والمداهمات الناجحة بقيادة المنسي.

فقالوا لي (الحرب لسه مبدأتش) لم أكن أعلم معني هذه الجملة وأستاذنت منهم كي أستريح لبعض الساعات قبل أن أعود لأباشر عملي لأنه لا يوجد بديل لي وتركت الجهاز لسباعي وبعد دقائق معدودة صحيت على صوت طلقات النار وسباعي يأخذ السلاح من جنبي.

فقمت بأخذ الجهاز وإذا بانفجار هز الغرفة فصعد الجهاز إلى السقف وأنا اتحشرت وسط الركام وجاء لي شبرواي والعسكري هرم وانتشلوني وفجأة حدث انفجار آخر فقال لي شبراوي اخلي بسرعة يا عبدالعزيز خلاص جهازى اتدمر وخرجت لأجد النقيب محمد صلاح شبه مغمى عليه بيستوعب الموقف ومعاه عسكرى مش عارف هو مين وشفت حسانين بيستشهد قدامى وسباعى على السلم وشبراوى فى الطرقة ومعاه عساكر والبارود مالى المكان عامل دخان كثيف والقائد منسى طلع سلم السطوح وعامل ارتكاز جنب السلم وعمال يصطاد فيهم ويحمس الكتيبة ويقول اثبتوا يا رجالة ماتقلقوش الدعم في الطريق والكل يرد إحنا معاك يا فندم والتكفيرين من تحت عمالين يقولوا والله لا نجيبك يا منسي ونذبحك.

ثم أصيب سباعى ولكنه بدأ يقاتل باليد الأخرى وشبراوى يضرب فى اتجاه الطرقة ومعاه العسكرى علي فى الوقت ده صلاح كان فاق وفتح الجهاز وأنا جنب سباعى وحوالينا كام عسكرى بطل وفيه عسكرى تحت عمال يضرب عليهم زحفت فى الغمام وصلت للحمام لقيت مصابين من التفجير ولقيت جثمان النقيب شبراوى استشهد وجانبه اثنين عساكر قاعدين يعيطوا عليه أخدت بندقيته اديتها لعسكرىكل ده والمقدم منسى ثابت وصوته عالى: اثبتوا يا رجالة الدعم جاى و(سباعى) واخد طلقة فى كتفه وبينزف وودانه بتنزف وبيطلع إيده يضرب من ورا الحيطة جاتله دفعة فى صوابعه قطعت صوابعه كان فيه حتة قماش على الأرض وفضل ينزف وأنا شيلت بندقيته.

ومحمد صلاح لسه عايش بيقول للمدفعية اضربوا الكمين يا فندم اضربوا الكمين علينا أخدت سلاح سباعى وعسكرى جابلى خزنه بقيت أضرب على السلم بشكل فردى علشان أكسب وقت لحد ما الدعم ييجى وفجاه سمعت واحد بيقول على الجهاز مش عارفين نطلع لمنسى وجاتلى طلقة دخلت فى إيدى الشمال كسرت العضم وقطعت الأوردة وبعدها صوت المقدم منسى اتقطع عنى سندت البندقية على الحيطة وفضلت اضرب لحد ما الذخيرة خلصت دخلت المطبخ صلاح قال لى أنا طلبت تانى من المدفعية يهدوا علينا النقطة قلت “لصلاح” وهرم وحجازى وماسة استشهدوا واتشاهدنا كلنا شهادة جماعية وفجأة وابل رصاص دخل المطبخ طلقة جات فى جنبى من قدام خرجت من ضهرى جت فى حجازى ووقعت عليهم وطلقة عدت على رجلى وجات في راس هرم وطلقة جات فى بطن النقيب محمد صلاح خرجت من ضهره وردت فى ضهرى وبقيت سامع أصوات حشرجة حواليا مش عارف انا عايش ولا ميت إلا وواحد يربت على خدي قائلا في حد عايش معاك وقعد يقلب فيهم لم يجد سوى حجازي فيه نفس وأُغمى عليه ولم أدري سوى وانا في الرعاية وسمعت نبأ استشهاد الأبطال.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار