كريمة الحفناوي تكتب..الإبادة الجماعية والتطهير العرقى للفلسطينيين نكبة أخرى

رفع رئيس وزراء الحكومة اليمينية المتطرفة للكيان الصهيونى بنيامين نيتانياهو خريطة “إسرائيل” فى الأمم المتحدة تضم الضفة الغربية وقطاع غزة. ومنذ مجيء الحكومة المتشددة فى بداية عام 2023، وهى تقترف جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الشعب الفلسطينى من اعتداء عليه وحرق القرى وتدمير المنازل فوق رؤوس قاطنيها واستباحة باحات المسجد الأقصى.


جاءت الحكومة اليمينية العنصرية من أجل التطهير العرقى للفلسطينيين لإنشاء دولة يهودية خالصة وفقا لقانون “القومية اليهودية” الذى أقره الكينيست الإسرائيلى فى عام 1918 بعد مجيء السيد دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة الأمريكيه واعترافه بأن القدس عاصمة اسرائيل الأبدية.
بل وجاء دونالد ترامب بمخطط صفقة القرن التى رفضها الفلسطينيون ورفضتها جميع الشعوب العربية لأنها تتضمن تصفية قضية الصراع العربى الصهيونى وتتضمن تنفيذ خطة (أشرف عليها مستشاره وصهره جاريد كوشنر) والتى بموجبها يتم اقتلاع أهالى الضفة الغربية وتوطينهم فى الأردن واقتلاع أهالى غزة من وطنهم وتوطينهم فى سيناء. وبالطبع تم رفض الخطة من جانب مصر ومن جانب الفلسطينيين وقالت وقتها حركة حماس “لادولة فى غزة ولادولة بدون غزة”، وتأكد الرفض أكثر من مرة مع محاولات فى 2019.
لم تكن فكرة توطين الفلسطينيين فى شبه جزيرة سيناء المصرية وليدة صفقة القرن، ولكن سبقتها خطط قديمة منذ القرن الماضى بل وبدأت منذ الاحتلال البريطانى لمصر عام 1882 بخصوص توطين اليهود فى سيناء، وعندما تم الرفض من الجانب المصرى وقتها، جاء الصهيونى تيودور هرتزل إلى مصر فى مارس 1903 على متن السفينة النمساوية سميراميس لبحث إمكانية توطين اليهود الصهاينة فى شبه جزيرة سيناء وفشل فى تحقيق ذلك.
وفى عام 2000 وضع جيورا آيلاند رئيس قسم التخطيط فى جيش الاحتلال الصهيونى ورئيس مجلس الأمن القومى الأسبق خطة استخباراتية سياسية لاستغلال سيناء بتوسيع قطاع غزة الفلسطينى من خلال اقتطاع جزء من سيناء وضمها لحيازته، بتنازل مصر عن 720 كم مربع من سيناء على هيئة مستطيل ضلعه بطول 24 كم على طول شاطىء البحر المتوسط من رفح غربا حتى مدينة العريش وبعرض 20 كم داخل سيناء ويضاف شريط يقع غرب معبر كرم أبو سالم جنوبا على طول الحدود بين مصر والأراضى المحتلة. وتم وقتها عرض الخطة على الرئيس حسنى مبارك ورفض رفضا قاطعا.
والآن عقب طوفان الأقصى فى السابع من أكتوبر 2023، على يد المقاومة الفلسطينة وتكبيد العدو الصهيونى خسائر كبيرة بشريا وعسكريا، وفشل العدو استخباراتيا وعسكريا وإعلاميا، أمام المقاومة المسلحة والمقاومة الشعبية الفلسطينية، نشر إيدى كوهين الصهيونى نداءً إلى مواطنى قطاع غزة بالنزوح إلى مصر حفاظا على حياتهم، بما يعنى تصفية القضية الفلسطينية، بتهجير أهالى غزة تهجيرا قسريا. وبالطبع رفضت مصر وأيضا رفض الفلسطينيون ذلك لأنهم ولدوا وسيدفنون على أرضهم ودفعوا أرواحهم ودماءهم للدفاع عن حقهم فى مواجهة العصابات الصهيونية منذ أن جاءت للاستيلاء على فلسطين بموجب وعد بلفور1917.
