القس سمير فؤاد يكتب : ميلاد المسيح رجاء العالم

قبل ولادة المسيح كان العالم يعيش فى ظلام روحى فكانت الأمم غارقة فى العبادات الوثنية والفساد الأخلاقى ، وكان اليهود غارقين فى العبادة الشكلية المظهرية حتى الكهنة كانت خدمتهم مظهرية خالية من العبادة التقوية وتعاليمهم ركزت على الشكل والمظهر الخارجى.

ومن الناحية السياسية كان اليهود مستعبدين للرومان يتطلعون للحرية السياسية بمجئ المسيا المخلص.
وكان العالم يتطلع إلى النور الذى يزيل هذا الظلام والإضطراب. وأعتقد أن العالم اليوم لا يختلف كثيرا عن العصر الذى ولد فيه المسيح.ظلام وفساد واضطراب –احتياج للمخلص

بالرغم من هذا المشهد المظلم والمحزن كان هناك بعض الأتقياء فالله لا يترك نفسه بلا شاهد.
أعلن الرب فى العهد القديم وتحديداً فى سفر ملاخى 4:
5هأنذا أرسل إليكم إيليا النبي قبل مجيء يوم الرب، اليوم العظيم والمخوف 6 فيرد قلب الآباء على الأبناء، وقلب الأبناء على آبائهم.

وكان هذا الشخص الذى سيعد الطريق أمام الرب هو يوحنا المعمدان..ونحن نعلم كيف بشر ملاك الرب زكريا وهو يخدم فى نوبته فى الهيكل بأن طلبته قد سمعت وأن زوجته أليصابات ستلد له ابنا ويسميه يوحنا وسيكون عظيما أمام الرب وخمرا ومسكرا لا يشرب
ومن بطن أمه يمتلىء من الروح القدس ويرد كثيرين من بنى اسرائيل الى الرب إلههم ويتقدم أمامه بروح إيليا. لكن زكريا لم يصدق ، فقال له جبرائيل: وها أنت تكون صامتا ولا تقدر أن تتكلم، إلى اليوم الذي يكون فيه هذا، لأنك لم تصدق كلامي الذي سيتم في وقته.

وتحقق كل ما قاله الملاك لزكريا وولدت أليصابات ,أعطوا إسماً للطفل “يوحنا”.
وامتلأ زكريا أبوه من الروح القدس، وتنبأ قائلا:
صلى زكريا بالروح القدس ليبارك الرب وجاءت صلاته نبوة ، جزء منها يتعلق بالطفل يوحنا والجزء الآخر يتعلق بالمسيح .سنتأمل فى بعض البركات من مجئ المسيح بحسب نبوة زكريا.
68مبارك الرب إله إسرائيل لأنه افتقد وصنع فداء لشعبه.
فى صلاته :إنه يبارك الرب من أجل الخلاص الذى سيتممه من خلال المسيح.

لقد ظن كثيرون أن الله نسيهم ولم يعد يهتم بهم (4 قرون بدون نبوة) ، لكن زكريا بالروح القدس يبارك الرب ويعلن أن الله افتقد شعبه .. فالله ليس بعيدا بل يذكر شعبه ولكن الله عنده مواقيته. وهذا ما أعلنه الله على لسان أشعياء : هوذا العذراء تحبل وتلد ابنا، ويدعون اسمه عمانوئيل الذي تفسيره: الله معنا..
افتقد الله شعبه وصنع لهم فداء..وهذه هى المهمة التى من أجلها جاء المسيح إلى العالم…جاء المسيح ليفتدينا من الخطية ومن الدينونة الأبدية… ” ولكن لما جاء ملء الزمان، أرسل الله ابنه مولودا من امرأة، مولودا تحت الناموس 5 ليفتدي الذين تحت الناموس، لننال التبني.
وهذا هو الخبر المفرح الذى أعلنه الملاك ليوسف فى الحلم: فستلد ابنا وتدعو اسمه يسوع. لأنه يخلص شعبه من خطاياهم.
ومازالت هذه أعظم بشارة: أن المسيح يخلص من الخطية ويحرر من سلطانها ومن دينونتها…وليس بأحد غيره الخلاص.

لم يفتدينا المسيح بفضة أو بذهب بل بدمه الكريم.
71 خلاص من أعدائنا ومن أيدي جميع مبغضينا
مثله مثل كل اليهود كانوا ينتظرون الخلاص السياسى من الاعداء الأرضيين:
من نير الرومان المستعمرين
من نير هيرودس الأدومى وأعوانه
لكن المسيح جاء: ليخلصنا من الخطية والشهوات وليصالحنا مع الله ويخلصنا من الأعداء الروحيين اى من ابليس وسلطانه على البشر(يخلص شعبه من خطاياهم). فالمسيح سحق الشيطان على الصليب (إذ جرد الرياسات والسلاطين أشهرهم جهارا).

74 أن يعطينا إننا بلا خوف، منقذين من أيدي أعدائنا، نعبده
75 بقداسة وبر قدامه جميع أيام حياتنا
جاء المسيح إلى أرضنا لكى يفدينا إتماما للنبوات فى العهد القديم
وإتماما للعهد مع ابراهيم والآباء.
جاء ليحررنا من الخطية والدينونة ومن سلطان ابليس ولكى:
نعبده بقداسة وبر قدامه جميع أيام حياتنا….
وهنا يصلى زكريا:
أن يعطينا إننا بلا خوف، منقذين من أيدي أعدائنا نعبده بقداسة وبر..
فالهدف من الخلاص أن نعبد الله..لكن كيف نعبده؟
نعبده بقداسة: فالله قدوس ويدعونا أن نكون قديسين
فأطلب إليكم أيها الأخوة أن تقدموا أجسادكم ذبيحة حية مقدسة مرضية عند الله عبادتكم العقلية.
ولا تشاكلوا هذا الدهر بل تغيروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم.
أفضل ما نقدمه للرب ونحن نحتفل بميلاده هو أن
نقدم له أنفسنا..
نقدم له عبادة قلبية حقيقية تليق بقداسته..
أقدم وقتى وصحتى ومحبتى وكل مالى.
لله لم يشفق على ابنه بل بذله لأجلنا..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار