د/ أحمد حسين يكتب .. السيد المحترم وزير التربية والتعليم لماذا؟

أحد أهم أهداف التقييم (الامتحانات) هو التقويم عبر اكساب الخبرة للطلاب وتراكمها بما يؤدي لبناء وتراكم نجاح تحقيق الأهداف على مستوى نواتج التعلم وعلى مستوى المؤسسة التعليمية وبيئتها التربوية وهذا يتأتي من خلال معرفة نماذج الإجابات التي وضعت للامتحان فيطلع عليها الطالب صاحب الامتحان والنتيجة فيعرف فيما أخطأ وفيما أصاب ومرجعية خطأه أكان مردها منهجي تفكيري أو طريقة تعليم أو نمط شخصي … وهكذا فيبيني عليها ويحقق خبرة وتجربة وتراكم ناجح لكيفية تحقيق أهداف التعليم ومدركات تحققه ، ويطلع عليها من يليه في المستوى الصفى فيتعلم من تجربة غيره لتكون له قواعد عمل وتعلم فلا يقع فى خطأ من سبقه.
وبالتالي فنحن هنا نساهم في إحداث تطوير وتحسين منهجي لنواتج التعلم على مستوى الطالب وعلى مستوى البناء المؤسسي وبنية منظومة التعليم قاطبة.
وهذا لا يتأتى في ظل منطلق لتجربة تقويم جديدة إلا بعرض نماذج الامتحانات ومنطلق ومنهجية وضعها ، ومدركات القياس التي صِيغت من أجل تٓحٓققها، ماذا تريد أن تقيس؟ ولماذا تريد هذا القياس؟ وما الذي ستحققه على المدى القريب والبعيد على مستوى البناء الإنساني الوطني القيمي والحياة ، وعلى البناء الفكري المهني المتخصص للإعداد للتعليم العالي، إلى آخره من رؤية وهدف ومنطلق للتقييم وبنية منهجية لتجربة التطويير، وشرح هذا السياق والمنهج وتحققه وفق عرض ماسبق، وبعرض نماذج الإجابة بعد الامتحان مباشرة والتى يكون فيها ذهن الطالب وحالته المعرفية الطلابية والوجدانية التعليمية حاضرة للفهم والمعرفة وللتعلم من التجربة خطًأ وصوابًا.
السؤال المهم : لماذا لا تقوم الوزارة بما سبق؟ لماذا لا تقوم بطرح نماذج الامتحان والإجابات لامتحان الدور الأول للثانوية العامة اليوم ومناقشتها في ضوء شرحها للسياقات المختلفة للامتحان وسياق تحققها؟!
لماذا لا تعقد ندوة عامة مفتوحة يتم شرح وتوضيح ما قامت به وزارة التربية والتعليم لتقويم آداء الطلاب في ضوء سياقات أسس وأبنية التقويم الطلابي : الصدق والثبات ، الاستمرارية والشمولية، الموضوعية والعدالة ، الشفافية والوضوح و الواقعية ، المسئولية الفردية والجماعية ، اتاحة الفرص لتطوير الآداء ، توافر الآليات الميسرة، ويتم صياغته واتاحته على موقع الوزارة حتى يعرف ويفهم ويتعلم الجميع ونبني الخبرة والتراكم المؤسسي والتعليمي للتجربة.
إذا كان تقويم آداء الطالب هو عملية إصدار حكم على مستوى تحقيق الطالب لمعايير الآداء الجيد، ونواتج التعلم المستهدفة ، بهدف تشخيص جوانب القوة في آدائه وتدعيمها وكذا جوانب الضعف وعلاجها فلماذ لا نحققه ونساهم في تقويم التجربة التي تتبناها الوزارة ونثري محتواها بما يدعم الايجابيات ويعالج السلبيات ويراكم النجاح الطلابي والمؤسسي ، لماذا تؤجلها لبداية العام الدراسي ونُغيب التشخيص والخبرة وتركم المعرفة ؟
لماذا ؟!!!

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار