التحالف الشعبي الاشتراكي:الحرب الاوكرانية علامة على عالم جديد تتراجع فيه الهيمنة الامريكية
– لا للحروب .. لا للاحلاف العسكرية
– التحالف الشعبى الاشتراكى يحذر من مخاطر الحروب وتوتير العلاقات الدولية وتمدد الناتو فى المحيط الروسى
الحرب علامة على عالم جديد تتراجع فيه الهيمنة الامريكية
– مع تداعيات الحرب التحالف يطالب بسياسات تحقق السيادة على الغذاء وحل أزمة سد النهضة لضمان الحق فى الماء والغذاء والحياة
اصدر حزب التحالف الشعبى الاشتراكى ، بيان عن الحرب الروسية الاوكرانية، و حدد موقفه من الحرب على اوكرانيا فى النقاط التالية :
1- اننا من حيث المبدا ندعو الى السلام العالمى والتضامن بين الشعوب وضد استخدام الحرب والقوة المسلحة كوسيلة لتغيير الانظمة والاوضاع فى اى دولة أو منطقة ونؤكد على ضرورة احترام حق الشعوب فى الأمن والاعتماد على الوسائل السلمية فى حل النزاعات.
٣ – ونرى فى التظاهرات السلمية لمواطنين فى دول متعددة وعلى الأخص فى عدة مدن روسية رسالة مهمة للإعراب عن رفض الحرب تمسكا بالميراث المشترك بين الشعبين الروسى و الأوكرانى والمحافظة على السلام بشكل عام .
٣- ونعارض الاحلاف العسكرية وتمددها كوسيلة للهيمنة وكادوات ضغط على أطراف أخرى وعسكرة العلاقات الدولية وتوتير الاستقطاب وهى تؤدى على العموم الى تدهور قضايا السلم والأمن في جميع أنحاء العالم وصعود التيارات المتطرفة الدينية واليمينية والفاشية والقومية المتعصبة .. وما داعش وأخواتها الا نتاج لهذا الوضع الذى اجتمعت فيه تشوهات قومية مع تشوهات الوضع الدولى وتوجهات التقسيم والعسكرة.
٤- والحرب التى تدور فى الاراضى الاوكرانية ليست نزاعا حدوديا ، او توترا بين دولتين جارتين فهى تحمل فى احشائها كل خصائص الوضع الدولى حيث تتشابك الاوضاع المحلية والاقليمية والدولية وترسم الطريق الى الحرب وقد ادت بالفعل
تدخلات الولايات المتحدة وحلف الناتو الى زيادة مناطق التوتر فى العلاقات الروسية – الاوكرانية بسعيها الى ضم اوكرانيا الى حلف الناتو ـ فضلا عن دول اوربا الشرقية على الجناح الشرقى لروسيا واحياء نظرية الطوق الحديدى التى استهدفت فى السابق حصار وعزل الاتحاد السوفيتى السابق وتستهدف الان وريثه الاتحاد الروسى الحالى اعتمادا على دول الجوار والتى اقترب تمددها الى اوكرانيا فى قلب البيت بوصف بوتين وكلماته.
5- ولا يخفى على أحد التاريخ العدوانى الاسود لحلف الناتو ودوره فى تدمير دول وشعوب مثلما حدث فى العراق ويوغسلافيا سابقا وليبيا وافغنستان ومساندة دولة اسرائيل الاستعمارية ودعم ميليشيات الارهاب وتوجهات التقسيم والتفتيت والتفجير الطائفي كوسيلة للهيمنة ، وما داعش وأخواتها الا نسخ ومنتجات لهذا الوضع المشوه الذى اجتمعت فيه تشوهات الوضعين الاقلينى والدولى .
6- ومهما يكن من شان تحرشات الناتو بالروس انطلاقا من دول الجوار ، فإن الحرب لن توفر حلا للامن الروسى، كما ان الانضمام للناتو لم يكن الضمان الأهم لامن اوكرانيا ، وعلى العكس فهو ما يقوض امنها وهناك دول جارة لروسيا كالسويد وفنلندا والدول الاسكنافية عموما التزمت فى السياسة والاقتصاد التوجهات الغربية كالاقتصاد الحر والليبرالية السياسية ، لكنها فى العلاقات الخارجية التزمت الحياد ولم تنضم إلى اى احلاف عسكرية وكان هذا التوجه اهم ضمانة لأمنها.. وفى الوضع الراهن فإن الحل الواقعى الذى يستجيب لمصالح الشعب الاوكرانى هو حياد اوكرانيا وابتعادها عن منظومة الناتو مع ضمان حق شعبها فى اختيار النظام السياسى والاقتصادى الذى يختاره دون تدخل من اى قوى أخرى.
7- وعلى جانب أخر كشفت الحرب عن ملامح عالم جديد يتشكل تتراجع فيه الهيمنة الامريكية وتتعدد فى النظام الدولى مراكز القوى وبينما كانت الالة العسكرية الروسية تتوغل فى الاراضى الاوكرانية استلهمت الادارة الامريكية ودول الناتو من عالمنا العربى عبارات الشجب والادانة وبدت اوكرانيا تخوض المواجهة وحدها ، كما صرح رئيسها، وعلى الصعيد العالمى بدا الامر كمواجهة بين الناتو وروسيا ، وبسبب خصائص الحالة الروسية والامريكية وتحولات الوضع الدولى لم تلقى امريكا الدعم الذى توقعته من الدول التابعة والتى تدور فى فلكها ،
8- وعلى العكس تتصاعد لدى تيارات عريضة فى المنطقة ودول الجنوب مشاعر الشماتة فى الإدارة الأمريكية وحلف الناتو بسبب تاريخه العدوانى فى حق الشعوب والتمدد فى كل القارات كشرطى للعالم يقرر مصير الانظمة.والشعوب . وايضا بسبب ما كشفت عنه التطورات الأخيرة من من تراجع نظام الهيمنة الأمريكية لصالح عالم تتعدد فيه مراكز القوى وتتسع فيه مساحة أكبر للاطراف الضعيفة لمقاومة توجهات الهيمنة.، والوجه السلبى لهذه الشماتة انها تستغني بالتعلق بصراعات القوى الكبرى عن بناء القدرات الذاتية للمقاومة والدور الفاعل للشعوب .
9- اننا أمام مشهد من مشاهد صراع مراكز القوى وهو صراع يختلف عن صراعات القرن الماضى بين الكتلة السوفيتية التى ساندت شعوب العالم ضد الاستعمار وبين الكتلة الاستعنارية التى فرضت هيمنتها على شعوب العالم واستنزفت ثرواتها لقرون .. ويختلف الصراع الحالى فى أن روسيا وريثة بقايا الاتحاد السوفيتي لم تعد روسيا الاشتراكية القديمة وقيصرها الجديد بوتين يمثل التيار القومى اليمينى واقتصادها أصبح خليطا بين راسمالية الدولة والخاصة والاحتكارات عابرة القارات .
ولهذه الروسيا القومية الناهضة مصلحة فى تفكيك هيمنة امريكا وحلف الناتو واستعادة ما أمكن من مساحة نفوذها ، وهى تفعل ذلك الان انطلاقا من مصالحها كقوة عظمى فى النظام العالمى وبحسابات المصلحة وليس استلهاما لكل مبادىء ثورة أكتوبر… وهذا البعد هو الذى يفسر موقفها فى الخليج بصلاتها الواسعة برجعياته وعكسه فى سوريا وايران وليبيا ودول أمريكا اللاتينية التى تعرضت للحصار وهو ايضا ما يفسر دعمها للنظم السلطوية وتراجعها عن تقديم نموذج ملهم وقوة ناعمة فى بلادها والمحيط تجذب اليها الشعوب وهى اهم سلاح فى قطع الطريق على تمدد الناتو فى محيطها.. وليس غريبا فى هذا السياق أن يهاجم بوتين مبدأ حق تقرير المصير للشعوب الذى استلهمته ثورة أكتوبر
ويهمنا أن نؤكد أنه إذا كان القانون الدولى الحالى ينطلق من مبدأ سيادة الدول فإنه ليس بإمكان أحد فى نفس الوقت الإنكار المطلق لهذا الحق باستخدام منفرد لمبدأ سيادة الدول ، أو تطبيقه بشكل انتقائى وفق أهواء الدول الكبرى المهيمنة كما حدث فى حالة يوغوسلافيا السابقة . ولاشك أن هذه الحالة متضمنة فى بعض مناطق أوكرانيا الحالية ، وفى حالات أخرى متعددة كأيرلندا وإقليم كتالونيا فى اسبانيا وغيرهم .
10 -ومهما يكن من أمر فإن الوضع العالمى الراهن يحتاج إلى بديل ثالث ديمقراطي شعبى يعتمد على تصحيح المسار بإرادة الشعوب ويعظم فرص استفادة دول الجنوب من صراع الضوارى لتوسيع مساحة نشاطها المستقل لبناء عالم افضل يرفض الحروب والاحلاف العسكرية والهيمنة واستعباد الشعوب و يحقق احلام البشرية فى العدل ولا يرهنها بصراع الامبراطوريات الصاعدة والهابطة.
11- وبالنظر الى تداعيات الحرب على مصر وشعوب المنطقة يهم التحالف الشعبى الاشتراكى أن يؤكد على على ضرورة التوجه بحزم الى اصلاح السياسات الزراعية فى اتجاه تحقيق السيادة على الغذاء وتحقيق الاكتفاء الذاتى فى السلع الغذائية الرئيسية وعلى الاخص القمح والفول والاذرة والعدس ، بما يستوجب اعادة الدورة الزراعية والاهتمام بالارشاد الزراعى وتطوير الابحاث الخاصة بانتاج سلالات جديدة من القمح .
12- كما توجب تداعيات الازمة سرعة حسم المخاطر والتهديدات المتعلقة بسد النهضة وردع المسعى العدوانى الاثيوبى لوضع محبس على النيل وتحويله الى بحيرة اثيوبية والتحكم فى حصة مصر من المياه ورد هذا العدوان فى نطاق الدفاع الشرعى عن النفس وعن الحق فى الحياة.