منذ قيام عملية طوفان الأقصى فى السابع من أكتوبر 2023، ردا على الجرائم اليومية التى ترتكبها الحكومة الصهيونية ويرتكبها المستوطنون المسلحون المحتلون للأراضى الفلسطينية، منذ ذلك اليوم وعلى مدى عشرة أيام يقوم الكيان الصهيونى بالعدوان المستمر على الفلسطينيين العزل حيث ألقى آلاف الأطنان من المتفجرات والقنابل على رؤوس النساء والأطفال والشيوخ وكل أهالى قطاع غزة، كما قام بتدميرالمستشفيات والمساجد، بجانب دك وهدم مدارس الأونروا التى يلجأ السكان إليها هربا من القتل.
كما قام العدو الصهيونى بقطع المياة والكهرباء ومنع الغذاء والدواء عن قطاع غزة مما يهدد بموت أهالى القطاع وموت محقق للجرحى والمصابين الذين وصلوا لما يقرب من عشرة آلاف مصاب وجريح أثناء كتابة هذا المقال بجانب 2700 شهيد وشهيدة عدد كبير منهم من الأطفال والنساء. إن ماتقوم به حكومة الاحتلال من تجويع الشعب الفلسطينى وحصاره وتهجيره قسريا جريمة ضد الإنسانية ويعتبر نكبة أخرى بعد نكبة 1948.
يقوم الكيان بكل جرائمه البشعة تحت أعين وسمع الدول الاستعمارية الكبرى ووسط تأييد الولايات المتحدة الأمريكية الصارخ لإسرائيل حيث قال بايدن ” من حق اسرائيل أن تدافع عن نفسها، وفى نفس الوقت قال الدكتور ستيفن والت العالم السياسى وأستاذ العلاقات الدولية بجامعة هارفارد “أدانت أمريكا هجمات حماس كالعادة، واعتبرتها غير مبررة، متجاهلة عن عمد السياق الذى جرت فيه، وكذلك السياسات الإسرائيلية، التى تجعل الفلسطينيين يشعرون أنهم ليس أمامهم خيار سوى اللجوء للقوة، ردا على العنف الذى يتعرضون له بصورة روتينية، إن هجمات الفلسطينيين مفهومة كرد فعل على الظروف التى يعيشونها”.
ومن الخزى والعار أن تتم كل هذه الجرائم تحت بصر الحكام العرب المطبعين مع الكيان الصهيونى ولايتحركون لأخذ أى موقف لمساندة الفلسطينيين الذين يدافعون عن الأمن القومى المصرى والأمن القومى العربى ويدافعون عن مقدساتنا المسيحية والإسلامية، يدافعون عن كرامة وعزة الأمة العربية. لقد خرست الألسنة من أجل الحفاظ على العروش والمصالح الخاصة على حساب مصالح الشعوب والأوطان
إننا نطالب ب:
الوقف الفورى للعدوان الصهيونى ووقف شلالات الدم فى غزة.
إنهاء الحصار وفتح معبر رفح لدخول المساعدات الإنسانية فورا من غذاء ودواء ووقود ومستلزمات طبية إلى أهالى قطاع غزة.
وقف التطبيع فورا مع الكيان الصهيونى وإغلاق سفارات ومكاتب العدو فى بلداننا العربية وطرد السفراء الصهاينة، واستدعاء سفرائنا من الكيان العنصرى الاستيطانى.
مقاطعة الشعوب للعدو الصهيونى والدول التى تسانده وتدعمه وفى مقدمتها أمريكا وتكون المقاطعة شاملة اقتصادية واجتماعية وثقافية ورياضية وفى جميع المحافل الدولية.
توثيق جرائم الحكومة وجيش الاحتلال الصهيونى وتقديمها للمحكمة الجنائية الدولية من أجل محاكماتهم على جرائم الحرب التى يرتكبونها بحق الشعب الفلسطينى
إننا نرفض ويرفض معنا الشعب الفلسطينى مخطط التهجير القسرى الذى يقوم به الكيان الصهيونى.
المجد والخلود للشهداء والشفاء للجرحى والنصر للمقاومة والبقاء للشعوب والزوال للمحتل والخزى والعار للمطبعين.
يقول الشاعر السعودى مهذل الصقور.
أتظن أنك عندما أحرقتنى.
ورقصت كالشيطان فوق رفاتى.
وتركتنى للذاريات تذرنى.
كحلا لعين الشمس فى الفلوات.
أتظن أنك قد طمست هويتى.
ومحوت تاريخى ومعتقداتى.
عبثا تحاول لافناء لثائر.
أنا كالقيامة ذات يوم آت.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار