جميلة إسماعيل تكتب..عيد سعيد .. من أرسل الباقة ؟

وصلتنى هذه الباقة لأبدأ بها صباحاً مختلفاً يليق بالعيد فى ثانى أيامه .. بعد شهور يصلنى فيها كل صباح ما يجعل مناعتي في خطر …حرب مجرمة على حدودنا الشرقية مرة وحرب أهلية على حدودنا الجنوبية ومعارك يومية من أجل العيش تخوضها طبقات بلا حماية اجتماعية في مواجهة سياسات أوصلت المعاناة إلى كل بيت ؛ حتى الذين كانوا يعيشون في دوائر الستر والامان.

كان عاماً صعباً… وتطلب شجاعة إضافية للاشتباك مع واقع جديد …شجاعة تحركنا لنشتبك ونفهم تأثير هذه الأزمات الكبيرة على قطاعات واسعة من الناس لم تعد تستطيع شراء قوت يومها.
كل هذا ومازال هناك بيننا من يرى أن دوره يقتصر على الصوت العالي وتوزيع الاتهامات …مازال هناك دوائر من الرفاق لا تكف عن إفراز الادعاءات و الأكاذيب و التدليس و التخوين و نشر الشائعات ثم الميل نحو تصديقها و ترويجها باعتبارها حقائق ..
و حتى بعد ثبوت عكس ما يروجونه لا يبذلون جهداً فى الاعتذار..! … وكأن الأصل وما عرفناه عبر تاريخ عملنا السياسي هو قدر لابد أن يتكرر و ينسحب على كل من يمارس السياسة فى كل عصر و زمان …
هكذا ودعت منذ أيام عامي السابع و الخمسين ..و في أسبوعه الأخير نوبات البرد الغامضة التى كانت تهاجمني.. و بدأت فى التعافى بعد ليال طويلة من الحرارة و السعال… ثم وصلت باقة الورد لتجعلني أتمنى في بداية العام الجديد:
(القوة) في مواجهة كل غامض ومربك…
( الهمة) في رحلة صعبة تقدم لى في كل خطوة تحديات جديدة..
(مهارات الهروب) من فخاخ المنافقين والمزايدين..
والقدرة على (اكتشاف) الطرق، (والتعلم) من كل تجربة،
(النضج) الذي يمكننى من تفادى (المرارة من الخيبات)،
(النجاة من غرور) ما بعد النجاح ..
وتجنب تقديس الماضي بتكرار نفس الأخطاء.

وأدعو الله ألا تحرمني الأيام الثقيلة من (ذكاء القلب) الذي ينجيني من الشر المبتذل ، ذلك الذي يحاصرنا أصحابه بأطماعهم وصياحهم حتى نشبههم فى النهاية…
عيد سعيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار