“المرأة .. ميراث من القهر”.. كتاب جديد لأماني فؤاد 

“المرأة .. ميراث من القهر” كتاب جديد للدكتورة أماني فؤاد؛ أستاذ النقد الأدبي الحديث بأكاديمية الفنون، صدر عن الدار المصرية اللبنانية. يتضمن الكتاب خمسة فصول، تندرج تحتها مباحث متعددة: – الفصل الأول: (المرأة والهيمنة الذكورية). الثاني: (المرأة بين الأصولية والحداثة). والثالث: (المرأة والواقع السياسي). والرابع: (المرأة في مرايا الإعلام). والخامس: (المرأة وَ تَجليّات الكتابة الأدبية).
وتدور أفكار الكتاب حول نظرة الثقافة العربية للمرأة، وطبيعة تناول أدبيات تراثنا العربي لقضايا النساء وحقوقها، سواء في المباحث الفقهية أو المنتج الأدبي، كذلك تجليات الكتابة الأدبية المعاصرة، وصورة المرأة في الإعلام.. وحصار النظرة الجسدانية للمرأة في الوعي الذكوري، وانعكاسه على الأسرة والمجتمع، وتحجيم وتهميش دور المرأة في واقعنا المعاصر، ومحاولات الشطب والمحو والإقصاء لكينونتها، في ظل سيادة الثقافة الذكورية في مجتمعاتنا العربية، وتنازع قضايا المرأة بين جمود الخطاب الأصولي المنغلق وبراجماتية الخطاب العلماني بروافده الرأسمالية ذات الطابع الاستهلاكي النفعي، وما طال المرأة من مرارات وانتهاكات إثر الصراعات الدامية في سوريا والعراق وفلسطين وليبيا واليمن والسودان والجزائر، إضافة إلى التأسيس الداعشي الأصولي الذي يتسرب إلى ثقافتنا ووعينا الجمعي، وأثر ذلك على المرأة من حيث إهدار حقوقها، وسلب مكانتها، وخضوعها للسلطة الأبوية والوصاية المستبدة بكل أشكالها؛ الأسرية، والكهنوتية، والسياسية، وتحويلها لمجرد عورة، تابعة، ناقصة الأهلية، في نظرة جسدانية رخيصة، أُسِّس لها تنظيراً وممارسةً وسلوكا، فأحالتها جسدا اشتهائيا مفرغا من المضمون والروح والمعنى.
وينتمي الكتاب من حيث التأسيس المعرفي إلى الدراسات التنويرية الحقوقية التي تتغيا تعرية سلبيات الثقافة المجتمعية وخطاباتها والثورة على التمييز والجهل والتخلف، وتحطيم الثوابت الرجعية الدوجمائية، وتفتييت اليقينات الراسخة تاريخيا السالبة لحقوق المرأة وكرامتها.
ويستهدف الكتاب مناقشة عدة قضايا، أهمها: مناقشة أوضاع المرأة المسلمة التي تنتمي لثقافتنا الإسلامية أيا كانت جنسيتها، وأيا كان وطنها، شرقية كانت أم غربية، ومناقشة حقوقها وطبيعة حضورها في الوعي الجمعي من منطلق عقلاني موضوعي. ومناقشة كيف حول النسق الثقافي العام كيان المرأة نتيجة لتلك الهيمنة الذكورية إلى حارس لهذه الثقافة القامعة لكينونة نوعها في الجنس البشري، وسالب لحقوقها. كما يعرض لصورة المرأة وطبيعة حضورها في الخطاب الأصولي السلفي؛ الذي يمثل ثقافة الأغلبية، ويستند للمرجعية الدينية وأقوال الفقهاء واجتهاداتهم، وطبيعة حضورها في خطاب الحداثة أيضا.
وتتطرق المباحث إلى علاقة المرأة بالواقع السياسي في عمومه، والواقع المصري في خصوصه، وكيف يتجلى الحضور الأنثوي في مواد التشريع، وموقف المؤسسة التشريعية والقانونية من المرأة، ومشاركتها السياسية والقيادية. كما تعالج طبيعة حضور المرأة وتجليات وجودها في مرايا الإعلام، عبر البرامج الدينية الموجهة، وصناعة الدراما، والأعمال التليفزيونية، والتوك شو، وكيف صورت الشاشة المرأة المصرية والعربية. ومن الموضوعات الحيوية التي عالجتها الكاتبة طبيعة تجلي المرأة في الكتابة الأدبية؛ كيف ظهرت المرأة بين ثنايا صفحات المؤلفين – فِكرا وأدبا- في التراث العربي، شعرا ونثرا، كيف عبرت الذكورة التراثية عنها، كيف صوّرتها.
وتدعو المؤلفة للقطيعة مع كل ما يثبت عدم صلاحيته واتساقه مع تطورات ومعطيات لحظتنا التاريخية وما استجدّ فيها على مكونات كيان المرأة وتطوره المعرفي والثقافي، وتنوير الوعي وصولا لقراءة تأويلية صادقة ومستنيرة للنصوص الدينية، بما يوافق مقاصد الدين السامية وفلسفته العميقة التي هدفها سعادة البشر و الحرص على حقوق الإنسان: المرأة والرجل. ويعد هذا الكتاب إضافة جديدة للدكتور أماني فؤاد ضمن قائمة طويلة وثرية من كتبها وأبحاثها المطبوعة والمنشورة، كما أنه إضافة للكتابات التنويرية التي تعلي من شأن المرأة إنسانا كامل القدرات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار